أخر الأخبار

×

أخر الأخبار

05 ديسمبر 2023 08:15 م

الرئيس السيسي يشهد مؤتمر "حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز "

السبت، 30 سبتمبر 2023 - 10:59 ص


شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي،السبت30-9-2023 ،افتتاح مؤتمر "حكاية وطن .. بين الرؤية والإنجاز"، التي تمتد فعالياته على مدار ثلاثة أيام، بالعاصمة الإدارية الجديدة .

جدول أعمال المؤتمر

يشهد اليوم الأول جلسات مهمة تركز على محاور الاقتصاد، ويشارك فيها كبار الوزراء، حيث يحضر الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ودكتور محمد معيط وزير المالية، وأحمد سمير وزير التجارة والصناعة، ودكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، وتتناول هذه الجلسات سياسات وبرامج الحكومة في دعم الاقتصاد المصري.

كما يشهد اليوم الأول جلسات تركز على قطاعات الطاقة والبنية التحتية، ويشارك فيها دكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية ويتم خلال هذه الجلسات مناقشة مشروعات قومية كبيرة وجهود تطوير البنية التحتية.

بينما يشهد اليوم الثاني  جلسات تركز على مجالات السياسة الخارجية والأمن القومي، ويحضرها سامح شكري وزير الخارجية والمستشار عمر مروان وزير العدل، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، يتم خلال هذه الجلسات مناقشة قضايا الأمن القومي والعلاقات الدولية.

فيما يشهد اليوم الثالث الجلسات المخصصة للعدالة الاجتماعية والصحة تشهد حضور د خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، ود نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي،  وسيتم ختام الفعاليات بجلسة ختامية تجمع كبار المسؤولين لاستعراض نتائج المؤتمر والتوجهات المستقبلية للتنمية في مصر.

وكان الرئيس السيسي، قد شهد خلال الأسبوع الماضي، جلسة "حكاية وطن" بالإسماعيلية، وشهدت الجلسات الحديث عن إنجازات الدولة المصرية في قطاعات التعليم بشقيه الأساسي والجامعي وكذلك قطاع الرياضة والثقافة.

الفعاليات

اليوم الأول: السبت 30-9-2023

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي ،افتتاح مؤتمر "حكاية وطن .. بين الرؤية والإنجاز" بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، فضلا عن عدد كبير من ممثلي المجتمع المصري وأطيافه المختلفة والخبراء والمتخصصين في شتى المجالات.


أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن البلاد تعيش وتنمو بالعمل والتضحية والإخلاص والشقاء وليس بالكلام.

ورحب الرئيس السيسي ـ فور وصوله إلى مقر انعقاد مؤتمر "حكاية وطن .. بين الرؤية والإنجاز" بالعاصمة الإدارية الجديدة ـ بجميع الحضور، موضحا أنه سيتم سرد حكاية بلادنا خلال المؤتمر الذي سيستمر لمدة ثلاثة أيام، مضيفا أن الحوار الوطني الذي تم إطلاقه من العام الماضي جاء لنتحدث فيه مع بعضنا البعض .

وقال الرئيس السيسي "اليوم سنحكي حكاية مصر منذ 2011 حتى الآن"، مضيفا "أنه من المهم أن تعرفوا، وسنحكي لكم من منظور ما معنى أن دولة كانت تقابل تحديات كبيرة وكانت كفيلة بإنهاء دول لم تقف على حالها حتى الآن".

وتابع الرئيس السيسي "أن تكراري لهذا الكلام كثيرا للتذكرة وليكون ذلك أمام الله سبحانه وتعالى، أنا كررت هذا الكلام 100 مرة أن البلاد لا تعيش ولا تنمو وتكبر إلا بالعمل والشقاء والتضحية والاخلاص والأمانة وليس بالكلام فقط".

وعقب كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي تم عرض فيلم تسجيلي يعرض مشاهد وتوثيقا عن ثورة 30 يونيو، ومطالبة الشعب للجيش بحماية مصر وشعبها من خطر الإخوان  .


وعقب ذلك استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في كلمته خلال فعاليات افتتاح مؤتمر "حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز"،
تقريراً حول حصاد تسع سنوات من إنجازات الدولة المصرية في ستة محاور رئيسية لتنفيذ الرؤية التنموية
.

وفي مستهل كلمته، رَحب رئيس الوزراء بالسيد رئيس الجمهورية والحضور، معربًا عن سعادته بمشاركته في هذا المؤتمر لاستعراض ما قامت به الدولة المصرية على مدار أكثر من تسع سنوات في كل مناحي الحياة لخدمة المواطن المصري، مؤكدًا أنها تعدُ إنجازاتٍ حقيقية غير مسبوقة بكل المقاييس، ولم تحدث منذ عقود طويلة، وقال: "لا أبَالغ إذا قلت إنها لم تحدث منذ عدة قرون في هذه الدولة ".

وفي هذا الإطار، اختار رئيس مجلس الوزراء أن يبدأ عرضه بالحديث عن تداعيات الأزمة الاقتصادية التي يمرُ بها العالم حاليًا، والتي خلفت وراءها تحدياتٍ كبيرة من تضخم، وارتفاع في أسعار السلع، وأدت إلى معاناة مُختلف دول العالم، وبالأخص الدول النامية ومنها مصر، من قضايا التضخم وارتفاع الأسعار وقال: "أصبح لسان حال المواطن المصري اليوم رغم كل ما يراه من إنجازات متسائلًا: كيف سنخرج من هذه الأزمة؟ بل يتساءل متى ستصبح مصر مثل دولٍ كثيرة ناجحة على مستوى العالم ونموذجاً يُحتذي به، ومن هذه الدول من كانت تعاني من ظروف مماثلة تمر بها الدولة المصرية وتغير حالها ".

وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أننا نسعى جاهدين للوصول إلى التقدم الذي وصلت إليه دول مثل: اليابان وكوريا والصين والهند وألمانيا وماليزيا، التي لم تصل إلى هذا التقدم والنجاح بين يوم وليلة، ضاربًا مثالاً على ذلك بدولة مثل ماليزيا التي كانت تعاني من عدة تحديات في عام ١٩٨٠، مستعرضًا عده لقطات مصورة توضح الحالة التي كانت عليها في هذا التوقيت، ودولة سنغافورة والتي تعد من أفضل دول العالم المتقدمة التي بدأت تجربتها عام ١٩٥٩، ودولة ثالثة مثل ألمانيا التي بدأت تجربتها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث أصبحت الآن رابع أكبر اقتصاد في العالم وأكبر اقتصاد في أوروبا، مقارنًا الأوضاع في هذه الدول بين الأمس واليوم بلقطات مصورة، متطرقاً في هذا الصدد للتجربة الصينية التي وصفها بأنها نموذج قوي وعملاق، مستعرضًا أحوالها في عام ١٩٧٨ مقارنة بالحاضر .

وقال مدبولي: هذه التجارب الناجحة التي تم استعراضها لم تكن وليدة اللحظة بل كانت نتاجًا لسنوات طويلة من الجهد والتعب، حتى تصل إلي هذا النجاح المُستدام، مضيفًا أن سنغافورة التي يبلغ عدد سكانها ٥ ملايين نسمة لم تصل إلي النجاح إلا من خلال جهود متواصلة استمرت عشرين عامًا، مضيفًا أنه رغم اختلاف هذه التجارب في اتجاهاتها ما بين الشيوعية والاشتراكية والرأسمالية، ولكنها اجتمعت على خمسة ثوابت رئيسة وهي: أن التنمية ركيزة أساسية ولها الأولوية ومفتاح حل المشكلات، وذلك من خلال برنامج وطني طموح يتضمن تنفيذ العديد من المشروعات التنموية، علي أن يصاغ هذا البرنامج بسواعد أبنائها وليس من خلال مكاتب استشارية عالمية، كما تتضمن هذه الثوابت التوسع في الإنفاق حتي تكون دولة جاذبة للاستثمار؛ فهذه الدول قد استثمرت ما بين ٢٠٪ إلى ٤٠٪ للناتج المحلي الإجمالي لها على مدى عقود في البنية التحتية، وكانت الصين تستغل ٤٠٪، وأقل دولة كانت تستغل من ٢٠٪ إلي ٢٥٪ لمدة لا تقل عن عقدين من الزمان حتي تنهض وتحقق التقدم المنشود .

وأضاف مدبولي أن هذه التجارب الناجحة في تلك الدول كانت تديرها قيادة لديها رؤية وإصرار على التنفيذ، وأن هذه القيادات أرست قاعدة باستمرار هذه التجارب على نفس المنوال بعد ترك القيادات مواقعها، ولم تتوقف عن السعي، متطرقاً لما يدور في أذهان بعض المفكرين من استفسارات حول متى تؤتي هذه التجارب ثمارها؟ فنحن نتحدث عن تسع سنوات من التنمية والتطوير ولكن تظل التساؤلات قائمة متي نصل لما وصلت إليه الدول المتقدمة من ازدهار ونجاح رغم اتفاقنا أنها استغرقت أكثر من عقدين من الزمن، فالصين مثلًا انخفضت معدلات الفقر بها بعد عشرين عاماً من الجهد المتواصل بها من برنامج التنمية الشامل لها، ورغم ذلك فنسب الفقر بها تظل قائمة .

وفي هذا الصدد، أشار رئيس الوزراء إلى الكتاب الصادر في عام ٢٠١٢ بعنوان : "Why nations fail" ، أي لماذا تفشل الأمم؟ قائلاً: هذا الكتاب يعرض لماذا تنجح الدول ويفشل بعضها، وفي مقدمة الكتاب اختار مؤلفوه مصر نموذجًا للدولة الفاشلة وطرح المؤلفون في هذه المقدمة التي ركزت على مصر ثلاثة أسئلة: لماذا تعد مصر أكثر فقرًا بدرجة كبيرة عن الولايات المتحدة؟ وما القيود التي تمنع المصريين أن يصبحوا أكثر رخاء وغنى؟ وهل ظاهرة الفقر في مصر غير قابلة للتغيير وهل يمكن محوها؟ لافتاً إلى أن الكتاب خرج من واقع استقصاء الأكاديميين المحليين المصريين الذين انتهوا إلى فشل الحكومة في الاستجابة في تقديم الخدمات للمواطنين، وقال: مع اختلافنا مع هذه الرؤي لابد من التأكيد علي أمر مهم يتمثل في أن طبيعة مصر صعبة فأغلب أرضها صحراء ومواردها الطبيعية ليست كافية لعدد سكانها، مشيرًا إلي ما جاء في الكتاب من أنه نتيجة انهيار نظم التعليم وانخفاض مستوى المعيشة تأثرت الشخصية سلبًا بصورة كبيرة للغاية وبالتالي بدأ المصريون يفتقرون لأخلاقيات العمل والسمات الثقافية التي يمكن أن تميز دولاً متقدمة .

وأضاف مدبولي أن الكتاب انتهي إلى أن الدولة المصرية في هذه المرحلة والقائمين عليها لم يكن لديهم إدراك لمتطلبات جعل الدولة مُزدهرة ومتقدمة لافتًا إلى أن أي تجربة تنموية في مصر لم تكتمل بخلاف تجربة “محمد علي” لأنه كتب لها الاستمرار لفترة معينة .

كما استعرض رئيس الوزراء موقف حركة ونمو الاقتصاد المصري في آخر ثلاثين عاماً، مشيرا إلى أنه لم تتواجد تجربة حقيقية ترصد الاتجاه المطلوب أن تتبناه الدولة المصرية، وصولا لتحقيق معدلات ونتائج متقدمة في مجال الاقتصاد .

وأوضح رئيس الوزراء أنه مع بداية حكاية بناء وطن كان الوضع الاقتصادي فى مصر في عام 2013 يشهد حالة من الركود وزيادة أعداد المتعطلين وانسحاب الاستثمارات الخاصة من الاقتصاد، حيث سجل معدل النمو 2.2%، ومعدل البطالة 13.2%، فيما وصل عجز الموازنة إلى 12% للناتج، والاحتياطي النقدي تراجع إلى 17 مليار دولار، والاستثمارات الاجنبية انخفضت انخفاضاً حاداً جداً، وصاحب ذلك تدهور كامل في الخدمات العامة، وكذا قطاعات البنية التحتية .

ولفت رئيس الوزراء إلى أن استعراضه لمجموعة الصور التي ترصد حجم التدهور في مستوى الخدمات، يأتي لتوضيح المشهد لعدد كبير من الشباب الذين عاصروا ثورة يناير وهم أبناء السنوات العشر، والآن هم في العشرينات من عمرهم، قائلاً:" هذه صورة مصر من عشر سنوات ماضية ".

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن آراء الخبراء الاقتصاديين كانت تشير إلى أنه للقيام بتنمية اقتصادية شاملة لابد من رفع معدلات النمو الاقتصادي الموفر لفرص العمل، ومراعاة الابعاد الاجتماعية وحماية الفئات محدودة الدخل، هذا إلى جانب توسيع مشاركة القطاع الخاص وتقليص تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي، مضيفاً أنه قيل إنه لا يمكن مع بداية تنفيذ أي تجربة تنموية إلا التعامل مع هدفين فقط من تلك الاهداف المطلوبة لتحقيق التنمية الاقتصادية، وأنه مستحيل لأي دولة التعامل مع الأهداف الثلاثة في وقت واحد .

وأوضح رئيس الوزراء أن مختلف تجارب الدول التي تم استعراضها بدأت برفع معدلات النمو الاقتصادي الموفر لفرص العمل، ومراعاة الابعاد الاجتماعية وحماية الفئات محدودة الدخل، فالدولة تقود من خلال تنفيذ العديد من المشروعات القومية والتنموية، التي تسهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتوفير المزيد من فرص العمل، وكذا تهيئة البنية الاساسية والمناخ الجاذب لاستثمارات القطاع الخاص للمشاركة والتنفيذ واستكمال المشروعات التنموية مع الدولة .


وأضاف مدبولي: ما تم عرضه هو وصف لما كانت عليه مصر في عام 2014، وبالتالي فإن القطاع الخاص المحلي والاجنبي كان غير مهيأ أن يقود عملية تنموية بمفرده، وهو ما دعا الدولة المصرية لتنفيذ المشروعات التنموية، قائلاً:" ومن هنا كانت الرؤية والطموح.. كيف نصيغ برنامجاً متكاملاً للتنمية
".

وتطرق رئيس الوزراء قبل شرحه واستعراضه للبرنامج المتكامل للتنمية، إلى الظروف الاقتصادية غير الطبيعية التي كانت تشهدها البلاد، وما صاحبها من عدم استقرار سياسي وامنى شديدين، قائلاً: "كان يشغل بالنا مع بدء أعمال التنمية.. كيفية إعادة الاستقرار السياسي والمجتمعي بعد سنوات من التخبط وعدم الاستقرار"، مضيفاً أنه كان من الوارد أن يكون التركيز موجهاً لمحاربة الارهاب وضمان عودة الامن والامان، وبعد ذلك بدء عمليات التنمية، لكن الدولة اختارت العمل في الاتجاهين في نفس الوقت، موضحاً أنه كانت هناك جرأة في وضع وتطبيق سياسات وإجراءات تتعلق بالإصلاح والانفتاح، قائلاً:" لم نعمل بمبدأ المسكنات.. بل عملنا بجد وصولا لإصلاح حقيقي، وتنفيذ أمور كانت بالنسبة لنا من المستحيلات تنفيذها خلال تلك الفترة ".

وأضاف رئيس الوزراء أن الفترة من 2014 حتى 2023 شهدت تحركات جادة للحد والقضاء على الفقر، لافتا إلى أن مفهوم الفقر ليس فقط ما يتعلق بالدخل، بل يشمل ما يتعلق بالحصول على الخدمات وتوافر البنية الاساسية والمسكن الآمن، مؤكداً أن الدولة المصرية تعاملت مع مختلف أبعاد الفقر للحد منه .

وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أننا نعمل منذ عام 2011 وحتى هذه اللحظة في ظل اقتصاد أزمة، مشيراً إلى أن الفترة من 2011 وحتى 2016 تعاملنا فيها مع مجموعة من الازمات المحلية، قائلاً:" استكملنا تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادي عامي 2017 و2018، وبدأنا نتنفس الصعداء عام 2019، وبعدها بدأت أزمة فيروس "كورونا" عامي 2020، 2021، وما صاحب ذلك من ازمة تضخم عالمي، وأعقبه حدوث أزمة الحرب الروسية الاوكرانية.. نعمل كدولة في ظل أزمات متتالية، ليس لدينا رفاهية العمل في ظل أوضاع مستقرة ".

ورداً على تساؤل كيف كانت البداية لعمليات التنمية، وهل مصر كانت لديها رؤية للتنمية مثل باقي الدول التي حققت تقدم في هذا الصدد، أكد رئيس الوزراء أنه بالفعل تم وضع مخطط استراتيجي قومي للتنمية العمرانية لمصر حتى عام 2052، قائلاً:" هذا المخطط يُعد دستور التنمية العمرانية لمصر، وشارك في إعداده 34 خبيراً واستشارياً مصرياً في مختلف المجالات"، مشيراً إلى أن اجتماع هؤلاء الخبراء على مدار سنوات لوضع رؤية ومخطط للدولة المصرية، يتضمن خريطة تشتمل على أماكن تواجد المدن الجديدة، والأراضي الزراعية، والمجمعات الصناعية، وكيفية التعظيم من موارد مصر وما تمتلك من امكانات، كيف نبني دولة .

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أنه قبل أن يشرُف بالعمل التنفيذي كان يعمل بالمجال الأكاديمي واطلع بنفسه على عشرات المخططات والخطط التي سبق اعدادها للدولة المصرية على مدار عقود، قائلا:" مخطط التنمية العمرانية لمصر 2052 كان من الممكن أن يكون مصيره الارفف والادراج بالمكتبات، ولكن ما جعله يظهر للنور هو وجود رغبة وإرادة في ترجمة هذا المخطط لعمليات ومشروعات يتم تنفيذها على أرض الواقع"، مضيفا: "الموضوع ليس بحلم، الموضوع كيفية تنفيذ هذا المخطط لبناء دولة، وهو ما يفرق بين المخططات وبعضها البعض ".

ولفت رئيس الوزراء إلى أنه سيتم استعراض خريطة المخطط القومي للتنمية العمرانية لمصر 2052، وما تم تنفيذ على أرض الواقع بالفعل، مشيراً إلى أنه لتنفيذ هذا المخطط عملت الدولة المصرية على توفير استثمارات، في فترة كانت الدولة خلالها تعاني من تبعات العديد من الازمات، موضحاً أن الدولة المصرية انفقت وتنفق خلال الفترة من 2014 وحتى 2023 ما تجاوز الـ 9.4 تريليون جنيه، لتنفيذ مشروعات لتحسين جودة الحياة على مختلف المستويات .

وأوضح رئيس الوزراء أن أحد أهم أوجه النقد التي كانت توجه للدولة هي الافراط في تنفيذ المشروعات التنموية، ورداً على ذلك أشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أنه مع تجميع الناتج المحلي الاجمالي لمصر على مدار السنوات التسع، نجد أن نسب الانفاق التي تمثلت في مبلغ (9.4 تريليون جنيه) تسجل حوالي 22% من حجم الناتج المحلي، وهو ما يوازى الحد الأدنى للدول التي قامت بتنفيذ عمليات متكاملة على أرضها، قائلا:" لو أن الدولة المصرية كان لديها القدرة على الانفاق بصورة أكثر على المشروعات التنموية، لكنا انفقنا أكثر خلال هذه الفترة.. لبناء البلد ".

وأكد رئيس الوزراء أن ما يميز الاستثمارات الموجهة من خلال الدولة للتنمية أنها لم تكن مركزة في مكان واحد على مستوى الدولة المصرية، بل تم توزيعها على مختلف انحاء الجمهورية، ومختلف الاماكن شهدت تنفيذ عمليات التنمية ولم نترك جزءاً في مصر إلا وشهد تلك العمليات وطالته عمليات التنمية، وعرض صوراً من المشكلات المتراكمة التي تم التعامل معها، من البوتاجاز، إلى المرور، والكهرباء، وكذا العمليات والحوادث الإرهابية، وطوابير الوقوف على محطات البترول، والعشوائيات والمناطق غير الآمنة التي كانت موجودة، والتي كان يُصور فيها أفلام سينمائية قبل الثورة، تمهيدًا لم سنراه مما تحقق على أرض مصر .

وخلال كلمته، استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على نحو مفصل، تحرك الدولة المصرية، من خلال المحاور الستة الرئيسية لتنفيذ الرؤية التنموية الطموحة لها، وهي: تغيير وجه الحياة في مصر، وبنية تحتية متطورة جاذبة للاستثمارات، والاندماج في الاقتصاد العالمي، وتعزيز الأمن الغذائي، وتوفير الاحتياجات الأساسية وتعزيز مظلة الحماية الاجتماعية، وتنفيذ برنامجٍ طموحٍ لإصلاحِ الهيكل الاقتصادي .

وبدأ الدكتور مصطفى مدبولي بالمحور الأول: " تغيير وجه الحياة في مصر" موضحاً انه يتضمن تنفيذ شرايين لتعزيز التنمية، وكذا المدن الذكية التي يتم إنشاؤها، والتوسع في العمران القائم، والقضاء على العشوائيات، وأيضًا تنمية سيناء "أرض الفيروز ".

وأشار إلى أنه يتم العمل على حل الخلل في توزيع السكان على أرض مصر، حيث أن القاهرة الكبرى والإسكندرية يتواجد بهما 56% من سكان الحضر، وبالتالي فإن إقليم القاهرة الكبرى واحد من أكبر المناطق الحضرية في القارة الإفريقية والعالم، بسبب التكدس الكبير، لافتًا إلى أن إجمالي نسبة الأراضي المعمورة والمستغلة من إجمالي مساحة مصر كانت 7% في عام 2013، والآن تمثل 13.8% في عام 2023، مشيرًا إلى أن المخطط يستهدف مضاعفة المعمور عام 2050 ليصبح 14.5%، موضحًا أن ارتفاع تلك النسبة يعزى إلى المشاريع التي يتم تنفيذها، وبالتالي فنحن نقترب من هدف عام 2050، وباكتمال مشروعات الاستصلاح الجاري العمل عليها سنصل إلى الهدف المخطط له .

كما أشار رئيس الوزراء إلى مُحددات البعد المكاني لقطاعات التنمية وفقًا للمخطط، وهي مناطق الساحل الشمالي، وساحل البحر المتوسط، ومنطقة غرب الدلتا، ومناطق الشرق، ومنطقة قناة السويس، ومختلف المناطق الأخرى، التي يعمل المخطط فيها، وكذا إلى محاور الطرق والشرايين الأخرى التي تم تسميتها محاور تعزيز التنمية الشاملة، موضحًا ضرورة وأهمية عمل هذه الشبكات، مثل شبكة الطرق، ومحاور النيل، والسكك الحديدية، ومنظومة النقل الجماعي، التي تضمن تحقيق كل محاور التنمية، مستعرضًا خريطة شبكة الطرق والمحاور القائمة والمقترحة بالمخطط القومي للتنمية العمرانية، مؤكدًا تجاوز المدى الزمني لهذا المخطط ضمن مراحل التنفيذ .

وتطرق رئيس الوزراء إلى حجم الخسائر التي كان يتكبدها الاقتصاد المصري بسبب الازدحام المروري، مشيرًا إلى ما ذكره البنك الدولي عام 2014 بشأن تكلفة الازدحام المروري بالقاهرة، والتي بلغت 8 مليارات دولار سنوياً، وأنه من المتوقع أن يصل إلى 18 مليار دولار بحلول عام 2030 إذا لم تتخذ مصر خطوات جادة لحل هذه المشكلة، موضحًا حجم العمل المبذول في القاهرة وحدها، لخفض هذه التكلفة وهذا الازدحام، مستعرضًا شكل طريق القاهرة/ السويس الصحراوي في عامي 2014 و2023، مؤكدًا أن الدول لا تتقدم بدون توافر البنية الأساسية وشبكات الطرق المختلفة، قائلاً: "هي ليست رفاهية ولا تَرَفاً ".

واستطرد رئيس الوزراء موضحًا تنفيذ 17 ألف كم طرق، سواء إنشاء جديد أو رفع كفاءة وتطوير، مستعرضًا عدداً من الطرق والمحاور المختلفة، التي أدت إلى وجود مصر في الترتيب الـ 18 على مستوى العالم فيما يخص شبكة الطرق والبنية الأساسية، مشيرًا إلى أن أحد أهم مشروعات الطرق، هي محاور النيل، والتي تعد محاور التنمية التي تربط الشرق بالغرب، موضحًا أنه تم وجار تنفيذ 25 محورًا من إجمالي 34 محوراً مخطط تنفيذها على نهر النيل، لتحقيق فكرة الربط بين كل 25 كم موجود على نهر النيل .

وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى مرفق القطارات، وسبل التطوير الشامل لمنظومة السكك الحديدية، وما عاناه هذا المرفق الهام، مشيرًا كذلك إلى ما تم ضخه من استثمارات، لإتاحة خدمة نقل جماعي للبضائع والركاب، وخدمات أساسية ولوجستية للدولة، مستعرضًا شكل المحطات الجديدة التي تليق بالمواطن، وما تم إدخاله من منظومات جديدة، لافتاً إلى أنه بعد وجود خطين فقط لمترو الأنفاق، أصبح يوجد الخط الثالث الذي غدا على وشك الاكتمال، وكذا استكمال تنفيذ الخط الرابع، بالإضافة إلى إدخال القطار الكهربائي الخفيف، والمونوريل، والقطار الكهربائي السريع الذي يخدم الفكرة الإقليمية، وكذا شبكة الأتوبيسات المتطورة للنقل الجماعي سواء كهرباء أو غاز أو خلافه .

وأشار رئيس الوزراء أيضًا إلى خريطة المدن الجديدة المخطط إنشاؤها، حتى تستوعب الزيادة السكانية الكبيرة التي ستكون موجودة، وبُناء عليها تم إنشاء مدن الجيل الرابع أو ما يطلق عليها المدن الذكية، وكل مدينة لديها هدف داخل المُخطط، وهي سُبل تعمير الساحل الشمالي، والدلتا، والصعيد، والبحر الأحمر، ولكل مدينة رؤية ومُخطط، موضحًا أنه من المخطط أن يكون لدينا 38 مدينة ذكية بحلول عام 2050، تم انشاء 24 مدينة منها حتى الآن، والمتبقي جار البدء في العمل عليه، ومن ضمن تلك المدن التي تم تنفيذها، والتي قام بافتتاحها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مدينة المنصورة الجديدة، والجلالة، ودرة الصعيد مدينة أسوان الجديدة .

وتطرق رئيس الوزراء إلى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، مشيراً إلى أن أدبيات الخبراء المصريين كانت تؤكد حتمية نقل العاصمة منذ 40 سنة، مستعرضاً محاولة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إنشاء عاصمة بمدينة السادات لم يُكتب لها النجاح، مشيرًا إلى ما تم في عام 2007، حيث طُلب من وزارة الإسكان وهيئة التخطيط العمراني بأن يتم ترشيح موقع جديد لحي حكومي جديد في إطار تطوير القاهرة، حينما وصلت القناعة إلى ضرورة تغيير مكان الحي الحكومي .

وأشار رئيس الوزراء في هذا الصدد إلى أنه تم اختيار 5 مواقع، وأنه كان مشاركًا بصفة شخصية كمُنسق مع الخبراء الذين نفّذوا الدراسة، إذ كان مطلوباً أن تكون الدراسة محايدة بالكامل، وفي هذا الإطار اختار 4 أو 5 خبراء 5 مواقع لإقامة حي حكومي عليها وهي: موقع العاصمة الإدارية الحالي، أو إقامة حي حكومي شرق مدينة نصر بالمنطقة التي يقع فيها مسجد المشير طنطاوي حالياً، وكانت في حدود 700 فدان، أو جزيرة الوراق أو شمال القرية الذكية على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، أو مدينة 6 أكتوبر .

وأضاف رئيس الوزراء: تم وضع معايير لاختيار حي حكومي جديد لمصر، وانتهى عمل الخبراء إلى أن أفضل موقع لإقامة العاصمة الإدارية هو الموقع الحالي؛ لأن القاهرة دائمًا تنمو شرقًا، فبدأ هذا النمو من النيل، وعند إنشاء أحياء جديدة تم إنشاء حي مصر الجديدة ثم مدينة نصر ثم التجمعات الكبيرة، ما يؤكد أن الكتلة السكانية تنمو شرقًا، وكان التصور أنه يمكن استغلال الحي الحكومي الحالي كنواة للتنمية العمرانية شرق القاهرة .

وتابع مدبولي بأن البديل الثاني كان شرق مدينة نصر، وكان التصور أن يتم بناء الحي الحكومي في حدود الـ 700 أو 800 فدان في هذه المنطقة، وقيل آنذاك إن هذا الحل ربما يكون هو الأسهل لأن الحي الحكومي بموقعه الحالي في العاصمة الإدارية الجديدة سيحتاج إلى الإنفاق بصورة كبيرة على البنية التحتية وتوفير وسائل المواصلات الجماعية .

واستكمل رئيس الوزراء حديثه مشيراً إلى أنه تم اختيار منطقة شرق مدينة نصر لإقامة الحي الحكومي باعتباره مناسباً لإمكانيات الدولة في هذا الوقت على الرغم من تحذيرات الخبراء من أنه على المدى البعيد ستحدث نفس المشكلة مرة أخرى، وأُصدر قرار لإنشاء الحي الحكومي هناك، وتم إعداد التخطيط لكن لم يُنفذ أي شيء .

وأضاف مدبولي: عندما جاء فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، واطلع على هذا الموضوع، رأى أن البديل الأول بإقامة الحي الحكومي في العاصمة الإدارية الحالية هو الأنسب لأنه يخدم الرؤية المصرية ومستقبل الدولة المصرية، حتى وإن كان أصعب ويستغرق المزيد من الوقت، حيث أكد أننا نبني دولة ولا ننظر لمكاسب على مدار 4 أو 5 سنوات، لكننا نتطلع لمائة سنة للأمام .

