03 ديسمبر 2023 03:24 م

جولةً الرئيس السيسى الآسيوية

حصاد جولة الرئيس الاسيوية<br> (سنغافورة، الصين، اندونيسيا)

الأحد، 06 سبتمبر 2015 12:00 ص

قام الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، علي رأس وفد مصري حكومي رفيع المستوي، بزيارة الي كل من: سنغافورة، الصين، إندونيسيا، في جولة بدأت من 30 أغسطس 2015، وانتهت يوم 5 سبتمبر 2015، وشهد الرئيس جولات تفقدية لمعالم نهضة دول الجولة، وحفل جدول الأعمال اليومي بلقاءات عديدة مع شخصيات قيادية وحكومية، ورجال أعمال، ومؤسسات دينية، ومقابلات إعلامية. الجولة كان عنوان ملفها الرئيسي "التنمية والتعاون والشراكة الاقتصادية"، فضلاً عن البعد السياسي في تبادل وجهات النظر مع قادة دول الجولة حول التطورات الحالية المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتأثيراتها العالمية، الي جانب استمرار إيضاح صورة أهداف التحرك السياسي المصري والتحولات الإيجابية الواضحة التي تحدث في الداخل المصري، خدمة لأغراض التنمية.

 

المباحثات في سنغافورة:

زيارة الرئيس الي سنغافورة، كانت الأولي لرئيس مصري الي هذا البلد الناهض. الرئيس استهل زيارته بجولة داخل مركز الوئام الديني، الذى تم افتتاحه عام 2006 بمبادرة من مجلس الشئون الإسلامية واستمع من مسئولى المركز إلى شرح مفصل عن أهدافه. الرئيس قام تالياً بزيارة إحدى محطات تحلية المياه التابعة لشركة «هاى فلوكس» الرائدة فى مجال تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحى على مستوى العالم، وعقد الرئيس جلسة مباحثات مع أوليفا لوم الرئيس التنفيذى للشركة وعدد من كبار مسئوليها تم خلالها بحث سبل قيام الشركة بإنشاء محطات لتحلية المياه فى مصر. وتم التوقيع على مذكرة تفاهم بين هيئة قناة السويس وشركة "هاى فلوكس". المباحثات الرسمية بدأت في اليوم الثاني للزيارة، حيث عقدت قمة ثنائية مع الرئيس السنغافورى تونى تان داخل قصر الآستانة تم خلالها بحث سبل الاستفادة من الخبرة السنغافورية فى عدد من المجالات، ومن بينها تحلية ومعالجة المياه، وتطوير الموانئ. الرئيس التقي أيضا رئيس الوزراء السنغافورى «لى هزين لونج»، وتناول اللقاء بحث ترجمة العلاقات التاريخية بين البلدين إلى خطوات عملية جادة للتعاون والعمل المشترك فى عدد من المجالات ذات الأهمية الحيوية، على رأسها أهمية الاستثمار فى الكوادر البشرية عبر التعليم والتدريب الجيد. كما التقى الرئيس كبار المستثمرين ورجال الأعمال ورؤساء كبريات الشركات السنغافورية، واستعرض معهم فرص الاستثمار فى مصر وخاصة فى منطقة محور قناة السويس، والتعريف بأحدث الإجراءات والخطوات التى اتخذتها الحكومة المصرية لتذليل العقبات أمام المستثمرين. واختتم الرئيس زيارته لسنغافورة بجولة داخل ميناء سنغافورة حيث اطلع على آليات العمل فى واحد من أكبر وأهم الموانئ فى العالم.

الرئيس أجري في سنغافورة، حديثا مطولا لقناة آسيا الإخبارية، أشار الرئيس فيه إلى أن تيار الإسلام السياسى كانت لديه فرصة للمشاركة فى الحياة السياسية إلا أن أيديولوجيته اصطدمت بالواقع.

المباحثات في الصين:

رغم أن زيارة الرئيس إلى الصين كانت أقرب إلى الزيارات البروتوكولية لحضور احتفال ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلا أن جدول أعمال الرئيس كان مزدحما، حيث عقد قمة هى الثانية من نوعها مع الرئيس الصينى شى جينبينج، الذى أعرب خلالها عن اهتمام بلاده بالفرص الاستثمارية الواعدة التى تتيحها مصر، وأشار إلى أن بكين تشجع المستثمرين ورجال الأعمال الصينيين على الاستثمار والتصنيع فى مصر واستشراف مجالات جديدة للعمل والتعاون. وشهد الرئيسان التوقيع على اتفاقيةٍ إطارية للتعاون فى مجال الطاقة الإنتاجية، واتفاقية بين بنك التنمية الصينى والبنك الأهلى المصرى يتم بموجبها تقديم قرض بقيمة 100 مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة. خلال الزيارة أيضاً تم التوقيع علي مذكرة تفاهم حول العاصمة الإدارية الجديدة، مع الشركة الصينية العامة للهندسة الإنشائية، والتى بموجبها تبدى الشركة الصينية الاهتمام مع الشريك المصرى فى دراسة إمكانية إنشاء جزء من المرحلة الأولى من العاصمة الجديدة، على أن تقوم البنوك الصينية بتمويل أعمال الشركة فى المشروع. واتفق الرئيس خلال لقائه رئيس وزراء الصين لى كه تشيانج، على مواصلة عمل اللجنة الرباعية المشتركة بين مصر والصين- للعمل علي تنفيذ جميع ما تم التوصل إليه بين الجانبين من مشروعات مشتركة وما تم توقيعه من اتفاقيات.