وأشار رئيس الوزراء إلى أن مصر لم تخترع بناء عاصمة إدارية جديدة، فالكثير من الدول أنشأت عواصم جديدة، فأندونسيا أعلنت أنها تُنشيء عاصمة جديدة، والأردن قالت إنها ستحذو حذو مصر في بناء عاصمة إدارية جديدة بعيدًا عن عمّان .

وأضاف: دعونا لعقد حوار مجتمعي حول إقامة العاصمة الإدارية الجديدة في مكانها الحالي، وكان هناك الكثير من اللغط والرفض للفكرة، ومن هؤلاء الدكتور/ أسامة الغزالي حرب، الذي انتهى في مقال له قائلًا إنه كان من أكبر المعارضين للمشروع لكن هذا المشروع بالفعل من أهم المشروعات التي لابد للدولة المصرية أن تستفيد منها وتستكملها لأن مثل هذه المشروعات هو ما يساعد في تنمية الدول .

ولفت رئيس الوزراء إلى أن إنشاء الحي الحكومي الجديد ليس الهدف منه فقط أن نترك مقرات الحكومة في وسط البلد لنأتي إلى هنا، "أحنا مش هنعزل"، ولكن الهدف الحقيقي هو تغيير طريقة عمل الحكومة وبناء دولة جديدة وجمهورية جديدة، مشدداً على أنه لابد أن تكون بيئة ومناخ العمل في هذا المكان مُشجعة للموظف والعامل والمواطن المصري على الإبداع والتقدم، ولابد من تغيير الأنماط التقليدية في العمل .

وتابع رئيس الوزراء: لم نكتف بالمدن الجديدة، حيث عملنا على كيفية تطوير السكن، فكان حلم شبابنا هو الحصول على السكن، وجميعنا يعلم مشكلة السكن التي كانت قائمة، وفي هذا الإطار عملت الدولة المصرية على برنامج إسكان سواء إسكان جديد داخل المدن الجديدة أو المدن القائمة بواقع 1.5 مليون وحدة بقيمة 750 مليار جنيه .

وقال: استهدفنا جودة حياة على أعلى مستوى للمواطنين ولكل الشرائح بدءًا من محدودي الدخل حتى فوق المتوسط .

وفي هذا الإطار، استعرض الدكتور مصطفى مدبولي أوضاع السكن والمناطق التي كانت قائمة قبل أعمال التطوير، مشيرًا إلى أنه تم تطوير 357 منطقة غير آمنة بواقع 300 ألف وحدة وتم تسليم هذه الوحدات لمواطنين كانوا يعيشون في مساكن غير آدمية على الإطلاق .

وأوضح أن الحكومة لا تقتصر جهودها فقط على بناء الإسكان الجديد وإنما تُطور الإسكان المُتهالك والمُعرض للانهيار، وأمثلة ذلك المنطقة التي تقع خلف سور مجرى العيون ومنطقة عين الصيرة وبحيرة الفسطاط التي كانت -بكل أسف- مُجمع قمامة ومخلفات القاهرة، فضلًا عن تطوير ميادين كل مدن مصر .

وتطرق رئيس الوزراء إلى جهود تنمية شبه جزيرة سيناء، موضحًا أن أعمال التطوير التي تمت في سيناء خلال السنوات الـ 9 الماضية بالتوازي مع جهود محاربة الإرهاب في شمال سيناء لم نشهد مثلها بكل المقاييس في تاريخ الدولة المصرية، فنحن نتحدث عن تنمية كاملة في كل شبر في سيناء، فأنفقنا 610 مليارات جنيه، ومؤخرًا وجّه فخامة الرئيس بإطلاق خطة أخرى سنُعلن عنها خلال الأسابيع القليلة المُقبلة للتركيز على تنمية شمال ووسط سيناء باستثمارات تتجاوز 300 مليار جنيه .

وأشار مدبولي إلى المحور الخاص بإقامة بنية تحتية متطورة جاذبة للاستثمارات، لافتاً في ه ذا الإطار إلى ما تقوله الأمم المتحدة من أن البنية التحتية هي المقياس لمكانة الدولة على المستوى العالمي وإمكاناتها لجذب أي استثمارات، فلن تكون هناك فرصة لجذب أي استثمارات بدون بنية تحتية قوية .

وأضاف: في هذا الصدد، عملنا على تطوير المرافق العامة بتكاليف وصلت إلى 3.4 تريليون جنيه، وكنا نتحدث عن تغطية لشبكة المياه بواقع 97% ووصلنا اليوم إلى 99% من الجمهورية بها مشروعات مياه، وكان التحدي الأكبر في الصرف الصحي، وكان إجمالي نسبة التغطية 50% في عام 2014 واليوم بلغت نسبة التغطية 67%، وكان الصرف الصحي يغطي 12% فقط من الريف، اليوم يغطي 43%، ومع نهاية مشروع حياة كريمة ستبلغ تغطية الصرف الصحي على مستوى الجمهورية 100% من خلال محطات عملاقة أنفقت فيها الدولة مئات المليارات .

ولفت مدبولي إلى انه تم أيضاً التوسع في ملف تحلية المياه، ففي عام 2014 كان إجمالي الطاقة الإنتاجية يبلغ 80 ألف متر مكعب/ يوم، واليوم تبلغ الطاقة الإنتاجية 1.2 مليون متر مكعب/يوم فقط في غضون 9 سنوات بزيادة حوالي 12 أو 13 ضعفاً .

وحول قطاع الكهرباء والطاقة، أشار "مدبولي" إلى أن ذلك القطاع شهد تنفيذ استثمارات بحوالي 1.8 تريليون جنيه؛ تمثلت في بناء قدرات حقيقة وتعزيز البنية الأساسية لشبكة الكهرباء، بما يُمكنها من الاستدامة لنحو 30 عامًا قادمًا، مؤكدًا أنه تم رفع القدرات بالفعل حتى وصلنا إلى نحو 59 ألف ميجاوات، نتيجة المشروعات القائمة حاليًا والتي نفذتها الدولة المصرية .

ونوه الدكتور مصطفى مدبولي، في الإطار ذاته، إلى أن الأزمة التي حدثت، بصورة استثنائية ومؤقتة، على مدار الأسابيع القليلة الماضية في قطاع الكهرباء، لا يُمكن أن تنفي ما تم التوصل إليه من إنجازات في ذلك القطاع، حيث أنها تُعزى إلى أزمة عالمية ألقت بظلالها على العالم أجمع. مُضيفًا: نحن نتحدث عن بنية حقيقية أقامتها الدولة؛ لتعزيز القدرة على إنتاج وتوليد الكهرباء .

كما أكد حِرص الدولة على تنويع مصادر الطاقة، في إطار الوعي بضرورة عدم الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، لذلك تعمل الدولة على تطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة الجديدة والمتجددة، في ضوء خطة واضحة تقوم الدولة بتنفيذها حتى عام 2030؛ كي تمثل الطاقة الجديدة والمتجددة نسبة 42% من إجمالي الطاقة المُولَدة في مصر. وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن كل ذلك ينعكس في "خطط تنفيذية" يُخصص لها مئات المليارات .

وانتقل "مدبولي" إلى قطاع البترول والغاز، موضحًا أنه تم تطوير القطاع بشكل كبير مُقارنة بعام 2014، حيث تمتلك مصر اليوم البنية الأساسية التي تمكنها من أن تصبح مركزًا إقليميًا لتجارة وتداول البترول والغاز من خلال بنية أساسية مُطوَّرة ومشروعات تم التوسُّع فيها بصورة كبيرة، مؤكدًا أنه في غضون العام القادم، ستكون مصر قادرة على إنتاج كل المنتجات البترولية؛ بحيث يتم إنتاج البنزين والسولار داخل مصر، وعلى الرغم من أننا سنظل نستورد الزيت الخام، فإن تكريره سيتم داخل مصر بدلًا من استيراد البنزين والسولار .

وأشار رئيس مجلس الوزراء، في السياق ذاته، إلى المشروع القومي لتوصيل الغاز الطبيعي إلى المنازل، في سبيل تقليل استيراد البوتاجاز، مؤكدًا أنه تم توصيل الغاز لنحو 8.2 مليون وحدة سكنية، بتكلفة بلغت نحو 40 مليار جنيه .

وبالنسبة لقطاع الاتصالات، أوضح "مدبولي" أنه يُعد قطاعًا واعدًا وتستهدف مصر إحداث طفرة كبيرة به، منوهًا إلى أن ذلك القطاع لم يُستغَل في خلق فرص عمل فحسب، رغم كونه من أكبر القطاعات الواعدة لخلق فرص عمل في الوقت الراهن وأقلها تكلفة، ولكن الأهم أننا نستخدمه لـ "تحديث حوكمة وإدارة الدولة المصرية"؛ من خلال الخدمات الحكومية التي يتم تقديمها إلكترونيًا الآن والمنظومات الرقمية؛ مثل كارت الفلاح والتأمين الصحي الشامل إلى جانب التوقيع الإلكتروني الذي نتوسع فيه اليوم، موضحًا أنه قبل عملية التطوير كانت مؤسسات السجل المدني والشهر العقاري ومكاتب البريد في وضع مغاير تمامًا لما هي عليه اليوم في ظل التحول الرقمي والتحسُّن في مستوى الخدمات المُقدَمة. وأكد "مدبولي" أنه ما زالت هناك بعض الخدمات التي تحتاج إلى تطويرها والعمل لتحسينها؛ فما زال هناك نحو 3 آلاف قرية في المرحلتين الثانية والثالثة من حياة كريمة بحاجة إلى تطوير شامل .

وأشار "مدبولي"، في الإطار ذاته، إلى مراكز الإبداع وأهمية تحسين مستوى التعليم وتعزيز الإبداع؛ من أجل دخول مصر إلى عصر الثورة الصناعية الرابعة، وإنشاء مدارس وكليات على أعلى مستوى تؤهل الشباب المصري لأن يكون قادرًا ومؤهلًا للعمل في أرجاء العالم وليس مصر فقط .

وبصدد قطاع التنمية الصناعية، لفت رئيس الوزراء إلى أن مشاركة مصر في سلاسل القيمة على مستوى العالم تركز بالأساس على السلع الأولية، موضحًا أن مصر لم تمتلك الصناعات المتطورة الضخمة، ولكن تمتلك الصناعات الأولية والمتوسطة .

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: لكي نبني صناعة حقيقية، نحتاج إلى الوقت والجهد، ويُعد قطاع الصناعة من أكثر القطاعات التي تبذل الدولة فيها جهدًا كبيرًا. مضيفًا: يتطلب بناء المصنع الواحد من 3 إلى 4 سنوات كي يبدأ في الإنتاج، مُشيرًا إلى أن الدولة تحتاج آلاف المصانع؛ لذا تعمل الدولة وفق رؤية واضحة لتطوير ذلك القطاع .

وأوضح "مدبولي" أنه تمت إتاحة عشرات الملايين من أمتار الأراضي، وكان هناك شكاوى من المطورين قامت الدولة، على إثرها، بتخصيص الأراضي بنظم معينة وحوكمة تضمن عدم "التسقيع"، والأهم تحقيق أغراض التنمية .

وأضاف رئيس الوزراء: وفقًا للنقص الحاد الذي تعاني منه الدولة، كان لا بد من دخولها في عدد من الصناعات الاستراتيجية؛ لبنائها وتعزيزها بهدف تخفيف فاتورة الاستيراد. مشيرًا إلى بناء مصانع الكلور ومصانع السماد ومصانع الرخام ومواد البناء، وكذا الرمال السوداء، التي لم تحظ من قبل بخطوات حقيقية وجادة للاستفادة منها، في حين تتخذ مصر اليوم خطوات جادة ومدروسة في هذا الصدد .

وقال مدبولي: بالتعاون مع القطاع الخاص وفي إطار الشراكات المتعددة محليًا ودوليًا نفتح العديد من المجالات للتطوير، مُشيرًا إلى قيام مصر بتطوير العديد من المصانع، مثل تطوير مصنع سايلوفودز للصناعات الغذائية، ومدينة دمياط للأثاث، والعديد من المصانع الأخرى، مؤكدًا أن كل تلك المصانع تحتاج إلى وقت حتى تعمل بكامل كفاءتها وطاقتها .

وأضاف رئيس مجلس الوزراء أن مصر لم تتخل عن الصناعات الصغيرة والمتوسطة، مشيرًا إلى أنه كان هناك توجيه بإنشاء مجمعات وتأهيلها بالبنية الأساسية؛ بهدف تسريع الإجراءات والتسهيل على المستثمرين وخاصة الشباب، على أن يتم منح الرخص للشباب للعمل. ولفت "مدبولي" إلى أنه تم تنفيذ نحو 17 مجمعًا صناعيًا، بـ 5 آلاف وحدة إنتاجية، وتم تخصيص أكثر من 3 آلاف منها بالفعل ودخلت حيز التشغيل .

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: ما تم عرضه هو نماذج من البنية الأساسية التي تعمل الدولة على تطويرها، فالدولة لم تترك المصانع التي كانت موجودة؛ حيث أثبتت دراسات الجدوى ضرورة تطويرها. كما حرصت مصر على دحض الاتهامات بتصفية المصانع التي كانت قائمة. وأضاف "مدبولي" أن قرار التطوير والتجديد دائمًا ما يتم اتخاذه وفقًا لأسس علمية، مُشيرًا إلى أنه كان لا بد من تطوير صناعة الغزل والنسيج، مؤكدًا أن الدولة تخصص عشرات المليارات لذلك القطاع حتى ينهض، وبما يسمح للقطاع الخاص فيما بعد بالدخول والاستثمار .

وبصدد المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغير، أكد رئيس الوزراء دعم الدولة لتلك المشروعات، حيث تم توفير قروض بلغت نحو 47 مليار جنيه لتمويل 1.8 مليون مشروع .

ولفت أيضًا إلى قيام السيد رئيس الجمهورية والحكومة بإطلاق حزمة كبيرة من الإصلاحات لقطاع الصناعة، والتي تتمثل في: عدم فرض رسوم جديدة من قِبل أي جهة حكومية، التجاوز عن الغرامات، وكذا تسعير الأراضي الصناعية، حيث تم إقرار تسعير موحد للأراضي الصناعية على مستوى الجمهورية، وتعليق الضريبة العقارية على المصانع لمدة 3 سنوات، وإطلاق مبادرة لدعم القطاعات الصناعية والزراعية في الفترة الحالية بفائدة 11 %.

وقال: رؤيتنا اليوم تتمثل في طرح 152 فرصة استثمارية في قطاع الصناعة، وإطلاق حزمة إجراءات وحوافز لدعمها؛ بهدف توطين تلك الصناعات التي تستوردها الدولة بأكثر من 25 مليار دولار، وبالتالي تخفيف فاتورة الاستيراد .

وتطرق رئيس الوزراء إلى جهود تعظيم الاستفادة من المقومات السياحية لمصر، حيث أكد أن قطاع السياحة والآثار لم ير نهضة كما يراها خلال هذه الفترة، حيث تم انشاء وتأهيل 29 متحفاً، وترميم 221 موقعاً أثرياً، وتم الانشاء الجديد والتطوير لعدة متاحف، لافتا الى أن درة التاج لتلك المشروعات هو المتحف المصري الكبير الذي يشهد حالياً وضع اللمسات الأخيرة ليكون جاهزاً لتحديد موعد الافتتاح، كما يتم تنفيذ اكتشافات أثرية في مناطق عديدة، وتم تنفيذ فعاليات أثرية كبيرة مثل احياء طريق الكباش، ونقل المومياوات، وكان لكل منها مدى زمني لترويج السياحة، كما تم أيضا انشاء مقاصد سياحية جديدة، مؤكداً أنه اذا كنا نريد ان نصل هذا العام الى الرقم المخطط له وهو 15 مليون سائح، فخطتنا ان نضاعف هذا العدد خلال 5 سنوات، لنصل إلى 30 مليون سائح مستهدف، وهذا يحتاج الى بنية أساسية كبيرة، ومقاصد سياحية تستوعب تلك الحركة السياحية المستهدفة، وأماكن للزيارة لتنويع المنتج السياحي، وهذا العمل يتم في كل بقعة من مصر، منها مشروع موقع التجلي الاعظم أو مدينة سانت كاترين الجديدة، لافتاً إلى أنه من المخطط أن يكون جاهزاً في الربع الأول من العام القادم، ليكون على اعلى مستوى عالمي في هذه المنطقة، فهدفنا استعادة وتيرة التنمية السياحية لتصبح جزءاً اصيلاً من النمو الاقتصاد المصري .

وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى المحور الثالث ضمن محاور تنفيذ الرؤية التنموية لمصر، وهو "الاندماج في الاقتصاد العالمي"، مشيراً الى أن مصر لها موقع استراتيجي محوري حيث تتوسط 3 قارات، ولكن كان الأهم هو كيفية الاستفادة من هذا الموقع الفريد، ولذا كان التخطيط لتحويل مصر إلى مركز لوجيستي عالمي حقيقي يكون به كل الآليات التي تشير الى ان هذه الدولة بها البنية الأساسية اللازمة التي تؤهلها لتحقيق هذا الهدف، لافتاً الى ان تحقيق ذلك يحتاج إلى سشبكة موانئ، ومطارات، وموانئ جافة، ومناطق لوجستية، وشبكة طرق وسكك حديدية على أعلى مستوى، تساعد في تحريك البضائع من أي منطقة إلى أية منطقة بأسرع وقت ممكن .

وعرض رئيس الوزراء خريطة المخطط الاستراتيجي للتنمية العمرانية والذي حدد مواقع الموانئ المستهدف تنفيذها، ولفت إلى ان اهم مشروع كان يجب البدء به هو ازدواج قناة السويس، والجميع يعلم الآن أن هذا المشروع قضى تماماً على أي حديث عن مسارات بديلة، لأنس زمن الانتظار الذي كان يصل إلى يوم وأكثر، غدا أقل من 11 ساعة لأي سفينة، وبالتالي تكلفة أقل من خلال التوجه إلى محور قناة السويس، كما تم تنفيذ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي استهدفت استثمار حركة التجارة التي تمر عبر قناة السويس من كل الاتجاهات والمسارات، لتشهد تنفيذ مشروعات وخدمات تجعل هذه المنطقة مركزاً لوجستيا عالمياً، لافتاً إلى أن تلك المنطقة لم يُكتب لها النهوض والتنمية سوى في السنوات التسع الماضية، برغم ان فكرتها موجودة منذ عشرات السنين .

وأضاف مدبولي أن لدينا الان 18 ميناء بحرياً، يتم تنفيذها على أعلى مستوى، بتكلفة تصل إلى 130 مليار جنيه، وأكد ان المنطقة الاقتصادية كان لابد لها أن تضم كافة المناطق الصناعية سواء في منطقة السخنة او شرق بورسعيد، لتحقيق تنمية حقيقية، حتى لا يقتصر الدور على مرور السفن عبر قناة السويس فحسب، لافتاً الى ان ميناء شرق بورسعيد يحتل الان المرتبة العاشرة على مستوى العالم، في ظل الحركة التي تحدث .

وأكد رئيس الوزراء أن الموانئ البرية والجافة كانت مدخلاً جديداً لم يكن يحظى باهتمام في مصر، واليوم ننفذه لتستوعب هذه الموانئ اليوم 6 ملايين حاوية، ويتكامل دورها مع الموانئ البحرية، ليكون لدينا منظومة متكاملة للنقل واللوجستيات، تمنع تراكم وتزاحم الحاويات بالموانئ البحرية، مشيراً في هذا الصدد إلى افتتاح السيد الرئيس ميناء السلوم البري بمطروح مؤخراً، مضيفاً أن لدينا 14منطقة لوجستية نعمل على تنفيذها باستثمارات 33.5 مليار جنيه، كما ان هناك نهضة كبيرة في انشاء شبكة مطارات ورفع كفاءة أخرى، حيث يتم تنفيذ 23 مطاراً بتكلفة أكثر من 45 مليار جنيه، كما نعمل على تطوير كافة الخدمات ولدينا خطط لذلك .

وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى المحور الرابع وهو "الأمن الغذائي"، مؤكداً أننا ندرك أن الدولة التي تمتلك غذاءها تملك قرارها، ولذا كان الشغل الشاغل للدولة المصرية كيفية تحقيق الأمن الغذائي، في هذه الفترة، وأوضح أنه مع الزيادة السكانية، وارتفاع أسعار السلع خلال الأعوام الثلاثة الماضية، فقد تضاعفت فاتورة الغذاء، بسبب ارتفاع أسعار القمح، والذرة، بصورة كبيرة جداً، مشيراً إلى ان الدولة المصرية بدأت منذ عام 2015 في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروعات الاستصلاح الزراعي .

وأضاف: "تم البدء بالمشروعات الأسهل التي تعتمد على مياه النيل او المياه الجوفية، بمناطق مثل توشكي وشرق العوينات والريف المصري، واليوم انتقلنا الى المرحلة الثانية الأكثر تعقيداً وهي معالجة مياه الصرف الزراعي ورفعها ضد الانحدار الطبيعي للاماكن التي نريد زراعتها، وهذه المشروعات من الناحية الهندسية هي الأصعب، ولكن ليس هناك بديل أمام الدولة المصرية للاستفادة من كل نقطة مياه تصل إلى هذه الدولة ".

وأكد رئيس الوزراء انه بناء على هذه التقنية يتم اليوم استصلاح الدلتا الجديدة، ومناطق في سيناء، واليوم نتحدث عن 4 ملايين فدان ستضاف الى الرقعة الزراعية في مصر، وقد تم تنفيذ 1.7 مليون فدان منها حتى الان، وهناك 2.3 مليون فدان ستضاف خلال العامين القادمين في كل هذه المشروعات، لتحقيق الأمن الغذائي في دولة تزيد كل يوم مليوني شخص، لافتاً إلى أنه بدون هذه المشروعات كانت فاتورة الغذاء ستتضاعف خلال سنوات بسيطة جداً .

ولفت رئيس الوزراء إلى أن الدولة تستثمر في تلك المشروعات من أجل المواطن لتحقيق فكرة الاكتفاء الذاتي له، ولا تكتفي بالزراعات التقليدية بل اتجهت إلى موضوع الصوب الزراعية، ونحن اليوم واحد من أكبر الدول في العالم التي بها مشروعات صوب زراعية بمساحة نحو 100ألف فدان صوب، يتم تنفيذها ليكون لها إنتاجية، تكفي المواطنين المصريين في كل السلع، هذا إلى جانب تنفيذ الصوامع التي لم تكن قدرتنا التخزينية تتجاوز فيها 1.2 طن، واليوم أصبحت 3.5 طن أي تضاعفت 3 مرات ولدينا خطط لتجاوز رقم 5 ملايين طن خلال الأعوام القليلة القادمة، ليكون لدينا بنية أساسية لتأمين الغذاء المصري .

وأضاف: من أجل هذه المشروعات الزراعية نعالج مياه الصرف الزراعي بمحطات عملاقة ثم تنفيذ خطوط ناقلة للمياه الى الأماكن المراد زراعتها، ونعالج الآن طاقات تصل الى 13 مليون متر مكعب من المياه/يوم لزراعة ملايين الأفدنة، على رأسها مشروع الدلتا الجديدة الذي تبلغ مساحته 2 مليون فدان، ومعه سيكون هناك أكبر محطة على مستوى العالم -مع اكتمالها- بطاقة 7.5 مليون متر مكعب/يوم، وحتى نستطيع أن نعرف حجم وكبر المشروع، فإن هذا المشروع هو 4 أو 5 أضعاف السد العالي .

وأشار رئيس الوزراء إلى جهود الحكومة في شق قنوات وترع ضد الجاذبية والانحدار الطبيعي لنقل المياه عبرها، وهي أحيانًا ترع مفتوحة، وأحيانًا نكون مضطرين إلى أن تكون خطوط مياه ومعها محطات الرفع العملاقة بواقع 12 محطة، مضيفاً أنه في سيناء، توجد محطة المعالجة في بحر البقر وكذا المحسمة؛ لزراعة 470 ألف فدان، وقد افتتح فخامة الرئيس مشروع معالجة بحر البقر .

كما تطرق مدبولي إلى جهود نقل المياه إلى وسط سيناء من أجل زراعة نصف مليون فدان في سيناء، مشيراً إلى جهود تطوير الثروة الحيوانية وإنتاج الألبان ومضاعفة الثروة الحيوانية ورؤوس الماشية حتى نستطيع تغطية احتياجاتنا من اللحوم والدواجن .

وتناول الدكتور مصطفى مدبولي جهود الاستزراع السمكي، موضحًا أنّ مصر اليوم أصبحت من ضمن أكبر 10 دول على مستوى العالم في إنتاج نوعيات معينة من الأسماك بفضل مشروعات الاستزراع السمكي سواء في غليون أو في سيناء .

كما أشار رئيس الوزراء إلى جهود تطوير البحيرات المصرية التي تضاءلت مساحتها على مدار العقود الماضية مثل بحيرات مريوط وإدكو والبردويل وغيرها من البحيرات، تجري فيها أعمال التطوير على قدم وساق من أجل استعادة القدرة على استخراج الثروة السمكية منها .

كما استعرض رئيس الوزراء جهود الحكومة في تقديم الاحتياجات والخدمات الأساسية، مشيرًا إلى أنه في عام 2014 كان ترتيبنا على مستوى الخدمات الاجتماعية عند مستوى 108 من 187 دولة، وبحسب ما قاله وزير التعليم العالي، الدكتور محمد أيمن عاشور، فإن ما تم إنفاقه في مجال التعليم العالي على مدار 9 سنوات بلغ تريليون جنيه، منها أكثر من 100 مليار جنيه استثمارات جديدة .

كما تناول مدبولي أوضاع المدارس قبل تطويرها، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الجهود التي تُبذل لاستمرار أعمال تطوير المدارس في القرى وغيرها، كما أن لدينا معدلات كثافة عالية في الفصول، يتطلب منّا مضاعفة بناء الفصول حتى نصل إلى مستهدفاتنا بوجود 30 أو 40 طالباً فقط في الفصل بحد أقصى .

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه تم إنشاء 120 ألف فصل بتكلفة 40 مليار جنيه، كما تم تأهيل 4300 مدرسة، وفي مجال محو الأمية تراجعنا بنحو 5 درجات مئوية إلى 20%، كما قلّتْ معدلات التسرب في التعليم، كما أدخلنا منظومة تعليم جديدة بجودة مختلفة مثل مدارس النيل، ومدارس المتفوقين والمدارس اليابانية، والمدارس التكنولوجية، وغيرها .

وفي مجال التعليم الجامعي، قال إن وزير التعليم العالي أعلن أنه كان لدينا 50 جامعة في 2014 واليوم لدينا 96 جامعة بحيث تكفي احتياجات مصر على مدار الـ 20 سنة المقبلة، ولا نزال بحاجة لنوعيات معينة من الجامعات المتخصصة .

وعلى صعيد المستشفيات الجامعية، أوضح رئيس الوزراء أن هذا القطاع شهد طفرة مهمة للغاية، ففي عام 2014 كان لدينا 88 مستشفى جامعيا وفي غضون 9 سنوات أصبح لدينا 125 مستشفى وهو ما يعني إضافة 37 مستشفى جامعيا بطاقة 43 ألف سرير لخدمة أهالينا .

كما استعرض رئيس الوزراء جهود تطوير منظومة الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أنه كان لها نصيب الأسد، مستعرضًا صورا للمستشفيات والوحدات الصحية في عام 2014 .

وقال: برغم كل الجهود المبذولة للنهوض بالقطاع الصحي إلا أنه يتعين على الحكومة بذل المزيد من الجهد من أجل استكمال تطوير المنظومة الصحية .

وأشار إلى أن القطاع الصحي تضاعفت موازنته بنحو 5 أضعاف، حيث تم صرف هذه المخصصات في تطوير المستشفيات وتطوير منظومة الإسعاف وبناء المخازن، فضلًا عن البدء في تطوير تقنيات شديدة التعقيد مثل مشروع البلازما الذي كان بمثابة حلم أصبح حقيقة بالفعل، كما اشتمل تطوير القطاع الصحي على إنشاء مصانع الأدوية ومجمعات اللقاحات .

وتطرق الدكتور مصطفى مدبولي إلى منظومة العلاج على نفقة الدولة، التي كلفت الدولة 87 مليار جنيه خلال السنوات الـ 9 الماضية، فبعد أن كانت تكلفة العلاج على نفقة الدولة تبلغ 3 مليارات جنيه عام 2014، وصلت اليوم إلى 17 مليار جنيه .

وأضاف: تم علاج 17.5 مليون مواطن من خلال منظومة العلاج على نفقة الدولة خلال الـ 9 سنوات الماضية .

كما عرض رئيس الوزراء الجهود المبذولة في منظومة التأمين الصحي الشامل التي تغطي اليوم أكثر من 6 ملايين مواطن بتكلفة 51 مليار جنيه، موضحًا أن المنظومة بدأ تطبيقها في 6 محافظات وبحلول 2030 سيتم تطبيقها في باقي محافظات الجمهورية .

كما استعرض الدكتور مصطفى مدبولي ما تم إنجازه في مبادرات القطاع الصحي بتوجيه من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي مثل "مبادرة القضاء على قوائم الانتظار" و"مبادرة 100 مليون صحة" ومبادرات المرأة والطفل ورعاية الأطفال والقضاء على فيروس سي بعد أن كانت مصر موصومة بأنها من أكبر دول العالم من حيث نسب الإصابة بفيروس سي، وفي خلال أيام سيُعلن أن مصر خالية تمامًا من هذا الفيروس .

كما عرض رئيس الوزراء الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية في مجال الرعاية الاجتماعية الذي أولته الحكومة اهتمامًا خاصًا بالتوازي مع تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي، حيث تم إنفاق أكثر 203 مليارات جنيه على جميع أوجه الرعاية الاجتماعية، منذ عام 2014 حتى عام 2023 .

واستعرض الدكتور مصطفى مدبولي في هذا الصدد ما تم إنجازه في برنامج "تكافل وكرامة"، موضحًا أن هذا البرنامج بدأ في 2014 بـ1.7 مليون أسرة واليوم تجاوز عدد الأسر التي تحصل على الدعم منه 5 ملايين أسرة، وكانت الموازنة المخصصة له تبلغ 3.7 مليار جنيه وصلت الآن إلى 31 مليار جنيه .

وعزا رئيس الوزراء هذه الزيادة إلى الزيادة السكانية وزيادة عدد الأسر المستحقة للدعم، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج مرتبط بمحددات معينة لزيادة التعليم وعدم التسرب منه .

وفيما يتعلق بدعم الخبز، قال رئيس الوزراء إنه بلغ 18 مليار جنيه في عام 2014 فيما وصل إلى 91 مليار جنيه العام الماضي، وكانت تكلفة رغيف الخبز في 2014 لا تتجاوز 28 قرشاً واليوم تكلفته جنيه .

وأضاف أن الرغيف مازال يباع بنفس سعره المدعوم، موضحا أن عدد المقيدين للحصول على الخبز المدعم وصل إلى نحو 71 مليون مواطن، وعلى السلع التموينية إلى 62 مليون مواطن، لافتا إلى ارتفاع المخصصات في دعم السلع التموينية من 13 مليار جنيه في عام 2013/2014 إلى 36 مليار جنيه في عام 2022/2023، هذا إلى جانب تطوير مختلف مكاتب التموين والمجتمعات الاستهلاكية، والمنافذ في انحاء الجمهورية .

وأكد رئيس الوزراء أن المشروع القومي لتطوير القري المصرية، ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، يُعد من أهم وأضخم المشروعات التي يتم تنفيذها خلال هذه الفترة، قائلا:" بمنتهى الامانة،، لو لم يتم تنفيذ أي مشروعات أخري بالدولة سوى مشروع "حياة كريمة" فهو يكفي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي"، موضحاً أن هذا المشروع يتضمن العمل على تطوير أكثر من 4600 قرية، منها قري لم تشهد تطويرا من أكثر من 100 عام، لافتا إلى أنه بدأ بالفعل تنفيذ المرحلة الاولي منه، وكان املنا الانتهاء بشكل اسرع، قائلا:" ما لمسناه على أرض الواقع يبين حجم الاهمال والتردي الذى تشهده القري المصرية، فكان لابد من التعامل مع مختلف التحديات التي تواجه تنفيذ المشروع في ظل المشكلات والازمات الاقتصادية"، مضيفاً : وهو ما يؤدي إلى أن يستغرق تنفيذ المرحلة الواحدة من مبادرة "حياة كريمة" نحو ثلاث سنوات، وذلك بالنظر لحجم التحديات والمشكلات .

وأوضح رئيس الوزراء أنه بالانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولي من مبادرة "حياة كريمة" سيصل حجم الانفاق على مشروعاتها إلى نحو 350 مليار جنيه، ويستفيد من الخدمات المطورة في القري المستهدفة في تلك المرحلة حوالي 18 مليون مواطن، لافتا إلى أنه يتم العمل على مختلف القطاعات سواء ما يتعلق بالصحة، والتعليم، والاتصالات، والشباب والرياضة، ومياه الشرب والصرف الصحي، والغاز الطبيعي، وغير ذلك من القطاعات .

ونوه رئيس الوزراء إلى أن نهاية العام الحالي سيشهد بدء تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التي تشمل 1683 قرية وتوابعها، لافتا إلى أنه تم بالفعل البدء في بعض الأعمال الخاصة بهذه المرحلة .

وفيما يتعلق بملف اصلاح الهيكل الاقتصادي للدولة، أشار رئيس الوزراء إلى الجهود المبذولة لتهيئة مناخ الاستثمار بصورة غير مسبوقة خلال الفترة الاخيرة، موضحا أنه تم العمل على اقرار مجموعة من القوانين والتشريعات الداعمة للاستثمار، وتطبيق العديد من التيسيرات، وتنفيذ العديد من الحزم التحفيزية بما يشجع الاستثمار، ويعزز من المنافسة ويسهم فى فتح مجالات جديدة، هذا فضلا عن إطلاق اصلاحات لدعم قطاع الصناعة .

وفصل الدكتور مصطفى مدبولي، ما تم من جهود لتهيئة مناخ الاستثمار فيما يتعلق بالإطار التشريعي والمؤسسي الداعم، موضحاً أنه تم اقرار وتعديل 14 قانونا داعما لتحسين وتحفيز مناخ الأعمال، مضيفاً أنه تم العمل على توفير بنية مؤسسة داعمة للاستثمار، مشيراً فى هذا الصدد إلى تشكيل اللجنة الوزارية لفض منازعات الاستثمار، وتدشين خريطة الفرص الاستثمارية، وإنشاء مراكز خدمات المستثمرين، وتشكيل وحدة لحل مشكلات المستثمرين بمجلس الوزراء، منوها في هذا الإطار إلى أن وحدة حل مشكلات المستثمرين بمجلس الوزراء تلقت على مدار العام ونصف العام الماضي أكثر من 2650 مشكلة، تم البت والحل لنحو 2100 مشكلة منها .

وعن تبسيط إجراءات الاستثمار، أوضح رئيس الوزراء أنه تم وضع 20 يوم عمل كحد لإصدار الرخصة الصناعية وتصاريح بدء مزاولة النشاط، إلى جانب العمل على ميكنة إجراءات الاقرارات الضريبية، وتطبيق منظومة التقاضي عن بُعد فى المحاكم الاقتصادية، وهو ما يُعد أحد أهم الانجازات التى تحققت خلال الفترة الماضية .

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أنه تم إطلاق منصة إلكترونية موحدة لتأسيس وتشغيل وتصفية المشروعات، وهو ما سيسهم في الاستغناء عن نسبة كبيرة من الاوراق المطلوبة لبدء النشاط، والتقليل من التواصل بين المواطن والموظف، كما تضمنت الجهود المبذولة لدعم الاستثمار التوسع في منح الرخصة الذهبية، حيث تم منحها لـ 24 شركة، منها 15 شركة بدأت بالفعل عمليات الانشاء والتشغيل لمشروعاتهم، مؤكداً على المتابعة المستمرة لتلك الشركات .

وحلاً لمشكلة تخصيص الأراضى الصناعية، أشار رئيس الوزراء إلى أنه تم إجراء اصلاحات جذرية لمنظومة تخصيص الأراضى الصناعية، حيث تم العمل على اتاحة الأراضي بنظامي التملك، وحق الانتفاع للراغبين فى الحصول على أراض صناعية، على أن تتولي وحدها هيئة التنمية الصناعية استصدار الموافقات، مضيفاً: يتم التخصيص بصورة فورية الاراضي المطلوبة لتنفيذ مشروعات عملاقة، وحصول تلك المشروعات على الرخصة الذهبية، منوها إلى حزمة الحوافز التى أطلقها المجلس الأعلى الاستثمار مؤخراً، وتضمنت 22 إجراء تم العمل عليها .

وأشار رئيس الوزراء إلى جهود تعزيز المنافسة وفتح مجالات جديدة، لافتا فى هذا الصدد إلى وثيقة سياسة ملكية الدولة التى تم التصديق عليها عام 2022، التى حددت دور الدولة، والقطاعات المطلوب التواجد فيها، والقطاعات المطلوب التخارج منها للقطاع الخاص، قائلا: "تم بالفعل تشكيل لجنة عليا لمتابعة تنفيذ هذه الوثيقة"، موضحا أنه فيما يتعلق بملف الطروحات، فإنه جار العمل على تنفيذ ما تم اعلانه بخصوص هذا الملف .

وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه فى إطار جهود تحقيق الحياد التنافسي، فقد تم اطلاق استراتيجية جهاز حماية المنافسة، وإنشاء لجنة عليا لدعم سياسات المنافسة، هذا إلى جانب تعديل قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، فضلا عن صدور قانون مهم جداً، ينص على إلغاء أى مزايا أو اعفاءات ضريبية للمؤسسات المملوكة للدولة فى الانشطة الاستثمارية، وهو ما جاء تلبية لمطالب مجتمع الاعمال من ضرورة وجود مساواة بين مختلف المؤسسات .

وعن ملف الاصلاح المؤسسي وتطوير الجهاز الاداري للدولة، أشار رئيس الوزراء إلى جهود الدولة فى هذا الصدد، وذلك من خلال مكافحة الفساد الاداري، وما تضمن ذلك من خطوات متتالية تتعلق بهذا الملف، منها اطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، واصدار قانون الخدمة المدنية رقم 81 لسنة 2016، إلى جانب تأسيس الاكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، وتنفيذ العديد من المشروعات فى إطار التحول الرقمي كأداة للإصلاح الاداري، ومن ذلك إطلاق الحكومة لبوابة مصر الرقمية، وكذا استراتيجية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2030، والبوابة الالكترونية لمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة .

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الاقتصاد المصري بالرغم من التحديات والمشكلات الراهنة، إلا أنه مرشح فى عام 2030 من أكبر الاقتصاديات على المستوى العالمي .

ولفت رئيس الوزراء إلى أنه يدخل سنوياً سوق العمل المصري مليون شاب وشابة، موضحاً أن عام 2014 شهد نسبة بطالة 13.2% ، ووصلت اليوم إلى 7.2 %، ومع الزيادة السكانية الحالية فإن ذلك يعنى ان حجم الانخفاض في نسبة البطالة هو اكثر من 6 نقاط، وهو ما يعكس الجهود المبذولة في هذا الصدد لاتاحة المزيد من فرص العمل للشباب، وتوفير حياة كريمة لهم، منوها إلى ما ذكره الكتاب فى 2012 من أن مصر دولة فاشلة، قائلا:" فى عام 2019 اشارت مختلف المؤسسات العالمية إلى أن مسيرة مصر بمعدلات نموها الحالية ستجعلها من اكبر اقتصاديات العالم خلال الفترة القليلة القادمة، منهم من قال 7سنوات، ومنهم من قال 15 سنة"، مضيفاً أن هذا هو نظر تلك المؤسسات بعد 6 سنوات فقط من الجهد والعمل، وذلك قبل حدوث الازمة الحالية التي يعاني منها العالم أجمع .

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه من الأهمية بمكان أن يعرف المواطن رؤية الدولة للتعامل مع التضخم وارتفاع الأسعار، وآليات الحكومة للخروج من الأزمة الاقتصادية وسد الفجوة التمويلية، موضحًا أن هناك جلسة ختامية متعلقة بآفاق المستقبل سيتم التطرق خلالها لهذه الملفات، ورؤية التحرك لحل هذه المشكلات، مؤكدًا أنه ليس هناك دولة لا تعاني من الأزمة الموجودة اليوم، قائلًا: إن مثل هذه الأزمة لا تعني أبدًا التشكيك في مسارنا، وأن نفقد الثقة في بلدنا، وحجم الانجازات غير المسبوقة المتحققة على مدار الـ 9 سنوات الماضية، لأنه ليس هناك دولة من الدول المذكورة خلال بداية العرض في سبيلها لتحقيق التنمية لم تتعرض لعثرات وهي تعمل، لكن لم تتراجع أي منها، نعم يوجد تحديات، ولكن سنكمل هذا الطريق، ولدينا الثقة في المسار، لأننا نقوم ببناء بلد .

وتابع "مدبولي": من الجائز أن يكون الجيل الحالي هو من يعاني من دفع فاتورة هذه الإصلاحات وبناء الدولة، لكن بالثقة في الله، فإن هذه الدولة مستمرة، والدول الأخرى مستقبلاً ستضع مصر على الخريطة، وتتساءل كيف نمت هذه الدولة وأصبحت خير مثال للتنمية .

وأضاف: إن شاء الله سنستمر على نفس الـ 5 ثوابت، التي عملت عليها الدول الأخرى، والتي نعمل عليها الآن: التنمية أولوية كبرى ومفتاح لحل المشكلات، برنامج وطني يبنيه أبناء المصريين، مشروعات لاستكمال البنية التحتية، وعمل متواصل لاستدامة عملية الإصلاح، تحت قيادة لديها رؤية وإصرار وإرادة للتنفيذ والإصلاح فإن مصر قادرة على أن تكون في مصاف الدول المتقدمة .


وفي الختام، قدم الدكتور مصطفى مدبولي إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كتاباً تم خلاله توثيق كل ما تم من جهد وإنجازات للدولة المصرية على مدار الـ 9 سنوات، سيتم توزيعه أيضًا، حتى يعي الجميع ما تم من جهد وحجم مشروعات وانجازات غير مسبوقة
.

 


أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي 
في تعقيب لسيادته، أن الأمة لا تنهض إلا بالبناء والإصلاح، لا بالخراب أو الإساءة أو الإهانة أو الهدم أو التشكيك أو الظلم.

وأضاف الرئيس السيسي ما قاله رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي يمكن أن نتحدث في كل موضوع ساعات وساعات".

وقال الرئيس السيسي إن "قناة السويس الجديدة كان يتم تنفيذها في وقت لم يكن فيه فقط محاربة للإرهاب، وإنما كانت هناك أبواق كذب وافتراء وشائعات تقدح في كل إجراء يتم تنفيذه".

وتابع :" عند أخذ أي مسار أو إجراء كان أيضا يتم الإساءة للمسؤولين ولأسرهم.. ولكن لا بأس لأنه لا يوجد شيء يذهب هباء عند الله.. كل كلمة كذب وإساءة لها أجر.. فالمسؤول الذي تمت الإساءة له لن يذهب هذا هباء إذا كنا نؤمن بالله وأن هناك يوما سيكون فيه الحساب عند الله الذي لا يغفل ولا ينام".


وأضاف الرئيس السيسي "كل حملات الإفك والمكر التي حدثت على مصر خلال السنوات العشر الماضية كانت امتدادا لبناء حالة من عدم الثقة للإنسان المصري لتبقى جزءا من الشخصية المصرية حتى تكون متشككة وغير واثقة في نفسها وفي بلدها"، مشيرا إلى أن كل هذا كان بناء فكريا ووجدانيا تم عمله لمصر خلال 40 و 50 سنة ، وهم يعتقدون أنهم يستطيعون من خلال هذا بناء أمة، مشددا على أن الأمة لا تقوم إلا على البناء والإصلاح فقط، لا الخراب ولا الإساءة ولا الإهانة ولا الهدم ولا التشكيك ولا الظلم.

وتابع الرئيس السيسي: "إننا نظلم المسئول عندما أقول على عمله هذا منقوص أو فاسد، وكأني أضع على عمله ترابا"، مضيفا " يوجد معنا أشخاص سياسيون كثيرون يقولون إن لدينا فرصة في الانتخابات"، مستشهدا بقوله الله سبحانه وتعالى: { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير }، فلن يُعطى أحد شيئا ولا أحد سوف يأخذ شيئا، مؤكدا أن اليقين كله على الله ولا أحد يأخذ أكثر من نصيبه ، ويجب أن نقاتل فقط من أجل بلادنا وليس من أجل النصيب.

وأردف الرئيس: "أقول هذا قبل بداية كل شيء من أجل الدولة التي كانت مشكلتها خلال السنوات الماضية أنهم هزوا ثقة الناس في أنفسهم".

وقال: "الناس لم تكن تصدق إننا نقوم بعمل طريق أو كوبري، واستكثروا على أنفسهم الطريق والكوبري، وقالوا هذا كثير، لكن أنا أقول لكم أن الطريق لا يزال طويلا بالعمل والمثابرة".

وأكد الرئيس السيسي أنه إذا كان البناء والتنمية والتقدم ثمنه الجوع والحرمان،فلنفعل ذلك ، وقال "اوعوا يا مصريين تقولوا ناكل أحسن .. فلو كان ثمن ازدهار الأمة أنها لا تأكل أو تشرب، فلا نأكل أو نشرب"، مضيفا "أننا نريد أن يكون لدينا مكان على الخريطة في دولة 95% منها أرض صحراء".

وقال الرئيس: إن المرء ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن المرء ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.. وهم يتحرون الكذب ومكتوبين عند الله كذابين ومخربين"، مؤكدا أن حجم الظلم من جانب الأشرار فوق الخيال، فهم يعتقدون أن الأمر يسير بهذا الشكل، لكنه ليس كذلك.

وأضاف الرئيس السيسي: "نعود مرة أخرى لقناة السويس .. الثقة المفقودة والأمل الضائع الذي كان يشكل جزءا من وجدان المصريين"، مضيفا أن أول شيء في مشروع قناة السويس الجديدة ونحن نقوم بتنفيذه كانت محاولة أن نقوم بمشروع يُجمع عليه الناس"، مشيرا إلى أن هذا المشروع كان مخططا ومدروسا من هيئة قناة السويس وتريد تنفيذه خلال السنوات السابقة.

وتابع الرئيس :"إن أشرف سلمان وزير الاستثمار حينذاك قال لي إن المصفوفة المالية قليلة وقلت له أنا أريد أن أعطي الأمل للناس ، وكانت الفائدة في هذا الوقت 10.5% فقلت أننا سنعلن عن فتح باب المساهمة في إنشاء القناة بفائدة 12% حتى يتحرك الناس ويضعوا أموالهم ويشعروا أن هناك شيئا كبيرا يمكنهم أن يساهموا به وينتهي المشروع في عام واحد ، في وقت كان مقدرا أن تتراوح مدة انتهاء المشروع ما بين 3 إلى 5 سنوات"، موجها الشكر إلى وزير النقل كامل الوزير.

وأضاف الرئيس السيسي "أن تكلفة المشروع كانت تتراوح ما بين 60 مليار جنيه إلى 68 مليارا وسيكون عليها عوائد تقوم بدفعها الحكومة وهذا كان عبئا على الدولة لأن التدفق المالي للمشروع ينتهي في سنة أو سنتين ، وبعد ذلك أصبح علينا التزام كدولة أن نقدم أرباح الأموال للمواطنين ولكنني لم أكن أنظر إلى الالتزامات المالية التي ستترتب ولكن كان الهدف والعائد المعنوي لجموع المصريين التي ساهمت بأموالها في هذا المشروع".

وقال الرئيس "إن دخل قناة السويس كان نحو 4.5 مليار دولار، والمخطط طبقا للخبراء أن تكون عائدات القناة خلال عامي (2024 - 2025) نحو 12 مليار دولار"، مشيرا إلى أن "دخل القناة خلال الوقت الحالي - عقب الانتهاء من مشروع قناة السويس الجديدة - أصبح نحو 10 مليارات دولار وبنهاية العام الجاري سيكون العائد نحو 10.5 مليار دولار".

وأكد الرئيس السيسي أن الفكرة لم تكن عمل ازدواج لقناة السويس فقط لتحقيق المسار الاقتصادي ولكن كان جزءا من هذه الفكرة والهدف منها إلى جانب الإنجازات الأخرى التي تم الانتهاء منها، هو استعادة الثقة لدى المواطنين، والتي يحاول البعض حاليا هزها.

وأعرب الرئيس السيسي عن شكره لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على مجهوداته، مشيرا إلى أن إنجازات الدولة كانت تنفذ في الوقت التي يتعرض فيه أبناؤنا ومنشآتنا للإرهاب، مؤكدا أن الدولة لن تتخلى أبدا عن أسر الشهداء وأيضا ستحافظ على ما ضحى في سبيله أبناؤها من الشهداء.

ووجه الرئيس السيسي، بتنظيم زيارات للجمع الحضور في المؤتمر إلى مختلفة منشآت وزارات الدولة في العاصمة الإدارية الجديدة، للاطلاع على حجم الإصلاح الإداري والميكنة الحكومية التي تم تنفيذها، والتي لم يقم الإعلام بتغطيتها بشكل كامل.

وأكد الرئيس السيسي، أن أحلام المصريين كبيرة، قائلا " أوعي يكون حلمك يا مصري لقمة". 

جلسة الاقتصاد



شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة الاقتصاد في إطار مؤتمر حكاية وطن


خلال الجلسة شاهد الرئيس عبد الفتاح السيسي فيلما تسجيليا عن الوضع الاقتصادي المصري "كيف كان وإلى ماذا تحول"

واستعرض الفيلم مراحل الاقتصاد المصري منذ 2011 وحتى اليوم حيث أشار إلى أنه على مدار السنين كانت مصر تعاني من عدم القدرة على تحقيق معدلات النمو التي تكفي احتياجاتها وتعوض الزيادة السكانية المتسارعة ونتيجة الاضطرابات السياسية في 2011 و2013 تعطلت المسيرة المصرية ووصل حجم الخسائر إلى 450 مليار دولار وانخفض الاحتياطي النقدي من 36 مليار دولار في يناير 2011 الى 13 مليار دولار في 2013 كما وصل دين الموازنة العامة في الدولة في 2014 إلى 2.1 تريليون جنيه وهو ضعف ما كان عليه في 2010 كما وصلت فاتورة الاستيراد لأكثر من نصف تريليون جنيه.

كل تلك العوامل كان لازما لها طريق مختلف وأفكار مبتكرة وفي 2014 بدأت حركة التنمية في كل شبر في أرض مصر وكانت السيطرة الأمنية ومواجهة الإرهاب من أول التحديات التي تم العمل عليها ومن بعدها تم العمل على الاصلاح الاقتصادي لجذب المستثمرين الأجانب والمصريين لبناء البلاد مرة أخرى وتم على الفور وضع خطة اصلاح اقتصادي شاملة بدأت بالتغيير في السياسة النقدية للبنك المركزي من خلال وجود مرونة في سعر الصرف وخضوع الجنيه لقوانين العرض والطلب بدلا من تسعيره بأعلى.

وشمل برنامج الاصلاح الاقتصادي أيضا تغييرات في السياسات المالية ظهرت في سعي الحكومة للسيطرة على عجز الموازنة من خلال إعادة هيكلة الدعم وإعادة توزيع بنود الميزانية لوصول خدمات الحكومة لمستحقيها كما تم العمل بالتوازي على تطوير الهيكل الإداري وقوانين الاستثمار حتى تكون جاذبة لرؤوس الأموال فظهرت قوانين لحماية المنافسة وتسهيل اجراءات تأسيس اى شركة في مصر فبدل ما كان تأسيس شركة يستلزم 10 اجراءات وحوالي 20 يوما بعد القوانين والإجراءات الجديدة أصبح اي مواطن يمكنه تأسيس شركته في يوم واحد بإجراءين فقط فضلا عن الحوافز والإعفاءات الضريبية للمشروعات المتوسطة والصغيرة متناهية الصغر وإنشاء وتطوير مراكز لخدمة المستثمرين. 



شاركت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في جلسة بعنوان "سياسات وبرامج الحكومة في دعم الاقتصاد الوطني"

وخلال الجلسة استعرضت الدكتورة هالة السعيد إنجازات الدولة المصرية في 9 أعوام، وجهود الدولة التنموية والرؤية المستقبلية في ظل التحديات الدولية والإقليمية غير المسبوقة .

وأشارت السعيد إلى أهداف التنمية المستدامة الأممية الـ17 والتي اتفق العالم على تحقيقها بحلول 2030، ومن أهمها الحد من الفقر، والحد من الجوع، مدن مستدامة، طاقة نظيفة، المساواة بين الجنسين، فرص عمل لائقة، مشيرة إلى أن مصر كانت سباقة في تبني تلك الأجندة التنموية، حيث أطلق السيد الرئيس رؤية مصر 2030 في 2016، وكان لها 3 أبعاد أساسية الاقتصادي والاجتماعي والبيئي .

كما لفتت السعيد إلى الظروف والتحديات الدولية التي يمر بها العالم حاليا، موضحة أن 12% فقط من الـ17 هدف من أهداف التنمية المستدامة تسير على المسار الصحيح، و38% من تلك الأهداف لم تشهد أي تقدم وتراجعت، و50% من الأهداف خرجت تماما عن السياق .

وحول وضع مصر في مؤشر أهداف التنمية المستدامة؛ قالت السعيد إن مصر تقدمت 6 مراكز في عام 2023، وأن مصر تصنف ضمن 26 دولة على مستوى العالم ذات التزام مرتفع بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى توثيق جهود الدولة وتوفير التقارير والبيانات ومنها التقارير الوطنية الطوعية، والتقارير الوطنية لمتابعة تنفيذ أجندة أفريقيا 2063، وإصدار أول تقرير تنمية بشرية منذ عشر سنوات، وتقارير توطين أهداف التنمية المستدامة على مستوى المحافظات، ومؤشر تنافسية المحافظات وغيرها .

وأوضحت السعيد أن هناك مجموعة كبيرة من البيانات والمؤشرات التي يتم الاستعانة بها عند وضع الخطط، سواء كانت مؤشرات محلية أو دولية، يتم الاستعانة بها من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أو معهد التخطيط القومي أو وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية أو الوزارات المعنية الأخرى .

وأكدت وزيرة التخطيط أن البعد الاقتصادي والاجتماعي في أجندة التنمية المستدامة أبعاد أصيلة، فمصر ملتزمة بالحق في التنمية كحق أصيل من حقوق الإنسان، وبالتالي فإن تحقيق الحقوق الاقتصادية والاجتماعية جزء مهم من تحقيق الخطط التنموية، مشيرة إلى الحماية الاجتماعية بمفهومها الشامل، وتوفير الصحة والتعليم، ومستوى دخل وتوظيف وتحسين البنية التحتية وتطوير الجهاز الإداري، وكفاءة المؤسسات وتحسين مستوى الخدمات الجماهيرية والاستثمار في العنصر البشري .

أضافت الدكتورة هالة السعيد أنه من أجل تحقيق كل تلك الأهداف وتحقيق جودة الحياة للمواطن المصري؛ كان لابد من تكثيف الاستثمارات العامة، والتي زادت من 110 مليار جنيه في 2013-2014 إلى تريليون و 50 مليار جنيه هذا العام، كما زادت الاستثمارات على المستوى المحلي من 8.2 مليار جنيه إلى 38 مليار في خطة العام الحالي .

وتطرقت السعيد إلى أن الهدف الأساسي في التعليم في رؤية مصر 2030 هو الإتاحة والتنافسية، مشيرة إلى أنه في التعليم الجامعي تم توفير 103 جامعة مع توفير جامعة حكومية على مستوى كل محافظة، وعلى مستوى التعليم قبل الجامعي فقد شهد استثمارات كبيرة خلال السنوات الماضية من أجل إنشاء 120 ألف فصل، مؤكدة أنه تم تحقيق العدالة المكانية عن طريق أن 35% من تلك الاستثمارات تمت في محافظات الصعيد، حيث وصل عدد الطلاب الذين لم يكن في قراهم فصول دراسية إلى 160 ألف طالب، وتم إنشاء 3478 فصل وبذلك تم تحقيق الإتاحة الجزئية، ونسعى إلى تحقيق الرؤية المستهدفة بوجود 35 طفل لكل فصل إلا أن الزيادة السكانية تعيق ذلك، لذا لابد أن يتم ذلك بمشاركة القطاع الخاص .

وقالت السعيد إن مبادرة "حياة كريمة" هي المشروع التنموي الأكبر على مستوى العالم والذي يهدف إلى توطين أهداف التنمية المستدامة، موضحة انه خلال cop27 تم إطلاق مبادرة "حياة كريمة لأفريقيا صامدة أمام التغيرات المناخية" بناء على نجاح مبادرة "حياة كريمة ".

وأوضحت السعيد أنه لأول مرة في مصر يتم وضع حد أدنى للأجور في القطاع الخاص، وذلك حماية للعمال ومن أجل إيجاد التوازن بين الحفاظ على المؤسسات والعمالة وحماية حقوق العمالة .

وحول رفع كفاءة المؤسسات، أشارت السعيد إلى ميكنة منظومة الخطة ليتم ربطها بالمنظومة المالية في وزارة المالية ومع بنك الاستثمار القومي بما يتيح المتابعة الدقيقة للمشروعات والاستثمارات المخصصة لها، لافتة إلى إطلاق منظومة "أداء" لمتابعة الخطة ومنظومة "بيان" للحسابات القومية ليتم من خلال التعامل المباشر والميكنة مع الوزارات الحصول على بيانات الناتج المحلي الإجمالي بشكل دقيق. كما تم ميكنة مكاتب الصحة ومنظومة التطعيمات، وكذلك بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية تم ميكنة 350 مركز تكنولوجي على مستوى المحافظات يقدم 250 خدمة جماهيرية، مشيرة كذلك إلى التعاون مع وزارات العدل والداخلية في توفير المراكز التكنولوجية المتنقلة لخدمة المواطنين، وتم الوصول إلى 250 مركز متنقل ومن المستهدف الوصول إلى 1000 مركز متنقل .

وأشارت د.هالة السعيد إلى إطلاق جائزة مصر للتميز الحكومي تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحفيز روح المنافسة وتسليط الضوء على قصص النجاح، موضحة أن الجهاز الإداري للدولة يضم العديد من الكوادر المتميزة التي تحتاج إلى التحفيز والتشجيع، مؤكدة أن الاستثمار في البشر وبناء الإنسان يمثل جزء مهم من رؤية الدولة المصرية، لافتة إلى تدريب 120 ألف متدرب في الأكاديمية الوطنية للتدريب وتأهيل الشباب على القيادة من خلال المعهد القومي للحوكمة، ذلك بالإضافة إلى برامج تأهيل المرأة بالتعاون مع كبرى المؤسسات المحلية والدولية المتخصصة في هذا المجال .

وتناولت السعيد الحديث حول البعد البيئي في ظل التغيرات والكوارث الطبيعية موضحة أنه يمثل جزء مهم من رؤية الدولة سواء لمواجهة تغير المناخ أو للتحول الأخضر أو لمواجهة ندرة المياه، متابعه أن 78% من مشروعات الدولة موجهه للتخفيف من اّثار التغيرات المناخية حيث أن كل الاستثمارات الضخمة التي قامت بها الدولة موجهه في مشروعات النقل الكهربائي والقطار السريع ومنظومة المخلفات ومحطات توليد الطاقة بالإضافة إلى 22% في مشروعات التكيف والتي تضمنت مشروعات تأهيل وتبطين الترع، حماية وتطوير السواحل المصرية، ومحطات ومشروعات تحلية المياه .