الرئيس، وخلال لقائه مع رؤساء 25 شركة وبنكا صينيا تعمل فى مصر، طلب من المستثمرين الصينيين ضخ استثماراتهم فى المناطق الصناعية بمحور تنمية قناة السويس، مؤكدا أن مصر ستعمل جاهدة على تطوير البنية الأساسية لهذه المنطقة، ووعدهم بتذليل أى مصاعب وسرعة انجاز مشروعاتهم، وقد أشادوا بتحسن مناخ الاستثمار فى مصر خلال السنتين الأخيرتين، ومن جانبهم، أكد المستثمرون الصينيون، أهمية قناة السويس الجديدة التى وصفوها بأنها إحدى العجائب، وأنها سوف تكمل مبادرة الرئيس الصينى بإحياء طريق الحرير. والتقى الرئيس السيسى رئيسة مجلس إدارة شركة هواوى الصينية للاتصالات، والتى أكدت ان شركتها تسعى بكل جد الى زيادة استثماراتها فى مصر.

وخلال فعاليات العرض العسكرى لعيد النصر، التقى الرئيس بعددٍ من رؤساء الدول والحكومات الذين حضروا الاحتفال بينهم الرئيس السوداني عمر البشير، حيث تم بحث القضايا الإقليمية واتفقا على تفعيل دور اللجنة العليا المشتركة بين البلدين خلال الفترة المقبلة. العرض شارك فيه الي جانب التشكيلات الصينية، نحو ألف جندى من 17 دولة تنتمى لجميع القارات، بينها سرية حرس شرف مصرية مكونة من 81 ضابطا وصفا ومجندا، وكانت مصر هى الدولة العربية والشرق أوسطية والإفريقية الوحيدة التى شاركت بتشكيل فى هذا العرض العسكرى التاريخي، وهى المرة الأولى التى تشارك فيها قوات مصرية فى مثل هذا الحدث.

 

المباحثات في أندونيسيا:

''''''

زيارة الرئيس الي اندونيسيا كسرت حاجز توقف الزيارات الرئاسية بين قادة البلدين والذي استمر لنحو 32 عاماً. مصر واندونيسيا شركاء في تأسيس منظمة دول عدم الانحياز، ويكن الدولتان لبعضهما البعض كل التقدير للعمل علي الحفاظ علي وسطية الإسلام وحمايته من نعرات التطرف والغلو. الرئيس السيسى خلال الزيارة بحث مع الرئيس الإندونيسى جوكو ويدودو التنسيق المشترك من خلال المحافل الدولية لمكافحة الإرهاب ودحره، واستعادة قيم الإسلام السمحة وتعاليمه التى تتصف بالرحمة والسلام. وأكد الرئيسان ضرورة تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين من أجل استعادة وتقوية العلاقات التاريخية التى تربط بين البلدين. وشهد الزعيمان مراسم التوقيع على مذكرتى تفاهم بين مصر وإندونيسيا، بشأن إعفاء حاملى الجوازات الدبلوماسية والمهمة والخاصة من تأشيرة الدخول بالنسبة للبلدين، وحول التعاون فى مجال تدريب الدبلوماسيين.

الرئيس قام خلال تواجده في جاكرتا، بزيارة مهمة إلى مقر الأمانة العامة للتجمع الاقتصادى لدول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، والذى يعد الراعى الأساسى للتقدم الاقتصادى لدول النمور الآسيوية، حيث التقى بسكرتير عام التجمع، وبحث معه سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر ودول الآسيان على الصعيد الاقتصادي.

الجهد كبير، والأهداف واضحة، والعمل مستمر من أجل أن تتعافي مصر وتنطلق الي تطلعات المواطن المصري في حياة كريمة.. العزيمة لا تلين، وكان ذلك واضحاً في قدوم الرئيس السيسي بعد ساعات قليلة من عودته من جولة مجهدة، الي الكلية الحربية كي يتواجد بين أبناءه من رجال القوات المسلحة ليؤكد لهم أهمية إعداد الفرد المقاتل، ليس عسكرياً وحسب، بل نفسياً .. محذراً من خطورة حرب المعلومات والحرب النفسية التي تدمر الشعوب. حمي الله مصرنا العزيزة، وحمي شعبها الابي.

إعداد: الإدارة العامة لبنك المعلومات والانترنت

الأكثر مشاهدة

التحويل من التحويل إلى