وأشارت السعيد إلى الجهود المبذولة لتخضير الخطة الاستثمارية، لافته إلى إصدار معايير الاستدامة البيئية على المستوى القومي، حيث تم الوصول إلى نسبة 40% من مشروعات الدولة خضراء ومستهدف الوصول لـ 50% في العام القادم، متابعه أنه نتيجة لكل جهود الدولة المصرية التنموية؛ فقد بلغ معدل النمو المحقق 6.6% قبل اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، مع وصول معدل البطالة إلى أدنى مستوى له عند 7%، مع بلوغ الاستثمار الأجنبي المباشر 10 مليار دولار مع ارتفاع الاحتياطي النقدي إلى 34.9 مليار دولار .

وأوضحت السعيد أن العالم يواجه تحديات غير مسبوقة نتيجة للأزمات العالمية المتلاحقة والمركبة من أزمة كوفيد والأزمات الجيوسياسية وأزمات تغير المناخ، والتي تدفع الدول النامية إلى صرف ما لا يقل عن 4% من الناتج المحلي الإجمالي لها للحد من كوارثها وليس لمعالجة التخفيف والتكيف، موضحة أن تلك الأزمات المتلاحقة أحدثت العديد من التداعيات من نقص المعروض من السلع، وارتفاع الأسعار وأزمات الطاقة، واضطرابات في سلاسل التوريد، موضحة أن من العوامل التي ضخمت من حجم الأزمة كون الولايات المتحدة والصين وأوروبا يمثلون 50% من الاقتصاد العالمي، حيث أن ما يحدث لديهم اليوم يؤدي إلى انخفاض شديد في معدلات النمو ومعدلات التجارة العالمية .

وتابعت السعيد أنه في ظل تلك التحديات كان لابد من إعادة النظر إلى الرؤية المستقبلية للدولة المصرية ورؤية مصر 2030 وتحديث الأجندة باعتبارها وثيقة حيه لدمج التطورات المحلية والدولية والإقليمية مع السعي إلى جعل الاقتصاد المصري أكثر مرونة وقدره على امتصاص الصدمات وتحويله إلى اقتصاد انتاجي يقوم على المعرفة ويتكامل ويتنافس مع الاقتصاديات مما يعكس الحاجة إلى نمو مستدام وتوفير فرص عمل لائقة .

وحول معدلات النمو المستهدفة أوضحت السعيد أنه مستهدف تحقيق ما لا يقل عن 7 إلى 8% معدل نمو مستدام سنويًا مع النظر إلى هيكل الإنتاج والنمو، وفيما يتعلق بسوق العمل أوضحت السعيد أنه تم تحقيق 7% معدل بطالة يصاحبها بعض التحديات في هيكل العمالة، حيث تبلغ بطالة المرأة ثلاثة أضعاف بطالة الرجل بالإضافة إلى ارتفاع معدل بطالة الخريجين الحاصلين على مؤهلات عالية بالإضافة إلى نسبة من القطاع غير الرسمي في سوق العمل، مؤكده أهمية مرونة سوق العمل وكفاءته، متابعه أن هناك 83 مليون وظيفة معرضه للفقد في 2030، مع وجود 69 مليون وظيفة جديدة تعتمد على مهارات الإبداع والتحليل النقدي والتكنولوجيات، مؤكده ضرورة إعادة النظر إلى هيكل الوظائف وتعديله .

وأوضحت السعيد أن التحديثات التي تتم حاليًا تضم التوجه نحو مزيد من مشاركة القطاع الخاص، موضحة أن استثمارات القطاع الخاص وصلت إلى 36% هذا العام ومستهدف الوصول على 65% في 2030، موضحة أن النظرة المستقبلية تتضمن النظر إلى هيكل الاقتصاد المصري، كفاءة مستوى التشغيل ومرونة سوق العمل ومواصلة الاستثمار في رأس المال المصري مع ضبط معدلات النمو السكاني، بالإضافة الى تعزيز مشاركة القطاع الخاص لما لذلك كله من عناصر داعمة من الحوكمة وكفاءة المؤسسات والشمول المالي .

وتطرقت السعيد الى هيكل الإنتاج وبرنامج الإصلاحات الهيكلية، موضحة أنه يتم التركيز على قطاعات الصناعة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع زيادة وزنهم النسبي من 25% في الاقتصاد إلى 35%، موضحة أنه تم بلوغ نسبة 30% حتى الاّن في الوزن النسبي لتلك القطاعات بالإضافة إلى قطاعي السياحة واللوجيستيات لما لهم من ميزة تنافسية، متابعه أن لكل تلك القطاعات مستهدفات كمية وسياسات وإجراءات تنفيذية وتعديل في التشريعات من إجراءات كزيادة نسبة المشروعات الصغيرة والمتوسطة من 10% إلى 20% في الصادرات إلى جانب زيادة نسبة المكون التكنولوجي في الصادرات لتصبح أكثر تنافسية في الصادرات الدولية، مشيرة كذلك إلى ضرورة تحسين مؤشر قطاع الأمن الغذائي، بالإضافة إلى معدلات تشريعية أخرى كتعديل قانون الزراعة وقانون التعاونيات .

وتابعت السعيد أن قطاع التعهيد مستهدف الوصول فيه إلى 9 مليار دولار، بالإضافة على دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في خلق فرص العمل وتعزيز المهارات، وحول قطاع اللوجستيات أشارت السعيد إلى ضرورة الاستفادة من الميزة التنافسية لدى مصر لكونها ممر للتجارة العالمية والاستفادة من موقعها الجغرافي بربطها بالموانئ والمدن الصناعية وشبكات النقل مما يجعل مصر مركز للتجارة العالمية .

وفيما يتعلق بالنظرة الخاصة لسوق العمل أوضحت السعيد أنه ولأول مره يتم استعراض جانب العرض في سوق العمل، مشيرة إلى العمل على رفع كفاءة سوق العمل من خلال زيادة الملتحقين بالتعليم الفني من 57% إلى 65%، موضحة أنه دائمًا ما كان هناك تحدي يتمثل في النظرة المجتمعية لسوق العمل، مؤكدة ضرورة اعتماد مدارس التعليم الفني اعتماد دولي وربطها مع القطاع الخاص لضمان فرص عمل لائقة، مشيرة إلى إطلاق منصة مجالس القطاعات المهارية تحت منصة المجلس القومي الأجور و"إتقان" بالإضافة إلى تطوير منظومة الدراسات البينية المشتركة على مستوى الجامعات لحاجة سوق العمل الديناميكي لها .

وفيما يتعلق بمواصلة الاستثمار في رأس المال البشري مع زيادة النمو السكاني، أوضحت السعيد أن مصر قفزت 19 مركزًا في تقرير التنمية البشرية على الرغم من تراجع المؤشر على المستوى العالمي وذلك نتيجة الجهود المبذولة وفقًا لتقرير الأمم المتحدة الدولي، مؤكدة ضرورة مضاعفة الاستثمار في التعليم والصحة للاستفادة من خصائص السكان، مشيرة إلى إطلاق المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية والمتكامل مع الاستراتيجية الوطنية للسكان للتأكيد على الاستثمار في خصائص السكان مع الاستثمار في العنصر البشري، موضحة أن المشروع تشاركي بين كل المؤسسات الدولة ويقوم على عدد من النقاط المهمة والمتضمنة التمكين الاقتصادي للمرأة والمحور التوعوي والثقافي وتنظيم وتغيير المنظومة القيمية للمجتمع المصري .

وأكدت السعيد أن المرأة المصرية حصلت على تمكين سياسي غير مسبوق الفترة الماضية، مشيرة إلى أهمية التمكين الاقتصادي وتوفير فرص العمل للمرأة، متابعه أن المساواة في فرص العمل وفقًا للدول التي وصلت للمساواة يزيد من الناتج المحلي الإجمالي بـ 34%، وتناولت السعيد الحديث حول الإجراءات التي اتخذتها الدولة للقطاع الخاص ومنها إطلاق وثيقة ملكية الدولة بالإضافة إلى قرارات المجلس الأعلى للاستثمار وتعديل عدد من القوانين بالإضافة إلى سياسة الحياد التنافسي وإنشاء صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية .

وأضافت السعيد أن الدولة قامت بالعديد من الاجراءات لزيادة مشاركة القطاع الخاص منها إطلاق وثيقة ملكية الدولة، وقرارات المجلس الأعلى للاستثمار، وتعديل بعض القوانين وسياسة الحياد التنافسي، إلى جانب إنشاء صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية، موضحة أن هذا الصندوق هو الذراع الاستثماري للدولة المصرية تم إنشاؤه بقانون في عام 2018، ودوره هو خلق ثروات للأجيال القادمة، والمساهمة في تنفيذ سياسة ملكية الدولة .

وحول مراقبة عمل الصندوق، أشارت السعيد إلى أن الصندوق يراقب من الجهاز المركزي للمحاسبات وفقا للقانون، كما يراقب من المراقبين المعتمدين لدى البنك المركزي وهيئة الرقابة المالية، مضيفة أن الصندوق له جمعية عمومية يترأسها السيد رئيس مجلس الوزراء وبه ممثلين من الحكومة هم السادة: وزير المالية، نائب محافظ البنك المركزي، إلى جانب سبعة من الخبراء في مجالات الاقتصاد والاستثمار والقانون، مؤكدة أن الصندوق يطبق معايير الحوكمة الدولية وهو عنصر مهم لجذب الصندوق للاستثمار، كما أن الصندوق عضو في المنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية، نتيجة تطبيقه لمعايير الحوكمة الدولية .

وسلطت السعيد الضوء على إنشاء صندوق مصر السيادي لمجموعة من الصناديق الفرعية وفقا لرؤية مصر 2030، منها صندوق للسياحة والاستثمار العقاري، صندوق للمرافق والبنية الأساسية، صندوق للخدمات الصحية والدوائية، صندوق للخدمات المالية والتحول الرقمي، والاستثمارات الخضراء، إلى جانب صندوق فرعي لإعادة الهيكلة والطروحات، مؤكدة أن الصندوق يهدف إلى تعظيم الاستفادة من أصول الدولة غير المستغلة، والدخول في شراكات مع القطاع الخاص لتوطين الصناعات الاستراتيجية التي تضعها الدولة المصرية في رؤيتها وخطتها الاستثمارية، وبرنامج عمل الحكومة، إلى جانب دور الصندوق في دعم عمل الشركات الناشئة، وطرح الشركات من خلال الصندوق الفرعي للطروحات .

وتطرقت السعيد بالحديث إلى تطوير مجمع التحرير وهو عبارة عن أصل غير مستغل تم طرحه طرح تنافسي تقدم له تحالف دولي من مجموعة من الشركات العالمية، وتم الترسية عليه بغرض تحويله إلى مكان متعدد الأغراض فندقي، إداري، تجاري، مشيرة إلى مشروع تطوير أرض القرية الكونية بالشراكة مع القطاع الخاص تم تحويلها إلى مجمع للمدارس على أعلى مستوى .

وأشارت السعيد إلى الاستثمارات الضخمة التي قامت بها الدولة في البنية التحتية والمواصلات العامة، إلى جانب توطين الصناعات الاستراتيجية مثل انتاج القطارات بالشراكة مع القطاع الخاص ووزارة النقل والهيئة الاقتصادية لقناة السويس، وتتميز هذه الصناعات بأنها كثيفة العمالة وكثيفة التكنولوجيا، كما تقوم بعمل قيمة مضافة ونقلة نوعية نتيجة التكنولوجيا المتطورة المستخدمة في هذه الصناعات، لافتة إلى تحويل مصر كمركز إقليمي للطاقة بالشراكة مع القطاع الخاص، ووزارتي الكهرباء، والبترول والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، كما تم إنشاء أول مصنع لانتاج الأمونيا الخضراء والذي تم افتتاحه في فعاليات cop27 ، كما يتم المشاركة في مجموعة من المشروعات لانتاج الهيدروجين الأخضر ، إلى جانب طرح 21 محطة تحلية للمياه مع وزارة الاسكان، وتم تأهيل 17 تحالف دولي للدخول في هذا النوع من المشروعات .

وفيما يتعلق بدعم الشركات الناشئة، أشارت السعيد إلى إنشاء شركة للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر ، لدعم الشركات الناشئة والصغيرة ، إلى جانب المساهمة مع القطاع الخاص في دعم شركة ناشئة متخصصة في الانتاج الزراعي وتوجه كل نشاطها للتصدير، وذلك بهدف زيادة صادرات مصر الزراعية، ولفتت السعيد إلى نشاط الصندوق الفرعي للطروحات حيث يتخذ الطرح عدة أشكال منها الطرح بغرض الادارة ، أو حق انتفاع أو طرح تملك حصص، أو طرح لزيادة رأس المال، وذلك بناء على تنفيذ سياسة وثيقة ملكية الدولة والتي تم إطلاقها بعد إجراء 39 حوار مجتمعي، منهم 25 في مركز المعلومات، و14 حوار مجتمعي في وزارة التخطيط، موضحة أن الطرح له عدة فوائد ومزايا منها إضافة خبرات جديدة متميزة، للدخول في هذه الشركات، زيادة الحوكمة والرقابة على هذه الشركات، إلى جانب زيادة رأس مال بعض الشركات، وفتح أسواق جديدة، وجذب استثمار أجنبي مباشر.

وأكدت السعيد أن صندوق مصر السيادي نجح في تنفيذ 16 مشروع خلال الثلاث سنوات الماضية، على الرغم من تناقص الاستثمار العالمي في هذه الفترة، كما جذب الصندوق استثمارات بقيمة 48 مليار جنيه
.




أكد وزير المالية الدكتور محمد معيط، في كلمته خلال الجلسة
أن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تم تنفيذه في مصر كان له الأثر في ارتفاع معدلات النمو وانخفاض البطالة والتضخم، جعل مصر نجم ساطع في مجال الإصلاح الاقتصادي.

وقال وزير المالية “إن الفترة من عام 2011 وحتى 2023 نستطيع تقسيمها من الناحية المالية والاقتصادية إلى 4 فترات” مشيرا إلى أن الفترة الأولى من 2011 إلى 2013 فنحن نعلم جميعا ما مرت به البلاد في 2011 وأثر على الوضع المالي والاقتصادي للدولة المصرية من كل المؤشرات، إلى أن جاءت 30 يونيو والتي كانت نقطة فارقة أخذتنا إلى منطقة أخرى.

وأضاف أن الفترة الثانية من 2013 وحتى 2016 وهي فترة استمرت خلالها المعاناة في المؤشرات الاقتصادية وذلك نتيجة الآثار السلبية لما حدث في 2011 حيث استمر التضخم والبطالة وتواضع معدلات النمو الاقتصادي، حتى جاءت 2016 وتم تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والذي كان له الأثر في معدلات النمو وانخفاض البطالة والتضخم واستقرار في أسعار الصرف وتوافر السلع واستقرار أسعارها وأصبحت مصر نجم ساطع في مجال الإصلاح الاقتصادي.

وتابع وزير المالية الدكتور محمد معيط، أن وباء كورونا الذي انتشر في 2020 كان له أثر على ما تم تحقيقه من نتائج إصلاح اقتصادي نتيجة وقف العمل في كل المجالات في العالم وتوقف التصدير وكان القرار بالغلق الجزئي حتى يتم التعامل مع الوباء وأثاره وتم ضخ حزمة اجتماعية 2% من الناتج المحلي بمعدل 150 مليار ووصلت إلى 200 مليار وتم دعم القطاعات التي تأثرت بالأزمة.

وقال وزير المالية إنه خلال هاتين السنتين خسرنا 400 مليار جنيه بالإضافة إلى صرف 200 مليار جنيه، حيث كان التركيز على القطاع الصحي حتى يتم التعامل مع الأثار الناجمة عن الوباء، وكانت الدولة آنذاك تستطيع تحمل هذا الوضع لمدة عام واحد وبعدها سيكون هناك معاناة ولن نستطيع تحمل هذا الوضع.

وأضاف الدكتور معيط أننا لم نكن نعلم أن هناك دول ستضخ مليارات وتريليونات سيولة على الرغم من توقف المصانع والموانئ وهذه السيولة لها أثارولم نكن نعلم أن شركات البترول وشركات الشحن والنقل وغيرها تريد تعويض ما خسرته خلال تلك الأزمة، ولم نكن نعلم أيضا أنه بعد هذه السيولة واضطراب سلاسل الإمداد وبعد عودة الحياة إلى طبيعتها سيحدث موجة تضخمية شديدة والسياسات النقدية ستتدخل برفع أسعار الفائدة وتكون النتيجة أن الأموال تتحول من الأسواق الناشئة إلى الأسواق التي ارتفعت بها أسعار الفائدة وتكون النتيجة أن عملات الدول الناشئة تبدأ في المعاناة.

وأوضح أن 54 دولة إفريقية لم تنجو دولة منها من انخفاض قيمة عملتها، ولم نكن نعلم أن أسعار البترول ستصل إلى 144 دولارا للبرميل، ولم نكن نعلم أن طن القمح الذي كان يتراوح ما بين 200 و240 دولارا للطن سيصبح 550 دولارا للطن، ولم نكن نعلم أن هناك حربا ستقوم وستكون آثارها مدمرة

وأوضح وزير المالية محمد معيط أنه خلال الظروف التي مر بها العالم خاصة خلال جائحة كورونا، كان رئيس الجمهورية أكد ضرورة استكمال المشروعات مع اتخاذ الحذر الطبي، وتم ضخ أموال لاستكمال المشروعات حتى يتمكن المواطنين من الاستمرار في العمل وذلك على أمل التعافي، ولكن هذا لم يحدث نظرا لبعض التغيرات منها ارتفاع أسعار البترول عن المقرر في الموازنة.

وقال وزير المالية “إن الأموال كانت تخرج من الأسواق الناشئة بما فيها مصر حيث بلغت حوالي 23 مليار دولار في أسابيع معدودة، وهو ما مثل ضغط كبير في تدبير أموال زائدة للحصول على الأشياء بضعف سعرها، وهو ما وضع الاقتصاد المصري ومستوى معيشة المواطنين والجنيه المصري تحت ضغط كبير”.

وأضاف أن المواطن المصري كان مقدارا لأنه خلال عامين من الأزمة لم يشهد نقص في السلع أو زيادة الأسعار، نظرا لأن الرئيس السيسي دائما ما كان يوجه بالتحضير لأوقات الاضطرابات وألا يقل المخزون عن 6 أشهر من كل السلع.

وأوضح وزير المالية أن الأزمة امتدت لثلاث سنوات ونصف السنة وفاقت الوقت المتوقع وآثارها السلبية زادت، ونحن من ضمن الدول النامية التي تسعى لتعويض ما فاتها وتبني وتحسن مستوى معيشة المواطنين. 



أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن هدف الدولة تجاوز الظروف الصعبة التي تواجهها منذ ثمانينيات القرن الماضي ورؤية مصر في المكان الذي تستحقه .

وقال الرئيس السيسي ، في تعقيبه على كلمة وزير المالية الدكتور محمد معيط، إن ما يتم سرده من إنجازات لإقرار واقع ووضع حلول جذرية لتحدياتنا والتغلب عليها ".

وأضاف " أنا دائما أقول لماذا ظروفنا صعبة منذ الثمانينيات"؟ وقال "ليس الهدف من ذلك الدفاع عن أنفسنا، ولكن نحاول أن نقرر واقعا، لنشرح للناس الحكاية، من أجل التغلب عليها ".

وأشار إلى أن الدولة منذ عام 1980 وحتى الآن دائما الإيرادات ليست بقيمة المصروفات، لافتا إلى أن مصر لم تستدن ولم يكن عليها ديون خارجية حتى 1970 ، لكن تداعيات الحرب فرضت على مصر، لكي تتجاوز أزمة في عام 1973 أن تحصل الدولة على موارد بالاستدانة .

وقال الرئيس السيسي، في تعقيبه على كلمة وزير المالية الدكتور محمد معيط، ضمن فعاليات جلسات مؤتمر "حكاية وطن .. بين الرؤية والإنجاز"، إنه كان يوجد واقع في مصر منذ خمسينيات القرن الماضي وما قبلها وحتى عام 1970، ثم تغير هذا الواقع منذ عام 1970 إلى ما بعد ذلك، وهو أمر مهم أن نعرفه كمصريين بما أنها بلدنا ونحن نريد أن نراها في مكان تستحقه"، مضيفا " المشكلة ليست القلة والعوز .. المشكلة إننا نقبل هذا الوضع، ولا نكون مستعدين أن نقاتل من أجل إنهائه"، مؤكدا أن الذين سبقونا حاولوا مواجهة هذا الأمر لأنهم مصريون يحبون بلدهم ومتعلمون ،لكن ربما أن حجم التحدي كان كبيرا جدا .

وأشار إلى أن الكثيرين يقولون إن الرئيس الراحل محمد أنور السادات صنع السلام، ولكنهم لم يقدروا أن الحرب لها تداعيات كبيرة جدا على قدرة الدولة المصرية، وأنها يصعب أن تعيش كدولة في ظل هذا التحدي ، حتى لو كان هناك دعم، لأن الدعم المطلوب أكبر من الإنفاق العسكري وحاجة الدولة للإنفاق الاستثماري وتعويض البنية الأساسية التي توقفت خلال الفترة من عام 1967 وحتى عام 1973 على الأقل، مشيرا إلى أن عدد سكان مصر ينمو ويزيد الأمر الذي يتطلب ضرورة زيادة الموارد لتقليل الفارق بين الإيرادات والمصروفات .

وقال الرئيس السيسي، في تعقيبه على كلمة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد ضمن فعاليات جلسات مؤتمر "حكاية وطن .. بين الرؤية والإنجاز" حول الزيادة السكانية ،"إن الدولة قامت بمحاولات كثيرة لتجاوز الأزمة منذ خمسينيات القرن الماضي إبان فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مرورا بعهدي الرئيسين الراحلين محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك، ولكن جميع هذه الجهود لم تنجح في حل الأزمة، وحتى الآن لم نستطع تحقيق المعدل المطلوب، لافتا إلى أنه إذا كان معدل النمو السكاني في مصر ثابت ومعدل الوفيات مساو لمعدل المواليد سيكون معدل الزيادة "صفرا"، إلا أنه في الفترة من عام 2011 حتى اليوم بلغت الزيادة السكانية 25 مليون نسمة .

وأضاف أنه في عام 2011 خسرت الدولة 450 مليار دولار ودفعت ثمن كل الخسائر في الفترة من 2011 إلى 2013، مؤكدا أن كل أزمة مررنا بها كان لها تداعيات، والدولة مقدرة حق المواطن ولكن لابد من معرفة الأسباب وراء الفجوة بين الإيرادات والمصروفات منذ وقت بعيد حتى نتمكن من الخروج من الأزمة .

ووجه الرئيس ، في تعقيبه على كلمة وزير المالية الدكتور محمد معيط، "يجب أن تعلموا أن الخسائر التي حدثت في الفترة ما بين 2011 حتى 2013 وهي 450 مليار دولار، لم يعوضنا أحد بها ولكن الدولة هي التي تحملت هذا المبلغ، مضيفا " أنت كمواطن تريد أن تعيش وتربي أطفالك ونحن بجانبك، كما تريد توظيفهم وهذا حقك، ولكن كيف ننفذ ذلك دون أن نفهم حكاية وطننا ولماذا طول عمرها بهذا الشكل على مدى 43 سنة متسائلًا: هل تريدون الخروج من هذا الوضع أم تريدون أن نقول كلاما لا يتحقق؟ .

وأضاف السيسي أنه خلال فترة جائحة كورونا منذ عام نهاية عام 2019 وحتى 2021، كان هناك 5 ملايين مصري يعملون في المشروعات، مشيرا إلى أنه جرى الاستعانة بآراء المسؤولين والمتخصصين وهم كثيرون في مصر سواء في الوزارات أو نظرائهم في الجامعات ممن يقدمون الاستشارات ووجهات النظر العلمية المختلفة للتعامل مع هذه الأزمة وإجراءات تحفيز الاقتصاد بقيمة 200 مليار جنيه بالإضافة إلى خسائر بنحو 200 مليار أخرى ليصبح إجمالي المبلغ 400 مليار، لكنه قد وصل في النهاية إلى مبلغ 600 مليار جنيه .

وأشار الرئيس السيسي إلى أن هناك من نصحه في عام 2014 بعدم تحمل المسؤولية نظرا للظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد، مؤكدا " لو كان بناء هذه الدولة ثمنه حياتي فلن أتراجع ".

ولفت إلى أنه في عام 2014 كان أول قرار بتخفيض دعم الوقود وتساءل الناس كيف فعل الرئيس ذلك مع بداية تحمله المسئولية، وقال الرئيس" نحن نريد أن ننقذ دولة في ظروف صعبة وليس تقديم نفسي لكم وهذا لا يليق "، مؤكدا أننا طوال الوقت الإيرادات ليست على قدر المصروفات والعجز والاستدانة موجودة .


وأشار الرئيس السيسي إلى أزمة الزيادة السكانية حيث ارتفعت منذ عام 2011 بواقع 2.5 مليون نسمة سنويا بما يقدر نحو 25 مليونا خلال عشر سنوات وبهذا المعدل نصل إلى 160 مليونا في غضون 20 عاما وتساءل الرئيس : هل نحن مستعدون كدولة لهذه الزيادة ؟،

وأجاب :" هناك من يجب أن يدفع ويضحي حتى ينتهي هذا الأمر ".

وقال "إنه لا يصح أن تستمر مصر في طلب المساعدات من الأشقاء ، ولكن يجب أن نساعد ونحرم أنفسنا لتغيير واقعنا ".

وأكد الرئيس أن الدول لا تتقدم بدون الاستقرار والأمن، وأن الجاهل والأحمق فقط من يرى أن الدول تتقدم بدونهما .

وأشار الرئيس السيسي إلى أن الدولة جمعت بشق الأنفس نحو 30 مليار دولار منذ عامي 1990 و1991 وحتى عام 2011 وهذا المبلغ تم إنفاقه في عام ونصف العام لأنه كان يتم استيراد السلع الغذائية والمشتقات النفطية بالدولار ويتم بيعه في السوق المحلي بالجنيه المصري دون وجود مصادر لتوفير النقد الأجنبي وهو ما أدى تآكل رصيد الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية بسبب حالة عدم الاستقرار التي استمرت منذ عام 2011 حتى 2013 " جابت البلد على الأرض " .

ووجه الرئيس السيسي حديثه للمصريين قائلا " عينكم على استقرار بلدكم .. ومن يحكم ليس المشكلة طالما البلد مستقرة .. وطالما كانت مستقرة ممكن أن تتقدم وبدون الاستقرار لن تتقدم إلى الأمام "، مشيرا إلى العديد من الدول ما زالت تعاني من حالة عدم الاستقرار حتى الآن رغم وفرة الموارد لديها .

وأوضح الرئيس السيسي أن حكاية وطن هدفه تقديم المشكلة والحلول التي نتحرك فيها التي لن تنجح إلا بالمواطنين وبالاستقرار، مشيرا إلى أن الشغل الشاغل للآخرين حاليا هو فقط رغبتهم في تحريك الناس وخراب الدولة .

وأضاف أن هؤلاء من يرغبون في هدم الدولة لن يستطيعوا فعل أي شيء كما حدث في أعقاب 2011 حيث كانت الدولة تعاني من نقص شديد في توفير البنزين والقمح وكانوا يرددون أنها مؤامرة ولكن لم تكن كذلك بل كانت جهلهم وتخلفهم .

وفيما يتعلق بالمعاشات، أشار الرئيس السيسي إلى أنه كان هناك دعم كبير جدا لا يتناسب مع المعايير التي تم عليها بناء فكرة المعاشات في مصر .

وأضاف الرئيس "الفلوس التي تم أخذها من المعاشات "رقم"، وعندما أريد أن أظهر هذه النقطة كمفكر اقتصادي أو كرجل مهتم بالخدمات الاجتماعية التي تقدم بما فيها المعاشات أقول إن هذا الرقم لو ثابت في مكانه في البنوك بالفوائد التي تأخذها هيئة المعاشات كان متوسطها 10% أي أنه بهذه الفوائد يصل الـ 600 مليار بعد عشر سنوات إلى 1200 مليار ".

وتساءل الرئيس "هل المنظومة والدراسات الاكتوارية وحجم الأموال التي يتم أخذها من الناس .. المعاشات المصروفة تساوي أو تحقق حتى لو أن هذا الرقم موجود مع الدولة أو إدارة المعاشات أو المسئولين عن إدارة المعاشات في مصر ، وطلب الرئيس من وزير المالية ذكر الرقم الذي سيتم دفعه حتى عام 2052 والذي قال إنه 45 تريليون لمدة 50 عاما ".

وقال الرئيس "إذا ناقشنا الناس بشأن الأرقام التي يتم أخذها نتيجة تراجع الأداء الإداري للدولة والدراسات الاكتوارية التي تم عملها لا تتناسب مع هذا الرقم ، نحن لن نحل المسألة ، فالحل أن "الدولة تشيل" وتتحمل الدولة 45 تريليون حتى 50 عاما بما يعادل تريليون في السنة ".

وتابع الرئيس "تم الحصول على 600 مليار جنيه، تدفع الدولة مقابل هذا المبلغ تريليون جنيه كل سنة لمدة 50 سنة.. نعم لأننا غلطنا كدولة ولأننا لم نقول للمواطنين إن الأرقام التي يتم أخذها للمعاشات لا تتناسب مع الرقم الذي يتم أخده بعد ذلك.. قضية المعاشات قضية واحدة تكلفتها 50 تريليون جنيه لأن هناك 11 مليون شخص له معاش وله أسر ولن نستطيع أن نوقف المعاش لذلك فالدولة تتدخل لحل هذه المشكلة ".

وعقب وزير المالية أنه بالفعل تدخلت الدولة بالحل لتلك المشكلة وبدون الدولة لم يكن من الممكن أن نحقق استدامة مالية للنظام ولا قدرته على أن يوفي بالتزاماته في سداد المعاشات .

وقال الرئيس السيسي، إننا نُصلح مسارا صعب للغاية، مسار الدول المتخلفة، مسار السياسات التي تستهدف الاستمرار في السلطة، وما نقوم بعمله لا يتناسب مع هذه السياسات مطلقا، ووزيري المالية والتخطيط يسمعان مني هذا الكلام تكرارا بالإضافة إلى الدكتور مصطفى مدبولي وهو أن موضوع البلد أكبر كثيرا .

وتساءل الرئيس السيسي قائلا" تريدون العيش في أي دولة؟، ناجحة أم غير ذلك.. من لديه أسرة مكونة من فردين أو ثلاثة يقوم بعمل جمعيات لكي يربيهم ويعلمهم، هل تريدون بناء مصر وتكون دولة ذات شأن؟، هل هناك مغامرة واحدة أدخلنا مصر فيها؟، هل تعتبرون التنمية مغامرة؟، هل تعتبرون البناء مغامرة؟..هل تعتبرون الإصلاح مغامرة؟، مجيبا لا تختزلوا قضية بلدنا ولكن اصمدوا وحولوا الظروف القاسية التي نحن فيها إلى منحة، وكلما صمدتم كلما تخطيتم، على غرار "كوفيد 19" التي مرت، مضيفا " كنت أقول هل أنا سأغلق بيوت 25 مليون أسرة على خلفية الجائحة، نحن لا نرضى عمل ذلك ".

ووجه حديثه إلى الدكتور وزيري المالية والتخطيط قائلا: "أنا استفيد من الكلام الذي يقال لأنه يستدعي موضوعات مهمة، عند الحديث عن النمو السكاني وخطورة هذه القضية، مذكرا بمجاعة خاصة حدثت بدولة منذ عام 1952-1968، والذي راح ضحيتها 25 مليون نسمة، وقاموا بعمل برنامج ضبط النمو السكاني في م 1968 وأطلقوا مرحلة الإنجاب في عام 2017، ولم يهدموها ولكن شيدوها وأصبحت دولة عظمى، وهذه هي الدروس التي لا بد من تعلمها والأفلام التي لا بد من عملها لنتعلم ولكل من يريد معرفة معنى الدولة، مستعرضا تضحيات العمل في كوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا والصين .

ووجه الرئيس السيسي التحية لكل من وزيري المالية والتخطيط ، قائلا:" أتصور أنكما بحاجة إلى الحديث أكثر مع الناس وأن تستعينوا بنماذج من التاريخ، وكنت أتمنى أن تكون مشاركتكما ومساهمتكما في الحوار الوطني أكبر من ذلك، لأن من يتحدثون هم زملاءنا ومنهم اقتصاديون ولهم رؤى نحب الاستفادة منها، مشيدا بكلمة الدكتور أحمد جلال .

وتطرق إلى أنه لم يطلق الحوار الوطني كنوع من المجاملة، ولكن كان الهدف الحديث المتبدل وسماع بعضنا البعض، وقلت نريد مشاركتكم معنا في كل مناسباتنا لأن الإعلام ليس كل شئ، ولكن وأنتم معنا تسمعوا هذا الكلام وتعرفون 2011 ماذا صنعت في بلدكم وكذا 2013، علاوة على الجهل، وكنت أقول "يا جماعة البلد ستضيع بهذا الشكل لا أحد يفعل في بلده هذه التصرفات، اجعلوا الناس تذهب لعملها، ولا تقومون بتعيين مليون ونصف في الجهاز الإداري وتزودون المرتبات من 80-240 مليار جنيه، وأن المؤشر الخاص بها مستمر منذ 43 عاما ويتغير إلى هذا الوضع، ويقولون سنحكم بالله، "ده محدش يحكم بالله إلا لما يكون في السماء لو يعرف ربنا صحيح ". 



ومن جانبها أكدت وزيرة التعاون الدولي الدكتور رانيا المشاط،
خلال مشاركتها في المؤتمر أن عام 2014 شهد تحول في علاقة مصر مع مؤسسات التمويل الدولي لتنفيذ الرؤية الوطنية من خلال الشراكات الدولية متعددة ومع شركائنا الثنائيين من مختلف البلاد وفي تعزيز للدبلوماسية الاقتصادية لمصر.

وقالت رانيا المشاط إن وزارة التعاون تسعى إلى دفع جهود التعاون الدولي مع شركاء التنمية متعددي الأطراف ثنائي أو حكومات وقطاع خاص ومجتمع مدني لدعم الأجندة الوطنية وما يتسق مع أهداف التنمية المستدامة.

وأشارت إلى أن في إطار التعاون الدولي والتمويل الإنمائي له 3 أهداف رئيسية، أولا تعظيم الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من التمويل الإنمائي، ثانيا ضمان اتساق المشروعات التنموية مع الأولويات الوطنية، وثالثا تحسين الإدارة التعاون التنموي تنفيذ المشروعات بشكل فعال.

وأضافت أن وزارة التعاون الدولي هي حلقة الوصل بين المستفيدين داخل الدولة المصرية سواء كانت وزارات أو قطاع خاص أو مجتمع مدني وما بين الشركاء سواء كانوا ثنائيين أو متعددين الأطراف.

وأوضحت أن محاور التعاون مع هؤلاء الأطراف ذات الصلة من خلال التوافق على استراتيجيات الوطنية في التنسيق والتفاوض وفي مطابقة التمويلات النمائية مع أهداف التنمية المستدامة وهناك مشاركة للقطاع الخاص.

وأشارت وزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، إلى أن شركاء التنمية هم المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وبنك التنمية الإفريقي والبنك الأوروبي لإعادة الاستثمار والتنمية وبنك الاستثمار الأوروبي وغيرها من المؤسسات، بالإضافة إلى الأمم المتحدة أكبر منظمة متعددة الأطراف، وهناك شركاء ثنائيين وهي الدول المختلفة، وهناك ربط بين الثنائيين ومتعددي الأطراف لأن مجالس إدارات المؤسسات الدولية التنموية هي في الآخر دول نشترك معها في علاقات ثنائية وهي دبلوماسية سياسية متوازنة تتيح لنا التعاون الوثيق مع شركائنا الثنائيين أو متعديدي الأطراف.

وأضافت أن الدولة المصرية على رأس أولوياتها هو ضمان اتساق المشروعات التنموية مع الأولويات والأهداف الوطنية، وهي تسمى الملكية الوطنية، مشيرة إلى وجود شراكة شاملة بين مصر والمؤسسات المختلفة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وهناك برامج ومشروعات على الأرض.

وأوضحت وزيرة التعاون الدولي أن ترجمة الاستراتيجيات الوطنية والمبادرات الرئاسية إلى شركات الدولية انطلقت 2014-2015، خلال مؤتمر تنمية الاقتصاد المصري 2015 في شرم شيخ، حيث أعلن الرئيس السيسي رؤية بشكل واضح عن مشروعات محددة، وهذه المشروعات كانت الخلفية لصياغة استراتيجيات وطنية مختلفة مثل استراتيجية 2030 والاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي، الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وبرنامج الحكومة مصر تنطلق وغيرها من الاستراتيجيات الهامة مثل 2050 واستراتيجية الطاقة الجديدة والمتجددة 2035 ومبادرات رئاسية على رأسها حياة كريمة و 100 مليون صحة.

وأكدت وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط، أن الوزارة من خلال تلك الاستراتيجيات تقوم بجلسات تشاورية وتشاركية ليس فقط مع الدولة المصرية ممثلة في الجهات الحكومية المختلفة ولكن أيضا مع القطاع الخاص والمجتمع المدني لصياغة الاستراتيجيات القطرية التي تحدد علاقتها كدولة مصرية مع مؤسسات التمويل الدولية والشركاء الثنائيين.

وقالت الوزيرة “إن تلك الاستراتيجيات يتم إقرارها من مجلس الوزراء أو مجلس النواب في بعض الأحيان، ويجري التوافق عليها وإصدارها من مجالس إدارات المؤسسات الدولية المختلفة،وترجع أهميتها إلى أنها تحدد علاقتنا مع المؤسسات في الأوقات القادمة بشكل واضح”.

وأضافت أن العلاقات مع المؤسسات علاقات وثيقة ويتم التنسيق الوثيق على تقارير تحليلية للاقتصاد المصري والدراسات المختلفة التي تعد مدخلا مستقبلي لتغيير بعض السياسات والوقوف على كثير من الإصلاحات المطلوبة في الفترة المقبلة.

واستعرضت وزيرة التعاون الدولي بعض المشروعات التنموية بين مصر وشركاء التنمية، مشيرة إلى أن تلك الاستراتيجيات نفذت من خلال 5 محاور رئيسية وهي الاستثمار في رأس المال البشري والأمن الغذائي وزيادة الإنتاجية والتوظيف والاستثمار في البنية التحتية وحوكمة الاقتصاد.

وأوضحت أن محور الاستثمار في رأس المال البشري تضمن برنامج تكافل وكرامة بالشراكة مع البنك الدولي يستفاد منه 20 مليون مواطن، وبرنامج التغذية المدرسية بالتعاون مع منظمة الغذاء العالمي الذي يصل لقرى كثيرة يهدف لعدم تسرب الطلاب من المدارس.

وأوضحت وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط أن برنامج “فرصة” بالتعاون مع البنك الدولي والذي يعد جزءا من برنامج تكافل وكرامة بالشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص يساهم في تشغيل الأسر الأكثر احتياجا، إلى جانب مشروع “نورة” برعاية السيدة الأولى مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ويركز على فئة من الفتيات في سن المراهقة.

وقالت وزيرة التعاون الدولي “إن المشروعات تتضمن مدارس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في 11 محافظة بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية والمستفيد منه من الفتيات نحو 44% وهو نوع متميز من المدارس، إلى جانب المدارس اليابانية بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتنمية والجامعة اليابانية، وكذلك مشروع تطوير التعليم قبل الجامعي بالتعاون مع البنك الدولي، وبرنامج التأمين الصحي الشامل بالتعاون مع البنك الدولي والوكالة اليابانية للتنمية والوكالة الفرنسية للتنمية”.

وأضافت أن هناك بعض المشروعات ضمن خطة الدولة لتنظيم الأسرة تنفذ بالشراكة مع مؤسسات دولية كالوكالة الأمريكية للتنمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان والاتحاد الأوروبي، وبالتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.

أما فيما يتعلق بمحور الأمن الغذائي، أكدت وزيرة التعاون الدولي أنه يتضمن مشروع استصلاح 400 ألف فدان ومشروع الأرض الزراعية المستدامة في صعيد مصر بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للزراعة.

وأوضحت أنه بعد تبعات الأزمة الروسية الأوكرانية كان هناك تدخلا سريعا مع الشركاء الدوليين لعدة مشروعات منها زيادة السعة التخزينية في الصوامع وتوريد القمح من الشركاء بتمويلات ميسرة وتعزيز الأمن الغذائي والصمود الاقتصادي في مواجهة تلك الأزمات.

وأشارت إلى أنه يتم تنفيذ العديد من المشروعات لتعزيز الإنتاجية والتوظيف كمشروع الاستثمار الزراعي ورفع مستوى المعيشة لصغار المزارعين في قرى عديدة من مصر، واللجنة المصرية السعودية المشتركة التي تمول الكثير من المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك البنوك كبنك التنمية الزراعي وبنك الصادرات التي تعد من البنوك الوسيطة في تلك العملية التمويلية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وقالت “إنه يتم دعم المشروعات النسائية بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية والحكومة الفرنسية لإتاحة الموارد والتسهيلات للنساء وهو ما يساهم في الإدماج المالي، وكذلك العديد من المشروعات مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية الخاصة من البذور إلى القطن ضمن الصناعات التحويلية المختلفة وتمكين الشباب منهم الوافدين إلى مصر وتعمل منظمة العمل الدولية في كثير من تلك المشروعات”.

أما في قطاع التجارة والصناعة، أوضحت الوزيرة أنه من خلال جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتمويلاته المختلفة يوفر كثير من الدعم للشباب المصري في المحافظات، إلى جانب البرامج العديدة في قطاع السياحة والآثار نظرا لأنه من القطاعات التي تتضمن تشغيل عال.

وحول الاستثمار في البنية التحية، قالت وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط، إن هناك مشروعات عديدة مثل محطة بنبان، يتم تمويلها بالشراكة مع القطاع الخاص ومن شركاء التنمية، حيث تم المزج بين التنمية والعمل المناخي وهو ما فعلته مصر في عام 2014، ومحطات رياح الزعفران وجبل الزيت، من خلال تمويلات ميسرة من شركاء كثر مثل ألمانيا واليابان والاتحاد الأوروبي، وأيضا توصيل الغاز إلى المنازل كان بالشراكة مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، والوكالة الفرنسية للتنمية.

وأضافت أنه في كل مشروع دائما المواطن هو محور الاهتمام وكل مشروع موثق بشكل تفصيلي، وهناك مشروعات برز اتحاد التنمية مع المناخ مثل محطة بحر البقر والمحسمة والجبل الأصفر.

وأشارت إلى أن هناك البرنامج الشامل لتمويل الإسكان الاجتماعي والذي يعتبر من أهم مشروعات البنك الدولي، للبنك نفسه لأن حجم المشروع الذي حصل في مصر لأنهم يتحدثون عنه في تقريرهم، وهناك ميزة أخرى في تلك المشروعات ليست فقط الجانب التمويلي والفني ولكن جانب الترويج الذي يحدث في المنصات الدولية.

وتابعت أن قناطر أسيوط الجديدة هو مشروع عظيم، يعتبر من المشروعات الرائدة في المحافظة، ومشروع خط المترو لربط القاهرة بأهرمات الجيزة، لتعزيز قطاع السياحة بالاشتراك مع الوكالة اليابانية للتنمية، وتطوير سكك حديد مصر عبر الشريك الكوري والبنك الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الأفريقي.

وأضافت أن مصر لها خصوصية في التنسيق بين شركاء التنمية، حيث نجد مشروعات كبيرة وأكثر من شريك يستطيع أن يعملوا جميعا معا، وهي لا تحدث في كثير من الدول، ولكن المشروع نفسه يتيح هذا التنسيق، والوزارات تكون واضحة جدا في رؤيتها من خلال الاستراتيجية الموضوعة والمتابعة لتنفيذ هذه المشروعات يحدث بوتيرة كبيرة جدا وسريعة ونستطيع أن ننسق الجهود بين الشركاء المختلفين.

وأشارت إلى أنه في سكك حديد مصر، استطاع الشريك الكوري من خلال وزارة النقل مع صندوق مصر السيادي ومنطقة قناة السويس وشركة مرك هو تمويل ميسر على 40 عاما، توطين الصناعة وليس فقط تنفيذ المشروع وهو هدف كبير جدا وأولوية للدولة المصرية.

ولفتت إلى أن مصر لديها ميناء جاف بمدينة السادس من أكتوبر يقوم بنفيذه القطاع الخاص مع القطاع الخاص الأجنبي بتمويل من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ومؤسسة التمويل الدولية وهو عمل مناخي مهم جدا.

وأكدت رانيا المشاط أن الدولة المصرية نفذت حزمة من مشروعات الأمن الغذائي على مستوى عالمي مع الشركاء الدوليين، مشيرة إلى تنفيذ برنامج فرصة بالتعاون مع البنك الدولي يساعد على الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ويوفر فرص عمل للأسر الأكثر احتياجا. 



وعقب ذلك شاهد الرئيس عبدالفتاح السيسي فيلما تسجيليا سلط الضوء على الجهود الوطنية في مجال الصناعة وجذب الاستثمارات الصناعية.

وأشار الفيلم إلى أن الدولة المصرية عملت على خطة متكاملة لنقلها من الاستهلاك إلى الإنتاج حيث تم زيادة المدن الصناعية وعملت على هذا الملف بكل طاقتها ووضعت حلولا للمشاكل وسخرت كل مواردها للوصول إلى الإنتاج منوها إلى أن إجمالي حجم المشروعات لقطاع الصناعة خلال التسع سنوات الماضية بلغت 128 مليار جنيه.

وتطرق إلى أن الدولة استطاعت تقديم حوافز للمصدرين وصلت إلى 56.5 مليار جنيه كما قررت إنشاء بنية تحتية للمصنعين الجدد على خلفية إنشاء 17 مجمعا صناعيا بإجمالي 5046 وحدة صناعية في 15 محافظة بتكلفة وصلت إلى 10 مليارات جنيه والانتهاء من تخصيص 4 مجمعات صناعية بنسبة 100% كما تم تطوير صناعات استراتيجية على غرار الغزل والنسيج من خلال إنشاء أكبر مصنع في العالم بالمحلة الكبرى وغيرها من الصناعات.

وتابع أن الدولة حاربت البيروقراطية وبدأت بتغيير كل القوانين والتراخيص الصناعية واهتمت بملف التدريب والتأهيل لكي تواكب التطور الذي حدث في كل المعدات والأجهزة.

واستعرض الفيلم التحديات التي واجهت الصناعة وأثرت عليها في إشارة إلى أزمة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية ومواجهة الدولة لتلك الأزمات.

ولفت إلى أن قطاع الصناعة في مصر يقوم بتشغيل 3.7 مليون عامل مبينا أن حجم الصادرات المصرية في 2022 بلغ 35.8 مليار دولار بزيادة 61.3% عن 2014.

 
وفي كلمته أكد وزير التجارة والصناعة المهندس أحمد سمير ، أن الدولة اتخذت إجراءات للتنمية الصناعية في ظل الأزمات "المركبة"، التي مر بها الاقتصاد العالمي.

واستعرض الوزير أهم مؤشرات الصناعة في عام 2014 مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغت 22 مليار دولار إجمالي صادرات عام 2014 مقابل 35.8 مليار دولار عام 2022، وكان المكون الصناعي ضمن الصادرات الصناعية 12.1 مقابل 22.2 خلال العام الماضي بنسبة زيادة 83.5%، فيما بلغ حجم الناتج الصناعي الإجمالي في عام 2014 حوالي 357 مليار جنيه مقابل تريليون و252 مليار جنيه العام الماضي، ونسبة النمو الحقيقي لقطاع الصناعات التحويلية في 2014 كان 4.7% في حين تضاعف إلى 9.75%.

وقال: "إن أهم مطالب المستثمرين والصناع - في عام 2014 - كانت توحيد جهات الولاية والتخصيص للأراضي الصناعية والتراخيص، ففي 2014 كان ترخيص الأراضي الصناعية يتم من قبل جهات متعددة، واليوم هناك لجنة مشتركة تجمع الجهات الأربعة وتم تحديد جهات الولاية للتراخيص الصناعية".

وأضاف أنه في عام 2014 كانت هناك 121 منطقة صناعية مقابل 147 منطقة صناعية حتى 2022، و5 مناطق صناعية زادت للمطورين; لتصبح 17 منطقة صناعية 22.9 مليون متر مربع.

وأكد وزير التجارة والصناعة أنه بتوجيه من الرئيس السيسي; للتيسير على صغار المستثمرين، تمت إقامة 17 مجمعا صناعيا في 15 محافظة، بتكلفة 10 مليارات جنيه و5 آلاف و46 وحدة صناعية توفر حوالي 48 ألف فرصة عمل مباشرة، كما تمت إقامة عدد من المناطق الصناعية المتخصصة مثل مدينة الجلود بالروبيكي ومدينة الأثاث بدمياط الجديدة ومدينة الرخام بالجلالة ومدينة الدواء بمنطقة الخانكة وافتتاح المرحلة الأولى من مجمع صناعات الغزل والنسيج بمنطقة الروبيكي.

وأكد وزير التجارة والصناعة أحمد سمير، أن جهود الحكومة المصرية في دعم الصناعة الوطنية خلال السنوات التسعة الماضية، تضمنت إعداد قائمة بـ 100 إجراء تحفيزي للنهوض بالصناعة المصرية وجذب المستثمرين، إضافة إلى تخريج 95 ألف عامل مؤهل لاحتياجات القطاع الصناعي، وإطلاق البرنامج القومي للتصنيع المحلي، إلى جانب أحد عوامل الدعم الأساسية التي كان يحتاجها المصنعين هي دعم الصادرات بالتنسيق مع وزارة المالية 56.7 مليار جنيه.

وأشار إلى أنه تم تحديث 4 آلاف و550 مواصفة; لتتواكب مع المواصفات العالمية، وجرى الاشتراك في عدد من المعارض الخارجية للترويج للصناعة، إلى جانب الشراكة الاقتصادية بين مصر والإمارات والأردن والبحرين في مجال الصناعة، وتحديث 122 معملا في الموانيء، وإجراء 7 اتفاقيات تجارية وتفعيل قانون المنتج المحلي، كما قامت الحكومة بالتجاوز عن 65% من غرامات وفوائد التأخير والضريبة الإضافية.

وأوضح أن الإجراءات تضمنت إعفاء 19 قطاعا صناعيا لمدة 3 سنوات من الضريبة العقارية، والفائدة 11%، كما شملت الإجراءات الإضافية لتحفيز الاستثمار الصناعي الرخصة الذهبية حيث تم إصدار 24 رخصة حتى الآن ويتم التوسع فيها.

ولفت الوزير إلى أن الأزمات المركبة التي مرت بالاقتصاد العالمي بدأ من أزمة جائحة كورونا ثم سلاسل الإمداد والتضخم وارتفاع أسعار المحروقات، لافتا إلى أن أزمة سلاسل الإمداد كانت هي الأهم، فلدينا أهداف بالوصول لحجم صادرات 100 مليار، في حين تأثرنا خلال الفترة الماضية من الأزمات المركبة التي تعتبر أزمات قادمة من الخارج لم يكن لنا يد بها.

وأكد أن الرؤية المستقبلية تضمنت تحليل أكثر المؤثرات على القطاع الصناعي، وكانت مستلزمات الإنتاج هي الأكثر تأثرا بالتضخم أو بعدم توفرها في سلاسل الإمداد، وكانت تلك مشكلة أساسية أثرت على نسبة النمو الصناعي.

وقال وزير التجارة والصناعة المهندس أحمد سمير إن خريطة العالم الصناعية في تغير مستمر، وهناك اقتصادات قائمة في دول تهاجر وتترك تلك الدول وتذهب إلى دول أخرى، وهناك نقل لبعض الصناعات وتوطينها في أماكن مختلفة، مشيرا إلى أن العالم يسعى إلى تطوير استراتيجيات جديدة للصناعة، وهناك دول غيرت استراتيجيتها أكثر من مرة للصناعة.

وأضاف الوزير  أن الدولة المصرية لكي تصل إلى إجمالي صادرات بقيمة 100 مليار، تحتاج المنافسة وقبها كيفية النفاذ إلى الأسواق، ومعها التحكم في جودة المنتج المصري، من ضمنها أن يكون لدينا مستلزمات الإنتاج.

وأكد الوزير أن الاستراتيجية الوطنية للصناعة; ستكون جاهزة قبل نهاية أكتوبر.. وقال: إن قطاع الصناعة يوزاي 20% من المكون الاقتصادي، متسائلا "هل سنصل إلى 20% من القوى العاملة، والمساهمة بالتصدير بماذا?، وما هي الصناعات التي نحتاج إليها، في ظل التحديات التي وضعتها الدول الأخرى بعد تغيير استراتيجيتها، ما أصبح - لدينا - حدودا على صادراتنا في مجالات عديدة?".

وحول مستلزمات الإنتاج، أوضح وزير التجارة والصناعة المهندس أحمد سمير، أنه تم تحديد الواردات على 4 سنوات متتابعة وتم تحديد 152 فرصة استثمارية، أغلبها مستلزمات إنتاج تدخل في الصناعة أو تكون مستلزمات إنتاج تدخل في الصناعات الغذائية للوصول إلى الأمن الغذائي حتى لا نتأثر بأي هزة جديدة عالمية تحدث، ومستلزمات إنتاج تخص التصنيع الدوائي.

ولفت إلى أن الـ 152 فرصة تم بنائها على 3 أشياء مستلزمات إنتاج ومستلزمات إنتاج للأمن الغذائي أو مستلزمات إنتاج لتحقيق الأمن الدوائي، موضحا أن مستلزمات الإنتاج التي أتحدث عنها هي عدم إحلال واردات، ولكن نحن نتحدث عن صناعات مستهدفة نحتاجها اليوم من أجل الحفاظ على وجود صناعة قوية وصناعة مستدامة لا تتأثر بالصدمات.

ونبه على أنه تم البدء في هذا المشروع عبر تخصيص 160 قطعة أرض مساحتها حوالي 1.25 مليون متر باستثمار 17 مليار جنيه، لعدد عمالة 26 ألف عامل، لتحقيق 9% من الهدف الأول، موضحا أن مجموعة الـ 152 فرصة هو حجم واردات بـ 25.7 مليار دولار تم اختيار 12 مليار دولار يعني حوالي 1.1 مليار دولار يتم توفيرها في الميزان التجاري.

واستعرض حجم الواردات المصرية للأدوية واللقاحات والأمصال بأنها تقدر بحوالي 4.1 مليون دولار، وللبوليمر واللدائن بحوالي 3.3 مليون دولار.

وقال وزير الصناعة: إن الرئيس السيسي وجه الحكومة في آخر اجتماع بعمل حزمة من الحوافز لهذه الصناعات عن طريق إعفائهم من الضرائب لخمس سنوات، و استرداد ثمن الأرض والرخصة الذهبية وعمل مساعدة لبناء المكان ويتم استرداد هذه الأموال، على حسب أهمية المشروع.

وأضاف أنه تم جمع من 6 وزارات احتياجاتها المستقبلية لمدة خمس سنوات التي من الممكن أن يقوم عليها صناعة من أجل التوطين وتم الانتهاء من مسودة القانون الإعفاءات وجرى تقديمه إلى مجلس الوزراء لتمهيد عرضه على مجلس النواب. 


وفي تعقيب للرئيس قال "إننا حين نتحدث عن أن إيراداتنا لابد أن تكون مساوية على الأقل لمصروفاتنا.. كان جزءا من هذا الحديث الاهتمام بالصناعة حيث إنها من الأولويات، لكن هل كانت الدولة وبنيتها الأساسية جاهزة لتنفيذ ذلك أم لا؟"، لافتا إلى أنه خلال عامي 2014 و2015 لم تكن البنية الأساسية للدولة جاهزة؛ لذلك فلم يكن لدينا طاقة غاز أو طاقة كهربائية متاحة لتلك المشروعات حتى تنطلق في الوقت الحالي.

وأضاف أنه كان لابد من تجهيز الدولة - كبنية أساسية - لإطلاق التنمية الصناعية وهو ما كان أملا، مشيرا إلى أن الدولة مستعدة لتقديم حوافز أكثر من المعلنة لدعم الصناعة، لأنها - في النهاية - ستفر "فاتورة دولارية" بقيمة 25 مليار دولار.

وأوضح الرئيس السيسي أنه "لو استطعنا أن نجذب القطاع الخاص - سواء المصري أو الأجنبي - ستنخفض (الفاتورة) ما سيؤدي إلى تخفيف الضغط على الدولار، لأن الإنفاق بالدولار يعد عبئا؛ فالدولة تدفع للمشتقات البترولية بالدولار وتبيعها بالجنيه، وكذلك مستلزمات الإنتاج والمواد الغذائية، لذلك لابد من أن يكون لدينا مبلغ بالدولار نضعه ولا ننتظر رجوعه مرة أخرى، ولكي يحدث ذلك لابد أن تكون الإيرادات من الدولار مساوية للإنفاق بالدولار أو يزيد". 


قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمد شاكر، إنه حدث تطور كبير في إنتاج الطاقة الكهربائية منذ عام 2014.

واستعرض الوزير، في كلمته خلال فعاليات جلسة الطاقة ضمن أعمال مؤتمر (حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز)، الذي انطلق، اليوم السبت، بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي – إنجازات الوزارة منذ عام 2014 وحتى الآن، وخطة الوزارة ورؤيتها المستقبلية خلال الفترة القادمة.

وأضاف أنه في 2014 وصل العجز في القدرات إلى أكثر من 6 آلاف ميجاوات، مشيراً إلى أنه كان هناك لقاءات كثيرة مع الرئيس في ذلك الوقت للتغلب على هذه المشكلة، واعتبار توفير الكهرباء مسألة أمن قومي.

وتابع أنه تم اتخاذ بعض الإجراءات السريعة لتوفير 3660 ميجاوات كخطة عاجلة وتم ذلك في غضون 8 أشهر ونصف فقط.

وأوضح أنه تم استكمال محطات لتوليد الكهرباء كانت تحت التنفيذ وقدراتها وصلت إلى 4250 ميجاوات وتم دخولها للخدمة، كما تم زيادة الطاقة المنتجة من بعض المحطات ووصلت الزيادة فيها إلى 1840 ميجاوات.

وأشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر، إلى أن هناك طلبا كبيرا من المستثمرين على الاستثمار في شبكات الطاقة المصرية لمعرفتهم بأنها من أقوى الشبكات في المنطقة خلال الوقت الحالي، مشيرا إلى قيامهم بعمل تحديث لأربعة مراكز التحكم في الشبكة القومية لنقل الكهرباء.

وأضاف شاكر، أن الرئيس أعطاهم توجيهات بتنفيذ شبكات بأرقى مستوى مثل أكبر دولة متقدمة، قائلا: “ننظر إلى أن تكون مصر مركزا محوريا للربط الكهرباء وربط الطاقة المتجددة ومتوقع نوصل لأكثر من كده هذا الوقت”، مشيرا إلى أن إجمالي استثمارات الشبكة الكهربائية الموحدة حتى الآن بلغ حوالي 116 مليار جنيه وتم إزالة كافة الاختناقات بالشبكة مما يسمح بتفريغ كامل قدرات محطات التوليد واستيعاب القدرات المضافة من مشروعات الطاقة المتجددة الجاري تنفيذها.

وتابع وزير الكهرباء أنه في عام 2014 كان إنتاج الطاقة الكهربائية يصل إلى 29 ألف ميجا وات، أما في عام 2023 وصلنا إلى 59 ألف ميجا وات” .. وأردف “اهتممنا بتطوير الشبكة القومية لنقل الطاقة الكهربائية”، مشيرا إلى أن الاهتمام الكبير بشبكة النقل كان ضروريا.

وتطرق الدكتور محمد شاكر إلى أنه تم خفض معدلات الفقد في شبكات النقل على الجهد الفائق والعالي لتعادل المعدلات العالمية، والتغذية الكهربائية للمشروعات الحكومية مثل العوينات وتوشكي والدلتا الجديدة وسيناء، وأيضا جاهزية الشبكة لمشروعات الربط الكهربائي مع دول كبرى، والشبكة الكهربائية المصرية من أقوى الشبكات الموجودة في المنطقة في الوقت الحالي، منوها إلى أنه يتم العمل على أن تصبح مصر لاعبا رئيسيا في مجال الهيدروجين الأخضر.

وحول الهيدروجين الأخضر، قال وزير الكهرباء إننا نعد استراتيجية للهيدروجين كما تمثل اهتمام الدولة بالهيدروجين الأخضر في تأسيس مجلس وطني للهيدروجين برئاسة رئيس الوزراء.

وأشار إلى أن الهيدروجين الأخضر موضوع يشترك فيه 4 جهات مختلفة، منها وزارة الكهرباء والبترول والصندوق السيادي والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

ولفت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر، إلى أنه تم تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مراكز التحكم في توزيع الكهرباء، مشيرا إلى أنه لم يكن لدينا أي مراكز توزيع للكهرباء من قبل على الإطلاق.

وأوضح شاكر أنه حتى الآن تم الانتهاء من 6 مراكز تحكم في توزيع الكهرباء، مشيرا إلى أن عدد مراكز التحكم في توزيع الكهرباء على مستوى الجمهورية بشكل عام سيصل إلى 18 مركز تقريبا.

وتطرق إلى أنه تم تعظيم مشاركة الطاقة المتجددة لتصل إلى 42% لعام 2030، وهناك 28 ألف ميجا وات طلبات للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، وسنبدأ بحوالي 7000 ميجا وات.

وتابع وزير الكهرباء إننا نتحدث عن 2.45% مشروعات إضافية وتحت الإنشاء، ولدينا عروض في مشروعات الطاقة المتجددة، وهذا يبين ثقة العالم في قدرة مصر سواء من الشبكات القوية أو الطاقة الشمسية والرياح.
وأوضح وزير الكهرباء أنه يجري إعداد دراسة دمج قدرات شبكات كهربائية تستوعب قدرات الطاقة المتجددة، تصل إلى 126 جيجا وات من الطاقة المتجددة سواء شمسية أو رياح وسنحصل على الدراسة النهائية في نهاية أكتوبر.


قال الرئيس عبدالفتاح السيسي تعقيبا على كلمة وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر،
خلال فعاليات جلسة الطاقة إن الدولة تبذل جهودا كبيرة في مشروعات الاستصلاح الزراعي؛ لكي تنتج وتدخل في الاقتصاد المصري، منبها إلى الحاجة لنحو 65 مليار جنيه؛ لتوصيل وتوزيع الكهرباء إلى أربعة مشروعات زراعية.

  وساق الرئيس السيسي مثالا بمشروع توشكى الذي يحتاج وحده نحو 10 مليارات جنيه لنقل وتوزيع الكهرباء، كما أن هناك مشروعات أخرى محتملة لمليون فدان أخرى تدرسها الدولة الآن .

  وأشار السيسي إلى أن وزير الكهرباء يتحدث عن 65 مليار جنيه لنقل وتوزيع الكهرباء إلى أربعة مشروعات، وجميعها مشروعات استصلاح زراعي بمساحات ما بين 3.5 إلى 4 ملايين فدان.

  ولفت إلى أن هناك 30 محطة رفع وتوزيع الكهرباء إلى الدلتا الجديدة.

  وأوضح الرئيس السيسي أن هناك دولا لديها 100 مليون فدان قابلة للزراعة، لكنها لا تزرع، لأنها بحاجة إلى بنية أساسية بمليارات الدولارات، غير أن الدولة المصرية كانت لديه القدرة وقامت بتأسيس البنية التحتية اللازمة.


أعلن وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس طارق الملا في كلمته
خلال الجلسة ، عن تحقيق إنجازات غير مسبوقة في القطاع خلال 9 أعوام، باستثمارات بلغت 1.2 تريليون جنيه، وذلك خلال الفترة من يوليو 2014 حتى يونيو 2023 .

وأضاف أنه جرى وضع استراتيجية لمواجهة أهم التحديات التي واجهت قطاع البترول قبل عام 2014، وهي "استراتيجية تطوير وتحديث قطاع البترول".. منوها بتوسع الدولة في مشروعات خدمة وتموين السيارات بالوقود والغاز الطبيعي .

وأوضح أنه جرى وضع رؤية وخطط لكل محاور "سلسلة القيمة" في قطاع البترول، وهي تحتوي على كل العناصر سواء عناصر الاستدامة، أو عناصر الأداء والتمكين، مما أسفر عن إنجازات مهمة خلال السنوات الماضية .

وأشار إلى أنه جرى طرح 12 مزايدة عالمية بخلاف التواصل والتعاقد مع كبرى الشركات العالمية، لتسريع العملية التنموية في الإنتاج.. مؤكدا -في الوقت نفسه أن وزارته تستهدف توسيع مناطق البحث والاستكشاف لزيادة الإنتاج .

ولفت الوزير إلى أن توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع قبرص واليونان والمملكة العربية السعودية، أسهم في الاستفادة من الثروات الطبيعية .


 قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن هناك ارتباطا مهما بين أداء ومشروعات وزارتي الكهرباء والبترول.

وأضاف السيسي - تعقيبا على كلمة وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، خلال جلسة الطاقة ضمن فعاليات مؤتمر (حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز) المقام بالعاصمة الإدارية اليوم السبت - أنه حال توقف الاستكشاف لمدة عام؛ لابد أن يكون له تأثير على هذا القطاع، كما أن قطاع البترول يرتبط ارتباطا وثيقا بقطاع الكهرباء وسيكون له تأثير كبير على الكهرباء.

ونبه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى خطورة عدم الاستقرار على الدول؛ حيث إنه يوقف إنتاج الغاز أو بالأحرى يتراجع.

وأضاف السيسي، أن بعض المستثمرين يفضلون وضع استثمارات بمليارات الدولارات في "دول التحكيم"، مشيرا إلى أن التحكيم ليس فقط للبترول وإنما للدولة كلها بعشرات المليارات من الدولارات، "لكن كان نهجنا آلا ندخل؛ ويكون كل هدفنا اللجوء إلى إجراءات التقاضي؛ لكي ننهيها بهذا المسار فقط، لكننا قلنا أن أفضل مسار معه أن نقلل كل قضايا التحكيم ونسويها".

واستذكر الرئيس السيسي، الأوضاع في عام 2011، عندما توقفت محطات الإسالة، بسبب مظاهرات اندلعت لكي لا تعمل، وهو ما قام به "أشرار"، بحجة "البيئة والتلوث"، ويوقفون المحطات؛ ما أدى إلى قيام "الشركة" باللجوء لـ "التحكيم علينا بمليار دولار"، في وقت كانت مصر فيه بحاجة ماسة إلى هذا المبلغ، وبعدها تنسحب "الشركة" وتفقد بعدها "قدرتك على الإنتاج"، في وقت أيضا يطلب من الدولة تلبية جميع الاحتياجات وتوفيرها، لتثقل كاهلها بمبالغ تضاف إلى المديونيات المتراكمة عليها نتيجة مبلغ "المليار دولار" في كل قضية تحكيم؛ وهي نتيجة طبيعية لأن الوطن حينها كان في فوضى.


ولفت الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنه عندما توقفت الشركات عن الاستثمار في قطاع الطاقة؛ تراجع الإنتاج وظهرت أزمة غاز وبوتاجاز ووقود في مصر خلال الأعوام 2011 و2012 و2013، وكان المصريون لا يعرفون سبب ذلك؛ غير أنهم يريدون فقط تزويد سياراتهم في المحطات.

وقال الرئيس السيسي إن الدولة عندما حينما كان عليها إعادت هذه الشركات مرة أخرى ليكون نستعيد الإنتاج أو تستورده الدولة من الخارج بكلفة دولارية، خاصة وأن "الاحتياطي" كان وقتها لا يكفي لجلب البترول اللازم آنذاك.

ونبه الرئيس، المصريين بضرورة إدراك أن "كل خطوة نقوم بعملها؛ لها فعل.. ولكل فعل رد فعل.. وهذه هي اللعبة التي تتم معنا؛ وهي كيفية خرابها".

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحاجة إلى العمل بمعدلات سريعة؛ لتعويض ما فقدته الدولة خلال الـ 50 عاما مضت.

ولفت إلى أن المنظومة العالمية الجديدة للكهرباء قائمة على نقل الكهرباء بين القارات.. متسائلا "هل كانت المنظومة المصرية للكهرباء قبل التطوير جاهزة لنقل الكهرباء بين القارات ".

وأشار إلى أن هناك 6 محطات جرى الانتهاء منها بتكلفة 5.4 مليار دولار، ويتبقى 12 أخرى بتكلفة حوالي 20 مليار دولار.

وأضاف أن العلاقة بين الاستقرار وعدم تواجد مشاكل داخل الدولة في طاقة أو كهرباء أو تعليم أو صحة هي "علاقة عميقة وأصيلة".

وتابع إن شركات البترول العالمية أحجمت عن العمل داخل مصر خلال جائحة كورونا، غير أنها بعد الجائحة وجدت أنها أخطأت في هذا القرار.

وأردف " نستخرج 1.7 مليون برميل مكافئ من الزيت والغاز يوميا.. المشكلة أن هذه الكمية لا تكفينا"، مشيرا إلى وزير البترول بين أن مصر تصدر ما قيمته 2.8 مليار دولار.

ولفت الرئيس السيسي إلى أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وأرجع ذلك إلى أن الأسعار الخاصة بالغاز تضاعفت، والدولة بحاجة إلى الدولار؛ لجلب البترول، "ويجب أن نتحمل ذلك ولن نستطيع أن نقوم بالاستدانة أكثر من ذلك". 

فعاليات اليوم الثاني الأحد : 1-10-2023


شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر "حكاية وطن.. بين الرؤية والانجاز"، بالعاصمة الإدارية الجديدة اليوم الأحد.
واستهلت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر بجلسة "المشروعات القومية والبنية التحتية"

حضر الفعاليات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة ، فضلا عن عدد كبير من ممثلي المجتمع المصري وأطيافه المختلفة والخبراء والمتخصصين في شتى المجالات.


استعرض الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تحديات التنمية العمرانية وسياسات التعامل معها، والوضع قبل عام 2014، وذلك خلال كلمته بجلسة "المشروعات القومية والبنية التحتية"، موضحاً أن تلك التحديات تتمثل فيما يلى، ضيق الحيز المكاني المعمور والنمو العشوائي علي الأراضي الزراعية، والفجوة بين العرض والطلب على الوحدات السكنية، والتكدس العمراني والسكاني وتدني مستويات جودة الحياة، والاختناقـات المروريـة وتداعياتها السلبية من التلوث والوقت المُهدر، وضعـف خدمات الإمداد بمياه الشـرب والصـرف الصحي
.

وبدأ الدكتور عاصم الجزار، في شرح تلك التحديات، واستعراض الوضع القائم قبل عام 2014، فالتحدى الأول، ضيق الحيز المكاني المعمور والنمو العشوائي علي الأراضي الزراعية، والمستهدف للتغلب عليه، زيادة المعمور المصري إلى 14 % من مساحة الجمهورية، وهو الهدف الأول للمخطط الاستراتيجي القومى للتنمية العمرانية "مصر 2052"، ففي عام 1985 كان تمركز العمران على 5.5 % من مساحة الجمهورية، يقطنها 50 مليون نسمة، ونسبة التحضر كانت 45 %، بينما في عام 2011، أصبح عدد السكان 89 مليون نسمة، يعيشون على 7 % من مساحة الجمهورية، وانخفضت نسبة التحضر إلى 42 %، كما تم إنشاء 23 مدينة جديدة على 3 أجيال زمنية، خلال 36 عاما حتي 2014، على مساحة 750 ألف فدان، واستوعبت تلك المدن 5 ملايين نسمة .

وأوضح وزير الإسكان، أنه خلال الفترة من 1985 : 2014، التهم الزحف العمرانى العشوائي على الأراضي الزراعية 490 ألف فدان، تم تحويلها إلى أراضٍ للبناء، بمعدل فقد 17 ألف فدان سنوياً من الأراضى الزراعية، متسائلاً.. ماذا لو استمر الزحف العمراني بدون تدخل أو إيجاد حلول بديلة؟! كان سيتم فقدان 150 ألف فدان من الأراضى الزراعية، تتجاوز قيمتها 225 مليار جنيه، هذا بخلاف 250 مليار جنيه، تكاليف إمداد مرافق وخدمات، وفقدان 130 ألف فرصة عمل مباشرة، و40 ألف فرصة عمل غير مباشرة .

وبيَّن الوزير، السياسات التي انتهجتها الدولة بتوجيهات الرئيس السيسى، لمواجهة ضيق المعمور المصري والنمو العشوائي على الأراضي الزراعية، والتي تمثلت في مسارين رئيسيين، وهما، إنشاء مراكز عمرانية جديدة لاستيعاب السكان والأنشطة الاقتصادية (مدن الجيل الرابع)، ورفع كفاءة مدن الأجيال السابقة، بجانب تطوير ورفع كفاءة البيئة العمرانية ووضع ضوابط للتحكم في النمو العمراني غير المخطط، مستشهدا بقول رائد الأعمال الهندى والرئيس التنفيذي لشركة DLF للعقارات، كوشال بال سينغ: "في التنمية العمرانية الحضرية يجب أن يكون تفكيرنا عظيما لأننا نفكر لعقود قادمة"، ولذا يجب أن نأخذ بمقتضيات العصر القادم لا العصر الراهن .

وأوضح الدكتور عاصم الجزار، أنه جار تنفيذ 24 مدينة جديدة "مدن الجيل الرابع"، تستوعب 32 مليون نسمة، موزعة كالتالى، 9 مدن بإقليم القاهرة الكبرى، و6 مدن بالوجه القبلي، و5 مدن بإقليم قناة السويس وسيناء، و4 مدن بالوجه البحرى، بالإضافة إلى 14 مدينة جارٍ تخطيطها للبدء في التنفيذ، وبلغ إجمالي الاستثمارات بالمدن الجديدة (الأجيال السابقة والجيل الرابع) في الفترة من 2014 : 2023، 1.3 تريليون جنيه، منها 975 مليار جنيه لإنشاء وتنمية مدن الجيل الرابع، بنسبة 75 % من الاستثمارات، و325 مليار جنيه لتطوير ورفع كفاءة مدن الأجيال السابقة، بنسبة 25 % من الاستثمارات .

واستعرض الوزير، تطور معـدل الإنفاق الاستثماري على المجتمعات العمرانية الجديدة، حيث بلغ إجمالي الإنفاق منذ عام 1978 وحتى عام 2023، تريليونا و364 مليار جنيه، منها 64 مليار جنيه خلال 36 عاماً (1978 : 2014)، أي بمعدل إنفاق سنوي 1.8 مليار جنيه، و1.3 تريليون جنيه، خلال 9 سنوات (2014 : 2023)، أي بمعدل إنفاق سنوي 144 مليار جنيه .

وتناول الدكتور عاصم الجزار، خريطة التنمية العمرانية 2023، حيث بلغت نسبة المعمور المصري المحقق في عام 2023، نحو 13.7 % من إجمالي مساحة الجمهورية، في حين كانت 7 % في عام 2014، وارتفعت نسبة التحضر إلى 48.5 %، وهذا مؤشر جيد لمستوى جودة الحياة، والتنمية الاقتصادية، لأن العمران الحضرى يُعزى إليه الجزء الأكبر من التنمية الاقتصادية على مستوى العالم، وكل دول العالم تهدف إلى زيادة نسبة التحضر، من أجل التنمية الاقتصادية، إضافة إلى مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتطوير الريف المصرى، والتي تساهم في زيادة نسبة التحضر، ضارباً بعض الأمثلة لانعكاس زيادة نسبة التحضر على جذب الاستثمارات للمناطق القائمة بعد تطويرها، وكذا انعكاسها على جذب الاستثمارات للمناطق الجديدة، وتنوع سياسات إتاحة الأراضي، حيث بلغت قيمة ما تم تخصيصه من أراض بالدولار من 2020 : 2023، 6.5 مليار جنيه، وبلغ عدد الطلبات لتخصيص الأراضى في 2023، 5122 طلباً، بمساحة 80 ألف فدان، في حين كان عدد الطلبات في 2014، 500 طلب، بمساحة لا تتجاوز 5 آلاف فدان، إضافة إلى تنمية مناطق ذات قيمة لم تشملها خطط التنمية السابقة، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس السيسى، مثل مشروع التجلى الأعظم فوق أرض السلام بمدينة سانت كاترين، لرفع عدد السائحين بالمدينة من 250 ألف سائح سنويا، إلى 1.5 مليون سائح سنويا، وتبلغ تكلفة المرحلة الأولى لمشروع تطوير مدينة سانت كاترين 10 مليارات جنيه .

وتابع وزير الإسكان، كلمته بالحديث عن التحدي الثاني، والمتمثل فى الفجوة بين العرض والطلب على الوحدات السكنية (البعد الكمي – البعد الكيفي)، فنحن نحتاج إلى 400 ألف وحدة سكنية سنوياً، بجانب عجز متراكم من السنوات السابقة وقدره 2 مليون وحدة سكنية، ومناطق عشوائية غير مخططة يقطنها 15 مليون نسمة، ولمواجهة كل هذا، تم وضع خطة طموحة لحل الفجوة الإسكانية بمؤشرات نجاح يمكن قياسها، أولها، تقليص الفجوة العددية بين العرض والطلب، حيث بلغ إجمالي الوحدات المنفذة خلال 36 عاما (1978 : 2014)، 1.6 مليون وحدة سكنية بـ(إسكان الشباب، والإسكان القومي)، بمعدل 45 ألف وحدة سكنية في السنة، وفى 9 سنوات (2014 : 2023)، تم تنفيذ 1.5 مليون وحدة سكنية بالمبادرة الرئاسية سكن كل المصريين، والإسكان الاجتماعى، بمعدل 167 ألف وحدة سكنية في السنة .

وأشار الوزير، إلى أنه في عام 2014، كان الاحتياج والعجز من الوحدات، 2.4 مليون وحدة سكنية، وما تم تحقيقه خلال 9 سنوات (2014 : 2023)، 1.5 مليون وحدة سكنية، يضاف إليها 100 ألف وحدة "الحصة العينية من مشروعات الشراكة مع القطاع الخاص"، بخلاف إتاحة 230 ألف قطعة أرض تعادل 1.1 مليون وحدة، فيكون إجمالي الوحدات التي تمت إتاحتها خلال 9 سنوات 2.7 مليون وحدة سكنية، بجانب الخطة المقترحة (2024 : 2030) للوصول إلى إتاحة 3.7 مليون وحدة سكنية، بجانب العمل على استغلال الوحدات الشاغرة والتي يصل عددها إلى 2 مليون وحدة سكنية .

وتابع الدكتور عاصم الجزار، بيان مؤشرات النجاح، حيث يتعلق المؤشر الثانى بالعدالة في التوزيع المكاني والنوعي للإسكان، ففي الفترة (1976 : 2014)، كانت 100 % من مشروعات الإسكان تتم بالمدن الجديدة لمحدوي الدخل فقط، ويتركز معظمها بإقليم القاهرة الكبرى، بينما في الفترة (2014 : 2023)، تم تنفيذ 26 % من الإسكان خارج المدن الجديدة، و81 % لمحدودي الدخل (الإسكان الاجتماعي – إسكان بديل العشوائيات)، وتغطى جميع محافظات الجمهورية، ويختص المؤشر الثالث بالقضاء على المناطق غير الآمنة وتوفير وحدات سكنية بديلة، حيث تم تطوير 357 منطقة غير آمنة، وتنفيذ 300 ألف وحدة سكن بديل، وتبلغ تكلفة الدعم الكلى للمناطق غير الآمنة 85 مليار جنيه، قيمة تكاليف الإنشاءات للسكن البديل لعدد 138 منطقة، بخلاف تطوير 219 منطقة، كما أن جميع الوحدات كاملة التأثيث، وهذه سابقة لم تحصل في العالم، ومشروع السكن البديل للمناطق غير الآمنة بجانب مشروع الإسكان الاجتماعى، من المشروعات التي تفتخر بها الأمم المتحدة، وحصل على أعلى جائزة في عام 2022 من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وتشمل مشروعات التطوير أيضا، التطوير الاجتماعي ورصد متطلبات واحتياجات المنتقلين للمناطق المطورة (مزيد من الأنشطة الاقتصادية المحلية صغيرة الحجم - إضافة لبعض الخدمات المجتمعية - تنمية وتحسين الجوانب الاجتماعية - الإدارة والمتابعة الجادة لمنع التعديات علي العمارات أو الفراغات السكنية) .

وأضاف وزير الإسكان، أن المؤشر الرابع من مؤشرات النجاح، يختص بزيادة الإقبـــال على مشروعــــات الإسكـــــان الاجتمــــــاعي، حيث بلغ عدد المتقدمين في الفترة (2014 : 2023)، 1.6 مليون مواطن (في عام 2014 كان عدد الطلبات 19 ألف طلب، وارتفع عدد الطلبات في عام 2023 إلى 295 ألف طلب)، وتم وجارٍ تخصيص 860 ألف وحدة، تبلغ تكلفة إنشاؤها 300 مليار جنيه، يضاف إليها دعم من الدولة ما يقرب من 35 % من تكاليف الإنشاءات (تكلفة الأرض - تكلفة المرافـــق - تعويضـــات المقاوليـــن - فـــروق الأسعـــار - دعم سعر فائدة التمويل العقاري)، موضحاً أن 63 % من الوحدات التي تم تخصيصها لشريحة الشباب في الفئة العمرية (21 – 40 سنة)، و70 % من هذه الوحدات، للعاملين بالقطاع الخاص والمهن الحرة، وهذا يمثل نقلة كبيرة في الحصول على وحدات الإسكان الاجتماعى وإتاحتها وفقاً لقانون يضمن لجميع المواطنين الحق في الحصول على الوحدة .

وأشار الوزير، إلى أن التحدى الثالث يتمثل في التكدس العمراني والسكاني وتدني مستويات جودة الحياة، وللتغلب على هذا التحدى، يتم تحسين جودة الحياة والارتقاء بالمناطق ذات القيمة، ويمكن قياس ذلك من خلال مؤشرات النجاح، أولها، زيادة مسطحات المناطق الخضراء داخل المدن الكبرى، مستعرضاَ نماذج من المشروعات لزيادة المسطحات الخضراء .

وأضاف، أن المؤشر الثانى، يتعلق بالارتقاء بالمناطق حول ضفاف النيل والشواطئ لجميع المصريين، ويبلغ طول ممشى أهل مصر بالقاهرة، 10 كم، تم تشغيل 1.8 كم منها، وهناك 5.8 كم جاهزة للافتتاح والتشغيل، هذا بجانب ممشى المنصورة الجديدة، وأسوان الجديدة، والعلمين الجديدة، في حين يختص المؤشر الثاثث، بتطوير المناطق التاريخية وذات القيمة، حيث بلغت تكلفة تطوير المناطق التاريخية "القاهرة الخديوية والفاطمية"، 10 مليارات جنيه، لمشروعات (حديقة الأزبكية - ميدان التحرير – مرحلة واحدة من تطوير كورنيش النيل)، هذا بخلاف العديد من المشروعات الأخرى مثل تطوير مسجد عمرو بن العاص، ومساجد آل البيت، وغيرها، وكل هذه المشروعات لم تكن تؤخذ في الحسبان من قبل في خريطة التنمية العمرانية .

وأوضح الدكتور عاصم الجزار، أن التحدي الرابع يتعلق بالاختناقـات المروريـة وتداعياتها السلبية من التلـوث والوقت المهدر، حيث تبلغ قيمة الإهدار نتيجة زحام القاهرة الكبري (2014)، 8 مليارات دولار سنويا، وإذا استمر الوضع بدون تدخل، ستكون قيمة الإهدار بحلول عام 2030، 18 مليار دولار سنويا، طبقاً لدراسة البنك الدولي عام 2014، مستعرضاً شبكـــة الطـــرق القوميـــة والرئيسيـــة بالجمهوريـــة (المحــاور العرضـــية - المحــاور الطوليــــة)، وبلغت أطوال مشروعات الطرق بالمحافظات (إنشاء طرق جديدة – رفع كفاءة طرق قائمة) 5800 كم طولى، وفى المدن الجديدة، 9500 كم طولى، بزيادة 110 % من إجمالي الشبكة بالمدن الجديدة، إضافة إلى 80 كوبري آليات ومشاة وأنفاق سيارات .

وأشار وزير الإسكان، إلى أن التحـدي الخامس، يتمثل في ضعـف خدمات الإمداد بميــاه الشرب والصرف الصحي، حيث ارتفعت نسبة التغطية بخدمات مياه الشرب على مستوى الجمهورية من 97 % عام 2014 مع أطوال شبكات 148 ألف كم، إلى 98.7 % عام 2023 مع أطوال شبكات 180 ألف كم، وتم تنفيذ 554 مشروعاً لمياه الشرب بتكلفة 138 مليار جنيه، إضافة إلى تجديد وإحلال الشبكات، وتقليل الفاقد، وزيادة الضغوط بالشبكة، ورفع كفاءة الخدمة، بينما ارتفعت نسبة التغطية بخدمات الصرف الصحى على مستوى الجمهورية من 50 % عام 2014 مع أطوال شبكات 42 ألف كم، إلى 67 % عام 2023 مع أطوال شبكات 55 ألف كم، وتم تنفيذ 1674 مشروعا للصرف الصحى بتكلفة 177 مليار جنيه، كما ارتفعت نسبة التغطية بخدمات الصرف الصحى بالمناطق الريفية بالجمهورية من 12 % عام 2014، إلى 43 % عام 2023، بخلاف ما يتم إنجازه بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة لتطوير الريف المصرى، حيث سترتفع نسبة التغطية بالمناطق الريفية إلى 60 % بنهاية المرحلة الأولى من المبادرة .

وأضاف: تم تغيير سياسة التخلص الآمن من مياه الصرف الصحى، إلى إعادة الاستخدام، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس السيسى، من أجل تعظيم الاستفادة من كل قطرة مياه، بجانب تحسين ورفع كفاءة محطات تحلية المياه، حيث ارتفعت أعداد محطات التحلية من 36 محطة عام 2014، بطاقة 84 ألف م3/يوم، إلى 99 محطة عام 2023، بطاقة 1.2 مليون م3/يوم، وجارٍ تنفيذ عدد آخر من المحطات، لتصل إلى 110 محطات عام 2025، بطاقة 1.44 مليون م3/يوم، ومن المخطط إضافة 3.4 مليون م3/يوم خلال الخطة الخمسية حتي عام 2030، ضمن استراتيجية التحلية حتى عام 2050 لإنتاج 9 ملايين م3 يوميا، مقسمة على 6 خطط خمسية .

وأكد الدكتور عاصم الجزار، أن إجمالي الاستثمارات بمشروعات الإسكان والمرافق والمجتمعات الجديدة خلال 9 سنوات منذ عام 2014 وحتى عام 2023، تجاوز 2 تريليون جنيه، منها 1.3 تريليون جنيه بما نسبته 65 %، لتنمية ورفع كفاءة المدن الجديدة، و700 مليار جنيه بما نسبته 35 %، لتطوير وتحسين ورفع كفاءة العمران القائم .

واختتم وزير الإسكان، كلمته باستعراض المردود الاقتصادي للمشروعات القومية "عوائد التنمية"، حيث شارك القطاع الخاص (1420 مقاولا وشركة خاصة) في تنفيذ المشروعات القومية (مشروعات الإسكان والمرافق)، وعددها 17500 مشروع " أوامر الإسناد" بتكلفة إنشائية 2 تريليون جنيه، وفرت تلك المشروعات 6.5 مليون فرصة عمل (2.9 مليون فرصة عمل مباشرة – 3.6 مليون فرصة عمل غير مباشرة)، إضافة إلى رواج الأنشطة الصناعية والتجارية المرتبطة بقطاع التشييد والبناء، حيث بلغت الكميات المستخدمة في أعمال البناء، 5.5 مليون طن من الحديد، و20 مليون طن من الأسمنت، و96 مليون م2 من السيراميك، و3.5 مليون طن من الأدوات الصحية، و11 ألف جهاز تكييف، و25 مليون باب وشباك، و30 ألف مصعد .

وأضاف الوزير، أن الدولة تنفذ مشروعات بالشراكة مع القطاع الخاص (76 مطورا) على مساحة حوالى 16 ألف فدان، بقيمة استثمارات بلغت 1.1 تريليون جنيه، حصة الدولة منها 311 مليار جنيه، وتوفر تلك المشروعات نحو 310 آلاف فرصة عمل، وتتوزع تلك المشروعات كما يلى، 8 مشروعات ذات مساحات كبيرة (أكبر من 400 فدان)، و15 مشروعا بمساحات أقل من 400 فدان، و53 مشروعاً (شركة صواري)، ويتراوح المدى الزمني والتسهيلات من 5 : 15 سنة للمشروعات ذات المساحات الكبيرة، مشيراً إلى مشروعــات التنمية الصناعية بالمدن الجديدة، حيث تحتوى 21 مدينة جديدة على مناطق صناعية قائمة، وتبلغ إجمالي مساحة المناطق الصناعية، 80 ألف فدان، وإجمالي رخص البناء والتشغيل في الفترة (2014 – 2023)، 35 ألف رخصة بناء .

وأكد الدكتور عاصم الجزار، أن المخطط الاستراتيجي القومى للتنمية العمرانية كان من الممكن أن يبقى حلما، كالمخططات السابقة، لولا، تبنى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لهذا المخطط، حيث وضع له جدولا زمنيا مضغوطا، ووفر له من السياسات والقرارات ما وفر التمويل المناسب والمستدام، وحول الحلم لخطة قابلة للتنفيذ . 


أعلن وزير النقل كامل الوزير أن تكلفة خطة تحديث وتطوير عناصر منظومة النقل في كافة القطاعات تبلغ 2 تريليون جنيه في الفترة من يونيو 2014 وحتى يوليو 2024.

وقال وزير النقل - خلال جلسة "المشروعات القومية والبنية التحتية"، أن خطة التطوير والتحديث تشمل كافة القطاعات سواء الطرق والكباري أو السكك الحديدية أو الإنفاق والجر الكهربائي، والموانئ البحرية والبرية والجافة والمناطق اللوجيستية والنقل النهري.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تصل تكلفة تطوير عناصر منظومة النقل في 3 تريليونات جنيه في عام 2030.

وقال وزير النقل، إنه تم تطوير 33 ورشة لصيانة عربات السكة الحديد والنقل وتم إنشاء 5 ورش جديدة لتقديم أعمال الصيانة للمركبات والقطارات.

وأوضح وزير النقل أن الوزارة كانت حريصة على تنمية العنصر البشري عن طريق اقتناء عناصر جديدة للتأهيل للعمل في السكة الحديد والأنفاق، مشيرا إلى أنه تم تحويل مدرسة صناعية في وردان بالتعاون مع وزارة التعليم العالي إلى المعهد العالي لتكنولوجيا النقل بنظام الأربع سنوات.

وأكد أن الهدف من ذلك هو إعداد جيل قادر على التعامل مع تكنولوجيا النقل وأنها ستكون نواة لأكاديمية النقل الجاري إنشاؤها الآن، موضحا أن هناك برنامج تدريب للعاملين في الشركات التي نستورد منها المعدات وأن هناك هدف لتوطين صناعة السكة الحديد داخل مصر.

وأضاف أنه لأول مرة يتم إنشاء مصنع لقضبان السكة الحديد والهدف منه إنتاج كافة قطع الغيار اللازمة للسكة الحديد، مشيرا إلى أنه بالتعاون مع الشركات العالمية سيتم الانتهاء من 15 مصنع لإنتاج مهمات وقطع غيار ووحدات متحركة للسكة الحديد.

وأكد الوزير على أنه في عام 2024 لن يتم استيراد أي وحدات متحركة من الخارج وأنه بمجرد الانتهاء من العقود السارية لن يتم استيراد أي قطع غيار أو وحدات متحركة، وسيتم تصدير الفائض من الاستهلاك المحلي.

وقال وزير النقل إنه بالنسبة للمحور الثاني وهو المترو والقطار الكهربائي، ففي 2014 كان لدينا خطين للمترو ومرحلة من الخط الثالث باجمالي 64 محطة تقوم بنقل 80.5 مليون راكب سنويا، وتم صرف 1 تريليون و100 مليار جنيه حتى 2023، واليوم أصبح لدينا 3 خطوط كاملة للمترو وخط قطار كهربائي بإجمالي 123 محطة و220 قطارا.

وأضاف الوزير أنه من المخطط أن يتم في 2030 صرف 400 مليار لتكملة المشروعات التي يتم تنفيذها وسيكون لدينا 5 خطوط للمترو والقطار الكهربائي و2 خط للمونوريل وشبكة قطار سريع ومترو الإسكندرية وترام الرمل بالإجمالي محطات 334 محطة و672 قطارا .

وتابع الوزير أنه تم تجديد الوحدات المتحركة للخطوط المترو الأول والثاني وتوريد 62 قطارا جديدا للخطين وإعادة تأهيل 35 قطارا للخط الثاني، ومن المخطط إعادة وتأهيل الخطين كبنية أساسية ومحطات وسكك وإشارات وتم التعاقد لتنفيذ ذلك، مشيرا إلى أنه بالنسبة للخط الثالث سيصل في نهاية نوفمبر القادم إلى الطريق الدائري وروض الفرج وجامعة القاهرة بإجمالي عدد ركاب 1.5 مليون راكب يوميا والخط الرابع والذي يعمل عليه 5 شركات مصرية وطنية سيصل إلى القاهرة الجديدة ومدينة الرحاب بإجمالي عدد ركاب 1.5 مليون راكب يوميا، منوها بأنه تم تطوير رش خطوط المترو.

وقال وزير النقل إن القطار الكهربائي الخفيف يعد أنسب وسيلة مواصلات نقل جماعي لمساره لأنه يربط القاهرة والتجمعات العمرانية الجديدة بالعاصمة الإدارية الجديدة وسيمتد جنوبا لربط القيادة الاستراتيجية للقوات المسلحة ثم المدينة الرياضية العالمية مع القطار السريع في جنوب السخنة ثم سيمتد شمالا إلى العاشر من رمضان.

وأضاف أن مونوريل شرق وغرب النيل سيتم التشغيل التجريبي لشرق النيل في نوفمبر القادم، وسيتم تشغيله للركاب في أبريل 2024 وبعد ذلك بستة أشهر سيتم تشغيل غرب النيل وسينقل 500 ألف راكب يوميا.

وقال وزير النقل كامل الوزير أنه بالنسبة لمحور النقل الجماعي "كنا في السابق نقوم بإنشاء التجمع العمراني ثم نبحث بعد ذلك على وسيلة مواصلات له والآن نقوم بتنفيذ التجمع العمراني وننفذ معها وسيلة المواصلات، مشيرا إلى أن البنك الدولي قال إن مصر تخسر 8 مليارات دولار سنويا نتيجة الزحام وتكدس الشوارع، لذلك قمنا بتطوير مشروع النقل الجماعي حتي يتم تقليل التكدس والزحام.

وأضاف الوزير أنه في إطار خطتنا لأن تكون مصر مركز تجارة عالمي ولوجستيات ، قمنا بتنفيذ شبكة من القطار الكهربائي السريع 3 خطوط لربط كل أنحاء الجمهورية.

واستعرض الوزير مشروعات الهيئة القومية للأنفاق 2030 والتي تم البدء في تنفيذها ومنها مترو الإسكندرية بإجمالي عدد ركاب 2 مليون راكب يوميا، وترام الرمل بإجمالي عدد ركاب 2 مليون راكب يوميا أيضا والخط السادس لمترو الأنفاق والذي تم تأجيل البدء في تنفيذه حتى يتم إنشاء مصنع الوحدات المتحركة والأنظمة في برج العرب.

وفيما يخص مشروعات الطرق والكباري قال وزير النقل، إنه في عام 2014 كان هناك 23500 كيلو متر شبكة رئيسية للطرق، و38 كوبري على النيل، و1500 كوبري أو نفق للربط بين الطرق وبعضها و125 ألف كيلو متر طرق محلية.

وأضاف أنه خلال عام 2023 بعد صرف 530 مليار جنيه تم إنشاء 7000 كيلو متر طرق رئيسية جديدة، ليصل طول الشبكة إلى 30500 كيلو متر طولي وتطوير 10 آلاف كيلو متر من الشبكة الحالية.

وأشار إلى أنه تم إنشاء 13 محورا جديدا، ليصبح الإجمالي 51 محورا، كما تم إنشاء 935 كوبري ليصل الإجمالي إلى 2435 كوبري، وتم رفع كفاءة 41 ألف كيلو من أصل 125 ألف كيلو طرق محلية. وأوضح أنه من المخطط في 2030 صرف 300 مليار جنيه لتصل شبكة الطرق إلى 3000 كيلو متر طرق جديدة، ليصل طول الشبكة إلى 33500 كيلو متر .

وقال وزير النقل، إنه تم إنشاء خلال العام الماضي 28 كوبري بهدف القضاء على التقاطعات السطحية والمزلقانات الخطرة في كافة أنحاء الجمهورية. وأضاف الوزير أن هناك خطة لإنشاء من 13 إلى 14 كوبري سنويا للقضاء على كافة المزلقانات الخطرة، مشيرا إلى أنه تم حل المسألة المرورية على الطرق الرئيسية.

وأوضح أنه تم تطوير طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي بالكامل ورفع كفاءته وتجديد كل الكباري المقامة عليه، مشيرا إلى أنه تم تطوير كافة الطرق الموجودة في القرى التي دخلت ضمن المرحلة الأولى من حياة كريمة وجعلها طرق أسفلتية وتم ربط كافة القرى بالمركز والقرى الأخرى بطرق جيدة.

وتحدث الوزير عن تطوير المعدات والتقنيات الحديثة الخاصة بإصلاح الطرق وتطويرها وكيف أنجزت الوقت وساهمت في مضاعفة تطوير الطرق، مشيرا إلى أن الدولة الآن تمتلك 56 مجموعة لتدوير طبقات الرصف و3 مجموعات لاستعادة كفاءة الأسفلت.

 


وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة بضرورة الانتهاء من مشروعات التطوير في الموانئ والسكك الحديدية والطرق في موعد غايته عام 2025.

وقال الرئيس السيسي - في مداخلة ردا على كلمتي وزيري الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الدكتور عاصم الجزار والنقل كامل الوزير خلال جلسة "المشروعات القومية والبنية التحتية" "نتحدث عن الانتهاء من ميناء الإسكندرية والموانئ الأخرى ومشروعات تطوير السكك الحديدية والطرق في 2025 وليس في 2030".

ولفت إلى أن ما عرضه وزيرا النقل والإسكان يعكس جهودا كبيرة وإرادة لتغيير الواقع إلى الأفضل، والحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي تحملت ضغوطا كبيرة وهائلة، وقال: "رئيس الوزراء يتابع ما يحدث على مدار الساعة ويتحمل الضغوط، وأنا هنا لا أجامله فمشروعات الإسكان بدأت معه كوزير إسكان في ظل ظروف صعبة وليس هناك مخرج منها سوى من خلال الأفكار". 


ونبه الرئيس السيسي إلى أن البناء دائمًا أصعب من الهدم، وقال: "يجب سد أي ثغرة يمكن أن تستخدمها الجهات التي تحرك نظم الحرب الحديثة لهدم الدول، فالحرب الحديثة لا تعتمد على الهجوم المباشر من الخارج لأن ذلك له تبعات ضخمة جدًا"، مؤكدًا أن ما تنفذه الدولة المصرية يستهدف حماية الأمن القومي، رغم ما تتحمله من تكلفة في ظل ظروف صعبة.

ولفت الرئيس إلى أن الدولة تحركت في مجال الإسكان البديل للمناطق العشوائية، بتكلفة بلغت حوالي 85 مليار جنيه من أجل توفير مسكن لائق ومؤثث وحياة كريمة للأسر التي تسكن في المناطق العشوائية الخطرة.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن الحكومة أنفقت 10 تريليونات جنيه على المشروعات فقط، نظرًا لأن الشركات المصرية هي التي نفذت تلك المشروعات باستثمارات كانت يمكن أن تكون أكبر لو نفذتها شركات أجنبية، واستدرك قائلًا :"لو كانت شركات أجنبية هي من نفذت هذه المشروعات كانت التكلفة ستصل إلى 30 تريليون جنيه". 



وأضاف أن رقم الـ 10 تريليونات جنيه الذي طرحه رئيس الوزراء يعادل اليوم ما قيمته 300 مليار دولار أمريكي، وعلى أسعار الماضي 600 مليار دولار.. مشيرًا إلى أن كأس العالم لكرة القدم الذي استضافته دولة قطر العام الماضي تكلف 300 مليار دولار، وآنذاك هاجم الإعلاميون في مصر حجم الإنفاق على المشروعات، فيما اعتبرت قطر البطولة فرصة للإنفاق والتحول من حالة إلى حالة أخرى.. بينما اعتبر إعلاميون ما أنفقته الدولة بأنه إهدار لـ 300 مليار دولار وسألتهم لماذا تقولون ذلك؟.. هذه الأرقام تم إنفاقها على دولة لكي تجهز نفسها ليس للكأس ولكن لكي تتقدم وتستفيد من إمكانياتها في بناء قدراتها في البنية التحتية من صرف صحي وكهرباء وموانئ ومطارات ومشروعات أخرى، ومن الأولى فهم ما يتم عمله في إطار من الوعي والصدق هو الأهم.

وقال الرئيس السيسي إن شركات مصرية هي من نفذت تلك المشروعات بالكامل، وفيما يتعلق بمشروعات مترو الأنفاق طلبنا استيراد الماكينات من ألمانيا بينما تقوم الشركات المنفذة لأنفاق قناة السويس بحفر مشروعات مترو الأنفاق.

ونوه الرئيس إلى أن مشروعات السكك الحديدية ومترو الأنفاق أرصدة وأصول لمصر، وقال "إن تنفيذ هذه المشروعات خفض سعر التذكرة مقارنة بسعر التذكرة المتوقع حال تنفيذ مستثمرين أجانب للمشروعات"، وتابع: "لازم الناس كلها تعرف أن كل هذه عبارة عن قرض، والجانب الجميل هنا عدم رفع سعر التذكرة، عندما طلب وزير النقل 25 مليار جنيه لرفع كفاءة مترو حلوان، كان المترو لا ينتج تكلفة تشغيله وليس تكلفة إصلاحه أو إحلاله، وأن هذه النقطة كانت محل نقاش وخوف من المسئولين والحكومة، والأهم كان استمرار المشروع وأن يكون تشغيله اقتصاديًا".

ووجه الرئيس السيسي، وزير الخارجية سامح شكري بتقديم التقارير للمواطنين التي تثبت أن الدول الإفريقية لا تقدم دعمًا لمواطنيها على البترول والكهرباء وغيرها من الخدمات.

كما وجه الرئيس، البرلمان بضرورة تشريع قانون يغير ثقافة الخوف السائدة من فقدان مالك العقار للوحدة السكنية وبالتالي يجعلها شاغرة أفضل من تأجيرها.. وقال الرئيس: "ما لم يكن هناك قانون يعمل على نسيان المواطنين لثقافة الخوف على الوحدة السكنية ستظل هذه الفكرة غير قابلة للنجاح لأنه تشكلت لدى المواطن ثقافة خلال السنوات الماضية وهي الخوف على الوحدة السكنية لأن القوانين كانت تقف دائما عقبة ما بين إحساس بالاطمئنان الشديد لصاحب الشقة أو الوحدة المؤجرة وبالتالي يفضل عدم بيعها أو إغلاقها".

وتابع الرئيس :" وأقول لكم ولأعضاء البرلمان ما لم يكن هناك قانون بشأن الوحدات الشاغرة يعمل على تجاوز ثقافة الخوف على الوحدة السكنية ستظل هذه الفكرة غير قابلة للنجاح.. فالمالك يقول أحصل على إيجار 500 أو 1000 جنيه في الشهر لمدة سنة ولو لم يدفع المستأجر، وإذا أردت استعادة الوحدة السكنية لا أستطيع؛ لذلك أتركها مغلقة أفضل.. وما لم يكن هناك قانون قوي حاسم سريع لهذا الموضوع سنفقد مليوني وحدة شاغرة حاليًا".

وأكد ضرورة حل مشكلة الوحدات السكنية القديمة، وقال: "هناك نقاش بين المالك والمستأجر في الإيجارات القديمة، فالمستأجر يقول هذه مكتسبات، لكن في الواقع من حصل على هذه المكتسبات مات ويستفيد منها أحفادهم حاليًا.. نتحدث عن كتلة سكانية منذ سنة 1962 والمستأجر استفاد آنذاك من هذه العلاقة لكن لا يجب أن يستمر هذه الوضع مدى الحياة".

ونبه الرئيس إلى أن تأخير حل هذه القضية تسبب في خسائر كبيرة، وقال: "إن النقاش الذي تم في البرلمان أو في حوارات على الشاشات شكل عقبة حقيقية أمام استغلال أصول تمنها تريليون جنيه". 


شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي فعاليات جلسة“التحول الرقمي والأمن الغذائي” 
مساء  الأحد 1-10-2023 ، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر “حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز”

وحضر الفعاليات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، فضلا عن عدد كبير من ممثلي المجتمع المصري وأطيافه المختلفة والخبراء والمتخصصين في شتى المجالات.


وبدأت الجلسة ، بعرض فيلم تسجيلي عن الإنجازات التي تحققت في قطاع الزراعة والاستخدام الأمثل للمياه ومعالجتها
، وكذلك إعادة هيكلة مليون ونصف المليون فدان في الريف المصري، فضلا عن الوصول إلى 9 ملايين و 700 ألف فدان مقابل 8 ملايين فدان في عام 2014.


وأوضح وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير – خلال كلمته في فعاليات الجلسة
  أن حجم الاستثمار العام في قطاع الزراعة عام 2022 بلغ 38 مليار جنيه مقارنة بـ 5 مليارات جنيه عام 2014، كما تم استنباط 150 صنفا جديدا عالي الانتاجية مثل محاصيل القمح والأرز والذرة، بالإضافة إلى استنباط 30 صنفا لأهم محاصيل الخضر وكذلك المشروع القومي للصوامع والذي نتج عنه زيادة في السعة التخزينية لصوامع القمح.

كما أكد السيد القصير أن العالم لمس مؤخرا الدور المحوري الذي يلعبه قطاع الزراعة في منظومة الأمن الغذائي خاصة بعد ما تخطى تأثير إتاحة الغذاء البعد الاقتصادي والاجتماعي إلى البعد السياسي والأمن القومي.

وقال القصير إن الدولة المصرية كانت قد أولت اهتماما كبيرا بهذا القطاع من خلال دعم الرئيس السيسي لهذا القطاع والتوجيه دائما باتخاذ العديد من الإجراءات الاستباقية لدعم قطاع الزراعة.

واستعرض وزير الزراعة ملامح الدعم والإنجازات التي شهدها هذا القطاع وذلك من خلال بناء أنظمة زراعية وغذائية مستدامة أكثر صمودا وشمولا.. مبينا أن هذا الأمر سمح بتوفير احتياجات الشعب المصري من المنتجات الغذائية الزراعية في فترات عجزت فيها الكثير من الدول ومنها المتقدمة عن تحقيق هذه الهدف وفرضت بعضها سياسيات تقييد لصادراتها من السلع الزراعية، مؤكدا أن هذا كله إيمانا من الرئيس السيسي بأن لكل مواطن على أرض هذا الوطن العظيم الحق في الحصول على احتياجاته من الغذاء الآمن والصحي والمستدام. 


قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الدولة المصرية تستهدف استصلاح  460 ألف فدان في سيناء إلى جانب إحياء مشروعات الزراعة في الريف المصري.

وأضاف الرئيس السيسي بالقول: نخطط خلال عام ونصف إلى عامين دخول أربعة ملايين فدان للإنتاج، لافتًا إلى أن استصلاح  4 ملايين فدان للرقعة الزراعية توفر نحو 8 ملايين فرصة عمل.

وأكد أن عملية تسويق المشروعات التي تقوم الدولة بها تحتاج إلى مجهود، متابعا: نقول للناس ثقوا في أنفسكم، هناك أمل لأنكم أصحاب الأمل.

وأكد الرئيس ، أنه تم تنفيذ برنامج خاص لقطاع الزراعة يعمل على زراعة كميات كبيرة لمحصول القصب مقابل استخدام أقل للمياه.

وفي تعقيب للرئيس السيسي خلال كلمة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير.. قال سيادته إن هناك 350 ألف فدان من القصب يتم زراعتها في الصعيد بكميات مياه ضخمة جدا، مبينا في الوقت ذاته أن البرنامج الذي تم وضعه كان بغرض "الشتل" وعمل ري بالتنقيط.

 ووجه الرئيس السيسي حديثه إلى وزير الزراعة قائلا "إن هذا المؤتمر يمثل فرصة لمخاطبة المواطنين في الصعيد، لكي نخبرهم أن الـ 350 ألف فدان الذي يتم زراعتها بطريقتهم تستهلك كميات كبيرة من المياه يمكن تزرع ما بين 800 ألف فدان ومليون فدان".

 وأضاف قائلا "أن الهدف من هذا البرنامج هو أن يتم الري بالتنقيط حتى يتم في النهاية زراعة الـ 350 ألف فدان من القصب لحصد كميات تساوي من 700 إلى 800 ألف فدان؛ ثم أوفر المياه".

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن العمل على إزالة التعديات وأعمال التكريك في البحيرات بمساحة 250 ألف فدان استغرق 5 سنوات .

وأضاف الرئيس السيسي "أن البحيرات عبارة عن مزارع سمكية طبيعية"، لافتا إلى أنه في حال تم تنظيم الصيد في بحيرات المنزلة والبردويل والبرلس وإدكو وناصر سيتم زيادة الإنتاج السمكي .

وأكد على ضرورة الوعي بمعنى بحيرة نقية يتم تنظيم الصيد فيها ولا يسمح بوسائل ممنوعة في الصيد، فضلا عن إيقاف الصيد خلال الفترات المحددة والالتزام بهذا الأمر .

ووجه الرئيس السيسي بإعطاء الصيادين دعما مؤقتا خلال فترة إغلاق البحيرة بالكامل، وذلك بهدف زيادة الإنتاج والالتزام بالراحة البيولوجية.. موضحا أنه في حال الالتزام بهذا الأمر سيتضاعف ما يتم صيده من البحيرة .

وأشار إلى أنه لم يتم الاستعانة بشركات أجنبية في أعمال التكريك بالبحيرات توفيرا للتكاليف.. مبنيا أن بحيرة ناصر والتي كانت في السابق يتم استخراج منها 70 و80 ألف طن من الأسماك، أصبحت لا يتم استخراج منها هذه الكمية، موضحا أن بحيرة ناصر بها 40 ألف صياد، وإذا أصبح إنتاجهم جيد سيكون لهم عائد مادي جيد، كما سيكون للدولة إنتاج من الأسماك .


وخلال جلسة "التحول الرقمي وحوكمة قطاع التموين شاهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فيلمًا تسجيليًا عن إنجازات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،

وتناول الفيلم التسجيلي، قصة نجاح كبيرة متعددة الأوجه ما بين التطور الحاصل في التكنولوجيا الحديثة بين مواكبة رقمنة الخدمات، بين إنتاج جيل جديد قادر على الابتكار والتكنولوجيا، بين مواكبة فريدة للواقع فيما يخص رؤية مصر 2030.

 


وعقب ذلك استعرض الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا
المعلومات،  استراتيجية الوزارة، موضحا أنها تهتم بثلاثة أهداف رئيسية لبناء مصر الرقمية، أولها الخدمات الحكومية واستحقاقات المواطن لدى الحكومة أن تقدم بشكل مميكن ومحوكم وسهل، والمستهدف الثانى إكساب أكبر عدد ممكن من المواطنين مهارات رقمية مختلفة وإثراء مصفوفة الكوادر فى مختلف تخصصات الاتصالات، والهدف الثالث جذب أكبر عدد من الشركات العالمية وتشجيع أكبر عدد للشركات المحلية للتوسع فى مقار وفروع ومراكز لها فى مصر.

أن الفكرة فى اتصال الهدفين الثانى والثالث هو تخليق العرض من خلال التوسع فى المهارات والكوادر المدربة ثم تخليق طلب لاجتذاب هذه المهارات وبالتالى تخليق فرص عمل أكبر، وما يربط الثلاث أهداف مع بعض أنها جميعا تتمحور حول المواطن.

وأكد وزير الاتصالات، بدء العمل على أربع محاور بشكل متزامن وموازٍ، أولها العمل مع كافة الوزارات والجهات المقدمة للخدمات فى الدولة لتبسيط الإجراءات وإعادة هندستها ثم ميكنتها وإتاحتها بشكل مرقمن، ودوما متصل بتقديم الخدمات المرقمنة بدعم البنية التحتية، من حيث الانتشار والثبات والسرعة ونفاذ أكبر عدد من المواطنين على الإنترنت، والمحور الثالث هو تمكين أكبر عدد من المواطنين من المنافسة بفعالية فى سوق العمل فى الاقتصاد الرقمى سواء المحلى أو ال مستويين الإقليمى والدولى، وا لمحور الرابع تشجيع رواد الاعمال والفكر الابتكارى والعمل الخلاق. 


أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن بيانات الحكومة المصرية بعد الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة مؤمنة بشكل كامل ولا يمكن لأحد أن يخترقها
.

وقال الرئيس السيسي، إن مراكز البيانات تم انشاؤها بشكل محصن بعمق يصل إلى 15 مترا وبلغ تكلفتها مليارات الجنيهات، وذلك لتحقيق عمل محكم ومغلق ومؤمن بشكل كامل .

ووجه الرئيس السيسي رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بسرعة إنهاء البروتوكول الرقمي الخاص حتى يكون ملزما ويحصل على صيغته .

فعاليات اليوم الثالث والأخير : الإثنين 2-10-2023



شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، جلسة "العدالة الاجتماعية والصحة"، ضمن فعاليات اليوم الثالث من "مؤتمر حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز"، المنعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، وعدد كبير من ممثلي المجتمع بأطيافه المختلفة والخبراء والمتخصصين في شتى المجالات.

وفى مستهل فعاليات الجلسة "العدالة الاجتماعية والصحة"، تم عرض فيلم تسجيلي عن الانجازات التي حققتها الدولة في قطاع الصحة، خلال السنوات التسع الماضية، التى عملت الدولة خلالها على توفير خدمات صحية كبيرة لمواطنيها حيث قامت بتطوير برنامج علاج فيروس "سي" وبعد نجاح التجربة، تم انتقال التجربة للقضاء على عشرات الأمراض المزمنة.

وأشار الفيلم التسجيلي إلى أنه في عام 2018 أطلقت مصر مبادرة" 100 مليون صحة" التي استطاعت في أقل من خمس سنوات الكشف عن 92 مليون مصري، لتشخص وتعالج ملايين المرضى بالمجان.

وأوضح الفيلم التسجيلي أنه تم اطلاق أيضا 14 مبادرة وبرنامج صحي بتكلفة أكثر من 30 مليار جنيه، لافتا الى أنه تم ويجري تنفيذ 135 مشروعا لانشاء ورفع كفاءة المستشفيات وتطوير منظومة الإسعاف ومراكز طب الاسرة بتكلفة حوالي 100 مليار جنيه.. كما أوضح أن الدولة المصرية اهتمت بتوطين صناعة الادوية وقامت بإنشاء مدينة الدواء بالخانكة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وكذا تطوير الكوادر البشرية من أطباء للممرضين.

ونوه بأن مصر أطلقت أيضا مشروع التأمين الصحي الشامل وهو أكبر مشروع قومي للصحة في مصر بتكلفة 120 مليار جنيه، مضيفا أنه تم تقديم 28 مليون خدمة طبية في 6 محافظات.

ولفت الفيلم التسجيلي إلى أن الدولة المصرية استطاعت تخطي وباء كورونا بتكلفة وصلت 30 مليار جنيه، وتم توطين صناعة اللقاح في وقت قياسي، لتصبح مصر أول دولة في الشرق الأوسط تتوصل الى لقاح لفيروس كورونا بأيدي مصرية 100%، مبينا أنه تم اطلاق مبادرة "100 يوم صحة" في يونيو 2023 في كل محافظات مصر، حيث قدمت حتى الآن 35 مليون خدمة صحية لجميع المواطنين في كل أنحاء مصر.

 

القطاع الصحي والإنفاق الحكومي

واستعرض وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، خلال جلسة، ما تم من إنجازات في قطاع الرعاية الصحية بمصر منذ عام 2014 حتى عام 2023، موضحا أن ما تم من مشروعات وتطوير للقطاع الصحي في مصر جزء من حكاية وطن، كتبت بجهد وإخلاص كافة العاملين، في ضوء الإمكانيات المتاحة.. وأكد استمرار العمل وتحقيق المزيد من الإنجازات لتحسين جودة الخدمات الصحية للمواطن المصري كركن أساسي للتنمية والوصول إلى رؤية مصر 2030.

وبدأ الوزير عرضه خلال الجلسة بمبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس "سي" والكشف عن الأمراض غير السارية "100 مليون صحة"، منوها بإشادة مجلة "فوربس" الأمريكية بنجاح مصر في القضاء على فيروس "سي" من خلال حملة "100 مليون صحة"، وأنه خلال الأيام القليلة القادمة من المنتظر استقبال رئيس الجمهورية لمدير منظمة الصحة العالمية، لتسليمه شهادة إخلاء مصر من فيروس "سي".

وأوضح أن مصر تمتلك 5400 وحدة رعاية أساسية في كافة الربوع، وتقدم الخدمات الأولية، كما يجري العمل على تطويرها تمهيدًا لاستكمال تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بجميع المحافظات، لافتا تطرق إلى خدمات الغسيل الكلوي التي تقدم للمواطنين على نفقة الدولة.

وأكد أن مبادرة "100 يوم صحة" كان تأثيرها على الأرض كبيرا جدًا، وطلب من الرئيس السيسي التكرم بالموافقة على مد فترة المبادرة حتى تستطيع تقديم خدمات لعدد أكبر من المواطنين.

كما استعرض جهود المشروع القومي للمبادرة الرئاسية للاكتفاء الذاتي من مشتقات البلازما من خلال شراكة بين الحكومة المصرية وشركة "جريفولز" العالمية القائمين على تنفيذ المشروع على أرض مصر، واستعرض أيضا أهمية اقتصاديات الصحة من خلال العائد الاقتصادي من تنفيذ المبادرات الرئاسية لتحسين الصحة (معدل العائد من الاستثمار في الصحة).

وخلال مداخلة له أثناء العرض، وجه الرئيس السيسي بالاهتمام بالعادات الصحية والرياضية من خلال التوعية للحفاظ على صحة المواطنين، وللمحافظة على ثمار المبادرات الرئاسية في مجال الصحة العامة.

وتطرق وزير الصحة إلى مبادرة الكشف عن المقبلين على الزواج للكشف والتوعية، ودور وزارة الصحة الأساسي في الاهتمام بصحة المواطنين، مضيفا أن الرؤية مازالت مستمرة للمزيد من جودة الخدمات، فضلا عن العمل على تفعيل خطوات الخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للسكان.

واستعرض الوزير مقارنة بين النظام الصحي بمصر، ونظام الرعاية الصحية في بريطانيا، حيث ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن نظام الصحة البريطاني يسجل 7 ملايين حالة تنتظر لإجراء العمليات، وفي مصر تم الانتهاء من تقديم 2,1 مليون خدمة، وما يقرب من 1,7 مليون إجراء جراحي بتكلفة 15,8 مليار جنيه، مؤكدا استمرار العمل على تقليل فترات الانتظار.

وفيما يخص العلاج على نفقة الدولة، قال وزير الصحة إنه "تم استصدار 1,5 مليون قرار في عام 2014 بإجمالي 3 مليارات جنيه، والآن وصل عدد القرارات إلى 3,5 مليون قرار، بإجمالي تكلفة بلغت 17 مليار جنيه".

وتوجه وزير الصحة بالشكر لمحافظ البنك المركزي، لوضع القطاع الصحي على رأس أولويات الدولة المصرية، وذلك نظرًا لأهمية هذا القطاع في التغلب على أي نواقص واستمرار تقديم الخدمات للمواطن المصري، مستعرضا تطور مراحل ميكنة العلاج على نفقة الدولة، حيث أنه في حالة الطوارئ يستطيع المريض أن يتوجه إلى المستشفى، ويتم استخراج القرار على الفور في خلال 24 ساعة.

ولفت إلى التحول في منظومة القيادة والحوكمة من خلال عدد من الهيئات، لافتا إلى إعطاء فرص تنافسية للقطاع الخاص، وأن يقوم القطاع الحكومي بمراقبة الخدمة إلى جانب تقديمها، موضحا أن هناك 54 مليون منتفع بالهيئة العامة للتأمين الصحي منذ عام 2014 إلى أن وصل إلى 69 مليون منتفع حتى 2023 بإجمالي 189 مليار جنيه.

وخلال الحديث عن منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد، أشار وزير الصحة إلى أنه تم تغطية أكثر من 6 ملايين مواطن، وتقديم أكثر من 28 مليون خدمة بإجمالي تكلفة 51,2 مليار جنيه، وذلك من خلال 362 منشأة في 6 محافظات المرحلة الأولى، و73 وحدة مركز معتمد، و13 مستشفيات معتمدة.

واستعرض العمل على تطوير مدينة النيل الطبية (مشروع تطوير مدينة معهد ناصر الطبية) بتكلفة مبدئية حوالي 8 مليارات جنيه من الممكن أن تصل إلى 10 مليارات جنيه، كما استعرض دور القوافل الطبية العلاجية والتعاون مع مشروع "حياة كريمة" في القرى والمحافظات، بالإضافة إلى التطوير في قطاع المنتجات الطبية واللقاحات وتكنولوجيا تصنيع الدواء.

ونوه بدور هيئة الإسعاف بصفتها واجهة وزارة الصحة والسكان وربطها بالشبكة القومية للطرق، كما استعرض أيضا تكلفة التحول الرقمي بمؤسسات وزارة الصحة والسكان، والتي بلغت 10,5 مليار جنيه، بالإضافة إلى إعطاء الأولوية أيضًا لتطوير العنصر البشري من خلال تدريب العاملين بالقطاع الصحي بإجمالي 683 مليون جنيه. 

وفي مداخلة للرئيس السيسي خلال الجلسة، أكد أن معهد ناصر سيكون مدينة طبية عالمية مهما كانت التكلفة، مشيرا إلى أن نجاح الفكرة لا يتم إلا بالفهم والإصرار على نجاحها وتوفير مقومات النجاح.. وشدد على أن الدولة تدعم كل ما يخدم الوطن.

وشدد الرئيس السيسي على أن مشروع "مشتقات البلازما"، هو مشروع قومي لمصر يتم وفق معايير صارمة جدًا تنعكس إيجابيًا على صحة المواطنين، مضيفا أن المشروع يتم وفق المعايير الدولية المتقدمة، ويتم اعتماده من شركة إسبانية متخصصة تحت إشراف دقيق وصارم.

ولفت إلى أن الهدف من مؤتمر "حكاية وطن" وغيره من المؤتمرات، هو توعية الجمهور بالأمراض وخطورتها، وكذلك تفادي الأذى النفسي والجسدي للجميع. 



التضامن والعدالة الاجتماعية

وفي كلمتها خلال الجلسة، أكدت وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين القباج أن الحكومة المصرية وضعت العدالة الاجتماعية على رأس أولوياتها، وبدأت قبل إجراءات الإصلاح الاقتصادي في إقرار سياسات وتشريعات خاصة بالحماية الاجتماعية لجميع طبقات وفئات الشعب وبصفة خاصة "الأولى بالرعاية".

وأوضحت أن الحماية الاجتماعية هي مجموعة من الإجراءات الحمائية التي توفر الحد الأدنى للمواطن من الدخل الشهري، بالإضافة إلى المزايا والخدمات الأساسية التي يستطيع المواطن من خلالها توفير حياة كريمة، مشيرة إلى وجود بعض الفئات غير القادرة على العمل، وبالتالي ستظل تابعة لملف الحماية الاجتماعية، مؤكدة أن الحكومة ستعمل على تقليل هذه الفئات وتخريج القادرين على العمل إلى سوق العمل وتأهيلهم.

ونوهت بأن مؤسسات العمل الأهلي لها أياد بيضاء، كما أنها شريك أساسي في العمل مع الدولة، مبينة أن الحكومة في عام 2014 ضاعفت الدعم النقدي للحماية الاجتماعية من 7ر3 مليار جنيه إلى ما يقرب من 7 مليارات جنيه، ثم وصل تدريجيا إلى 36 مليار جنيه.

ونوهت وزيرة التضامن بأن الوزارة أطلقت برنامج "لا أمية مع تكافل" بالشراكة مع الهيئة العامة لتعليم الكبار والأزهر الشريف وعدد من الوزارات وجمعيات المجتمع المدني، حيث تم الوصول لنحو مليون سيدة بأعمار تتراوح ما بين 15 و35 عامًا، كما تم خفض نسبة أمية مستفيدات تكافل لـ47%.

وأشارت إلى إطلاق برنامج "2 كفاية"، بإجمالي عيادات يبلغ نحو 140 عيادة بجمعيات المجتمع المدني، لافتة إلى تنظيم 9 ملايين زيارة للمنازل، كما استقبلت عيادات الصحة 4 ملايين سيدة، من بينهن مليون و300 ألف سيدة استخدمت وسائل تنظيم للأسرة.

وحول الخدمات التي تقدمها الوزارة لأسر الشهداء والمصابين، قالت وزيرة التضامن "إنه تم مضاعفة التعويضات المقدمة لهذه الأسر بناءً على توجيهات الرئيس السيسي، فضلًا عن توفير معاشات استثنائية شهرية مستمرة، والتي تزيد زيادة تدريجية بالتوازي مع زيادة المعاشات، بجانب مزايا أخرى يتم توفيرها".

كما نوهت بوجود ميكنة كاملة لمنظومة التضامن الاجتماعي، بجانب تواجد ربط شبكي مع 9 جهات حكومية، فضلا عن عمل تنقية للبيانات بشكل ربع سنوي ومراجعة للأسر كل ثلاث سنوات، حتى لا يتم السماح للأسرة القادرة على العمل الاستكمال في الحصول على الدعم في حين وجود غيرها غير قادر على العمل.

وفي تعقيب له في هذا الإطار، طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي، من وزير المالية الدكتور محمد معيط تعزيز المبلغ الخاص بدعم الأيتام من مليار و750 مليون جنيه سنويا إلى 3,5 مليار جنيه.. كما ووجه وزيرة التضامن بصرف المعاش بشكل مستمر لأسر الضحايا المصريين الذين لقوا مصرعهم في مدينة "درنة" الليبية.

واختتم الرئيس السيسي تعقيبه بالتأكيد وأكد على ضرورة زيادة الجهد الإعلامي في تغطية كافة قضايا الدولة، موجهًا كذلك بتنظيم احتفالات لتكريم وتقديم جوائز لأصحاب العطاء، الذين يقدمون بدون مقابل، مثل المتطوعين والجمعيات الأهلية ودور الأيتام.

واستكملت وزيرة التضامن كلمتها خلال الجلسة، مشيرة إلى أن الوزارة ستطلق الاستراتيجية الوطنية للتطوع، حيث تعمل حاليا على تجهيز المنصة الموحدة، للاستفادة من المتطوعين الذين يعدون ثروة بشرية كبيرة يمكن استخدامها لتنمية موارد مالية تصل إلى عشرات المليارات.

ولفتت إلى موافقة الرئيس السيسي على تزويد الرائدات الاجتماعيات من 2500 إلى 15 ألف رائدة، وكذلك مكلفات الخدمة العامة، وهن الخريجات الحاصلات على ليسانس أو بكالوريوس، حيث يتقدم للوزارة سنويا 100 ألف فتاة، ما يمثل ثروة بشرية كبيرة تساهم في سد العجز الوظيفي.

وأوضحت أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي أسهم في زيادة عدد المراكز العلاجية من 12 مركزا في 7 محافظات عام 2014 إلى 30 مركزا علاجيا في 19 محافظة 2022، كما تم الوصول إلى 750 ألف مستفيد من خدمات الصندوق، كما أن الكشف على سائقي الحافلات المدرسية أسهم في تقليل نسبة تعاطي المخدرات من 12% إلى 0.4%، والكشف على العاملين بالجهاز الإداري بالدولة انخفض من 8% إلى 0.7%.

وبينت وزيرة التضامن الاجتماعي، في ختام الجلسة، أنه تم تحديد 10 أولويات مستقبلية لتنفيذها، تشمل تبني منهج مُركز للخدمات المتكاملة بوحدات التضامن الاجتماعي، والتوسع في الخدمات الحرفية والانتاجية والتعاونية، وكذلك تطوير آلية موحدة للحماية الاجتماعية، وتوفير إقراض آمن للأسر محدودة الدخل، فضلا عن التوسع في منظومة "كفالة الأطفال" وغلق مؤسسات الرعاية.


كما شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، جلسة "السياسة الخارجية والأمن القومي" ضمن فعاليات اليوم الثالث والأخير لمؤتمر "حكاية وطن بين الرؤية والإنجاز".

واستعرض وزير الخارجية سامح شكري، خلال الجلسة، أوضاع الدولة المصرية قبل عام 2014، لافتا إلى أن مصر كانت تُعاني قبل عام 2014 من صعاب متصلة بأوضاع داخلية تتسم بعدم الاستقرار وتحديات اقتصادية وتراجع في الدور الإقليمي والدولي لها، كما كانت تعاني من هجمات إرهابية شرسة، وأدت التطورات إلى تعليق عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، تلك المؤسسة التي كان لمصر دور رئيسي في تأسيسها.


وقال شكرى "إن السياسة الخارجية تهدف في المقام الأول لخدمة المواطن المصري وتحقيق طموحاته وازدهاره"، مؤكدا أن السياسة الخارجية هي مرآة للأوضاع الداخلية.

وأضاف: أنه "كانت هناك حالة من عدم الرضا الشعبي إزاء ما استشعروه من انتقاص من كرامة الدولة وتراجع مكانتها، ولذلك كان مُهما أن تصيغ الدولة سياسية خارجية تتسق مع رؤية القائد الرئيس السيسي، وتُحدد خصائصها في التوازن والتنوع في العلاقات وتجنب الاستقطاب، ودعم الاستقرار الإقليمي والدولي ومركزية دور المواطن في السياسية الخارجية والاهتمام بالبعد الاقتصادي والتنموي، وتبني سياسة استبقاية تتعامل مع التحديات البازغة وسياسيات ذات أدوات حثيثة تواكب متطلبات العصر".

وشدد على أن تلك العناصر لصياغة السياسة الخارجية لم تكن الوحيدة، وإنما كان من الضروري لمواجهة التحديات المرتبطة بالأوضاع السابقة لعام 2014، أن تكون هناك رؤية وعزيمة وإرادة، إضافة إلى ذلك إصرار الرئيس السيسي على أن ترتكز السياسية الخارجية المصرية على مبادئ إنسانية وأخلاقية مستمدة من تراث هذا الوطن الحضاري والديني، ومبادئ التعاون لتحقيق الاستقرار، ليس فقط لمصر ولكن لمحيطها الإقليمي والدولي.

وأوضح أن خصائص صياغة السياسة الخارجية تضمنت أيضا عدم التآمر والعمل على تحقيق الخير وعدم زعزعة استقرار الآخرين من أجل تحقيق مصالح ذاتية، وهو توجه يدعو للفخر لهذا المبدأ النبيل، موجها الشكر لرئيس الجمهورية على ما يلمسه الجميع في الداخل والخارج من توجه صادق وأمين وموضوعي لتبني تلك المبادىء النبيلة.

السياسة الخارجية والعمل متعدد الأطراف

واستعرض وزير الخارجية التوسع والعودة إلى العمل في المجال متعدد الأطراف بعدد من المنظمات الدولية والعالمية، لافتا وأشار إلى أن مصر انخرطت أيضا في دعم الاستقرار الإقليمي والدولي، وذلك من خلال الانخراط بفعالية في جهود تسوية الأزمة الليبية، والدفاع عن الحقوق الفلسطينية وجهود التهدئة، وحل الأزمة السودانية، وتسوية الأزمات في سوريا واليمن والصومال، والتوسع في عمليات حفظ السلام.

ونوه وزير الخارجية سامح شكرى، جلسة "السياسة الخارجية والأمن القومي" ضمن فعاليات اليوم الثالث والأخير لمؤتمر "حكاية وطن بين الرؤية والإنجاز"، بأن مصر تمكنت في عام 2014 من استعادة عضويتها في الاتحاد الإفريقي، مع بداية تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئاسة، ثم ترأس رئيس الجمهورية الاتحاد في 2019 ليكون دائم الدفاع عن المصالح الإفريقية في كل الندوات والاجتماعات الدولية.

وأكد أن ذلك يعد تعبيرا عن طموحات القارة في إطار رؤية ثاقبة عملية، اتصالاً بوجود قدرة ذاتية في القارة من خلال الاندماج ودعم البنية الأساسية وتوفير التمويل الميسر للدول الإفريقية لتخرج من دائرة الاعتماد على المنح إلى دائرة الاعتماد على الذات لتحقيق طموحات شعوبها في القارة الشابة ذات الموارد الضخمة، وكل ما هناك تحتاج إلى الاعتماد المتبادل والتكاملية فيما بينها.

وتحدث وزير الخارجية عن تشكيل اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، لافتا إلى أن قضية حقوق الإنسان لها أبعاد كبيرة من الأهمية قبل أن يكون محل اهتمام الأخرين، فهي محل اهتمامنا ومحل اهتمام الرئيس السيسي.

وشدد على ضرورة عدم اختصار الأمر بتحقيق أغراض سياسية بعيد عن فكرة إبراز ما للإنسان من حقوق وتوفير الدول لهذه الحقوق، مبينا أن أبرز مثال على أن مصر تهتم بحقوق الإنسان، هو مبادرة "حياة كريمة"، والتي قدمت مثالاً عن كيفية الرعاية الحقيقية لحقوق الإنسان، منوها كذلك باهتمام الوزارة بالشق الاقتصادي والتنموي والترويج الاقتصادي وجذب الاستثمارات لما اكتسبته مصر من ثقة.

وأكد وزير الخارجية، في ختام كلمته، أن السياسة الخارجية تعمل على الدفاع عن قضايا الدول النامية وإبراز التحديات الاقتصادي التي تواجهها، فضلا عن مجموعة من القضايا المهمة التي تعاملت معها السياسة الخارجية، وعلى رأسها تغير المناخ والهجرة والإرهاب والأمن السيبراني.

الداخلية والأمن القومي

واستعرض وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، في كلمته خلال الجلسة، الوضع الأمني عام 2014، موضحا أنه كانت هناك موجة كبيرة ومتصاعدة من العنف والإرهاب، علاوة على هروب أعداد كبير من المسجونين خلال أحداث 2011، وارتفاع غير مسبوق في معدلات الجرائم الجنائية وتضرر شديد في مقدرات الشرطة المعنية بمواجهة كل ذلك، علاوة على انتشار العناصر الإرهابية في شمال سيناء استغلالا للفراغ الأمني في 2011.

وقال وزير الداخلية "إن مصر شهدت 260 عملا إرهابيا خلال عامي 2013 و2014، استهدفت كل مقدرات ومرافق الدولة، ومن بينها مقار ومنشآت وزارة الداخلية ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق في ذلك الوقت، وكذا موجة كبيرة ومتصاعدة من العنف والإرهاب قامت بها جماعة "الإخوان" الإرهابية، والتي استهدفت تخريب كل مرفق وممتلكات للمواطن في هذا الوقت، فضلا عن إطلاق النار العشوائي على المواطنين".

وأضاف: "التحدي الأكبر كان آنذاك، هو سرعة استعادة حالة الأمن والاستقرار وإعادة بناء الدولة وتطويرها للحصول على مكانتها بين الدول بشكل تستحقه.. وتمكنت وزارة الداخلية من خلال التحرك بشكل متواز من استعادة مقدراتها وإمكانياتها بدعم كبير من قبل القيادة، علاوة على مواجهة عملية الإرهاب والجريمة الجنائية، حيث تمكنا من كشف وتفكيك التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابع التمويل".

ولفت إلى أن تهديد الإرهاب العنيف انتهى أو انحسر، ولكن لم ينته التهديد لمصر، حيث أن هناك تهديدا من نوع آخر يمكن أن يكون أخطر من الإرهاب العنيف، وهو حروب الجيل الرابع والخامس، والتي تتعرض لها مصر على مدار السنوات الماضية وحتى الآن، وتقوم بها جماعة "الإخوان" الإرهابية في الخارج من خلال لجان إلكترونية بإمكانيات مالية ضخمة، إضافة إلى بعض العناصر المتعاونة معها، وتلتقي معها في المصالح وإن كانت تختلف معها فكريا.

وأوضح أنه عندما تم الاقتراب من حالة الاستقرار وتحقيق الأمن الشامل، وجه رئيس الجمهورية بأنه حان الوقت مع تطور الدولة غير المسبوق واستعادة الأمن والاستقرار، أن تعيد وزارة الداخلية صياغة نفسها وسياستها، كما أكد الرئيس السيسي أن تطور الجريمة والتكنولوجيا يفتح سقف التطور بالنسبة لمؤسسات الدولة، ومن بينها وزارة الداخلية فيما يتعلق باختصاصها، ووضع الرئيس محاور معينة لكيفية تطوير الوزارة لنفسها، وناقش تفاصيل كل محور.

وبين أن محاور تطوير الوزارة تضمنت استخدام الأسلوب العلمي في وضع السياسات وإدارة العمل الأمني، وتطوير المنظومة الأمنية والخدمية والارتقاء بقدرات العنصر البشري، إضافة إلى إنشاء مركزا للدراسات الأمنية والاستراتيجي يماثل أحدث المراكز المتطورة الموجودة على المستوى الدولي المعني بنفس تلك الاختصاصات مربوط بشبكة مؤمنة وغرف عمليات وإدارة الأزمات بكافة مديريات الأمن حتى يتم جمع المعلومات وتحليلها ووضع صورة متكاملة للواقع الأمني في مختلف محافظات مصر، والتنبؤ بالقضايا ذات البعد الأمني أو التي قد تتعرض لها الدولة المصرية في المستقبل القريب أو المستقبل الأكثر بعدا، ووضع التوصيات للإجراءات الواجب اتخاذها والتي يتم الاسترشاد بها في وضع السياسات الأمنية.

وأكد وزير الداخلية أن الارتقاء بحقوق الإنسان كان محل اهتمام رئيس الجمهورية، وأصبح جزء من مناهج التدريس والفرق التدريبية هي ثقافة حقوق الإنسان وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية خاصة في قواعد التعامل مع ذوي الإعاقة غير المرئية وهي ما كانت تسبب حالة من الاستياء في أوساط ذوي الهمم، فتم تيسير جميع الخدمات لذوي الهمم وكبار السن.

وقال "إن رئيس الجمهورية أصدر توجيهات بضرورة تحويل المؤسسات العقابية إلى مؤسسات نافعة لتكون فرصة لمن يدخل يؤدي العقوبة أن يصبح عنصرا صالحا في المجتمع"، موضحا أن الرئيس قرر تسميتها مراكز الإصلاح والتأهيل، وقرر أن تكون مراكز مجمعة تصلح وتُقوم السلوكيات والأفكار وتؤهل النزيل، ليكون عنصرا صالحا، سواء كان يمتلك مهنة أو لا يمتلك".

كما أوضح أنه تم إنشاء 5 مراكز إصلاح وتأهيل في وقت قياسي، وهو عامين، إلى جانب هدم 26 سجنا عموميا وتسليمهم للدولة، مضيفا أن القيمة السوقية لتلك السجون والمنشآت الشرطية التي تم الانتقال منها إلى مواقع أخرى تماثل تكلفة مراكز الإصلاح والتأهيل، وبالتالي لم يتم تحميل الدولة أي أعباء مالية خلال عمليات الإنشاء.

وأكد وزير الداخلية، في ختام كلمته، أهمية الدور المجتمعي، بتوجيهات الرئيس السيسي، بأن تصبح الشرطة المصرية بدورها التكافلي والمجتمعي جزء من المجتمع.. ونوه في هذا الإطار، بإنشاء منظومة "أمان" بمراكز ثابتة ومتحركة ويباع فيها لمتوسطي ومحدودي الدخل بأسعار مناسبة، إلى جانب مبادرة "كلنا واحد" في المرحلة الـ24 منها، ومبادرة "جيل جديد" الموجهة لأبناء وشباب المناطق الحضارية.

إعادة بناء الدولة والمواطن.

وأشار الرئيس السيسي، في تعقيب لها بعد كلمة وزير الداخلية خلال الجلسة، إلى أنه حذر في عام 2011 من تفكيك روابط الدولة المصرية، قائلا: "إن الدولة بمؤسساتها عبارة عن أحزمة تحكم الحماية والأمن للدولة بداية من مؤسسة الرئاسة إلى الدستور والمؤسسات البرلمانية والوزارات المختلفة، وكل مؤسسة يتم استهدافها تعني تفكيك شئ في الدولة".

وأوضح الرئيس السيسي أنه خلال تلك الفترة لم تكن هناك مؤسسة على حالها متماسكة، عدا الجيش، لافتا إلى أنه تم وضع مخطط كبير حينها للإساءة للجيش وتشويه صورته حتى لا يكون له دور خلال تلك المرحلة.

كما أشار إلى أن الحديث كان يدور خلال عام 2011 على فكرة إعادة هيكلة وزارة الداخلية، مؤكدا تأييده لإعادة هيكلة الداخلية وإعادة هيكلة كل شئ في مصر، مشددا على أن التطوير هو جزء من الحياة الإنسانية، وفي حال عدم الاعتراف بذلك والسعي وراء التطوير لن يكون لدينا علم بمفردات الدنيا.

وبين الرئيس السيسي أنه في أول تعامل له مع وزير الخارجية سامح شكري لدى توليه مسئولية الوزارة للحديث عن السياسة الخارجية المصرية، أوضح أن أدبيات السياسة لديه مختلفة عن أدبيات السياسة الدولية التي يتم تدريسها في كلية السياسة والعلوم الاقتصادية، وعن ثقته الكبيرة في هذه الأدبيات لأنها نابعة من قيم أخلاقية ودينية، وذلك بغض النظر عما إذا كانت نتائج هذه السياسات ستجد مقاومة وعدم استعداد.

وتابع: "وأدبيات السياسة لدي، هي عدم التدخل في شئون الأخرين، وألا تكون البلاد عامل هدم أو تخريب للدول، فضلا عن الاستعداد للصبر الاستراتيجي في الأزمات والصراعات التي من الممكن أن تواجهها البلاد".

وشدد الرئيس السيسي، في ختام الجلسة، على أن إعادة بناء الانطباع، تتمثل في أن شكل الدولة لدى المواطن تشعره بـ"القلة"، فكان لابد من كل فكرة تنفذ في أن تشعر المواطن بـ"العزة"، مؤكدا ضرورة أن تكون إعادة بناء الانطباع متزامنة مع إعادة بناء مؤسسات الدولة حتى يتراجع الشعورة بـ"القلة". 

كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في ختام مؤتمر حكاية وطن

بسم الله الرحمن الرحيم

شعب مصر العظيم.. أيها الشعب الأبي الكريم،

لقد كانت أوقاتًا طيبة ومثمرة تلك التي قضيناها معًا على مدار الأيام الماضية ونحن نسرد حكاية الوطن.. الوطن الذي نعمل من أجله جميعًا وواجهنا من أجل رفعته التحديات وحققنا له بفضل الله الإنجازات .

وأقول لكم: لقد حققنا معًا نحن المصريين ملحمةً تاريخية حين تجاوزنا اليأس والإحباط واسترددنا مصرنا العزيزة من براثن جماعة الظلام والغدر ثم تجاوزنا التحدي، لكي نعيد بناء دولتنا العظيمة ليتحقق لأبنائها الكرامة والعدالة والتنمية .

واجهنا إرهابًا غاشمًا، أراد النيل من عزائمنا وارتوت أرضنا الطيبة، بدماء الشهداء الأبرار، من خيرة أبناء مصر، ولم تلن عزائمنا أو تضعف، أمام كل هذه التحديات بل أعلن أبناء مصر وبناتها عن أنفسهم وخاضوا معركة بناء مصر فحققوا لها الإنجاز محققين المجد والفخر الوطني .

وقد كانت إرادة المصريين وما زالت هي المحرك الرئيسي، والباعث الأساسي لاستكمال الحلم في بناء دولتنا العصرية الحديثة التي تليق بما قدمه شعب مصر من تضحيات .

شعب مصر العظيم،

ونحن على أعتاب جمهوريتنا الجديدة التي تسعى لاستكمال مسيرة بقاء الدولة وإعادة بنائها على أسس الحداثة والديمقراطية فإننا نجدد العهد معًا، على العمل من أجل استكمال أحلامنا، لمصرنا العزيزة وطننا الغالي المروي بدماء الشهداء وتضحيات كل المصريين، وطنًا عظيمًا قويًا قائمًا على أسس العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، ودولة المؤسسات، التي تحقق لمواطنيها الحياة الكريمة ولأجل أحلامنا سنعمل معًا على تحقيقها .

وقد تابعت باهتمام بالغ حالة الحوار الوطني التي كانت في شكلها الأولي مبشرة وباعثة على الاستمرار فيها وقد وجهت الحكومة والأجهزة المعنية بالدولة للعمل على بحث ودراسة حزمة المخرجات التي أفرزها الحوار .

وأؤكد لكم؛ أنني أعتزم الاستمرار في هذه الحالة الحوارية، وكذا الاستمرار في تطوير وتنمية الحياة السياسية والحزبية؛ لتتحقق للدولة مسارات وبدائل ورؤى متعددة، وبشكل دائم .

السيدات والسادة.. الحضور الكريم،

وبعد أن تابعنا خلال فعاليات هذا المؤتمر، من أرقام وحقائق عن واقع الدولة المصرية كيف كان وكيف أصبح فإننا نجدد العهد، بأنه سيكون واقعًا يفيض بالخير والسلام، والمحبة لكل المصريين .

فلا خوف على أمة، يتعانق هلال مسجدها مع صليب كنيستها ولا تنكسر أمة، تجرد شبابها من الهوى، إلا عشق الوطن كشباب مصر ولا تسقط أمة حافظت سيداتها على صوت الضمير الوطني.. فيقيني في أمتنا، أنها لا تخاف ولا تنكسر ولا تسقط بل تعلو فوق تحدياتها، لتصنع للمجد أهرامًا، وللحضارة تاريخًا .

وأقول لكم بلسان صادق، كما عاهدتكم بأنني حين لبيت نداء المصريين، وتوليت المسئولية التي حملوني إياها، لم أكن أملك خزائن الأرض، أو جوامع الوعود الوردية.. لم أكن أملك سوى إيماني بالله وبمصر، وانحيازي لإرادتكم، والعمل بتجرد وإخلاص حاملًا معي شرف العسكرية المصرية، ويكفيني بها وسامًا على صدري .

واجهت معكم وبكم التحديات والأزمات وعبرنا معًا جسور الأمل، واليوم ونحن بصدد استحقاق انتخابي؛ لتولي مسئولية إدارة الدولة المصرية، فإنني كما تعاهدت معكم، منذ سنوات عشر مضت لا أبادر إلا باستدعاء المصريين الذين أدعوهم بدعوة صادقة، أن يجعلوا هذه الانتخابات بداية حقيقية لحياة سياسية مفعمة بالحيوية تشهد تعددية وتنوعًا واختلافًا، دون تجاوز أو تجريح، وكمواطن مصري، قبل أن أكون رئيسًا كانت سعادتي بالغة، بهذا التنوع في المرشحين الذين بادروا لتولي المسئولية لهم جميعًا مني كل التقدير والاحترام .

فالاختلاف سنة الله في خلقه، وحقيقة لا يمكن إنكارها والتنوع هو ثراء حقيقي، يدلل على خصوبة أمتنا وقدرتها على البقاء .

والحق أقول: أنني قد بذلت الجهد وصدقت العهد، قدر ما استطعت وتجردت للوطن، مخلصًا له العمل والنوايا .

وكما لبيت نداء المصريين من قبل فإنني ألبي اليوم، نداءهم مرة أخرى وعقدت العزم على ترشيح نفسي لكم، لاستكمال الحلم في مدة رئاسية جديدة أعدكم بأن تكون امتدادًا لسعينا المشترك، من أجل مصر وشعبها .

وأدعو كل المصريين إلى المشاركة في هذا المشهد الديمقراطي ليختاروا بضميرهم الوطني المتجرد، من يصلح والله يولي من يصلح.. تلك دعوتي الصادقة وهذه إرادة المصريين التي أحترمها وأعمل بها ولها .

شعب مصر العظيم،

إن نبتة الأمل تزدهر دائمًا بالعمل والصدق في القول والتجرد في العمل، هما السبيل الذي نبلغ به الحلم .

ومعًا وبكم وبالله قبلنا: ستحيا مصر، تحيا مصر تحيا مصر،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

اخبار متعلقه

الأكثر مشاهدة

التحويل من التحويل إلى